العربي نيوز - حضرموت:
وجهت حضرموت موقفا جديدا وقويا اعتبره مراقبون "صفعة مزدوجة وعنيفة" بوجه "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، في اول رد على تهديداته ومساعيه وتحركاته لفرض هيمنته على المحافظة وضمها بالقوة إلى سيطرة مليشياته الممولة من الامارات، وتهديده على لسان نائب رئيس "الانتقالي" احمد بن بريك باجيتاح حضرموت.
وتداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، يوثق قيام المواطنين في مدينة المكلا، بإزالة صور رئيس "المجلس الانتقالي" عيدروس الزُبيدي من شوارع المدينة التي كان الزُبيدي دخلها وقيادات "الانتقالي" في مايو الماضي على متن مدرعات اماراتية، مستعرضا عتاد مليشاته، ومستفزا اهالي المكلا.
يُظهر الفيديو، لحظة صعود عدد من المواطنين في مدينة المكلا بالسلالم لإنزال صور عملاقة نصبها "الانتقالي" في شوارع المدينة، لرئيسه الزُبيدي تحمل عبارة "من لم يأت إلينا سنذهب إليه" في اشارة لمقاطعة مكونات حضرموت حوار "المجلس الانتقالي" مع مكوناته الذي سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" في عدن.
شاهد .. فيديو يوثق انزال صور الزُبيدي في المكلا
بالتوازي، أبلغ محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي مكتب المبعوث الاممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبيرغ، في لقاء مع وفد المكتب الاحد، برئاسة السيد ماساكي واتنابي- كبير المستشارين السياسيين للمبعوث- تمسك حضرموت بقرار مكوناتها السياسية والقبلية والمجتمعية والمدنية برفض الوصاية عليها من "المجلس الانتقالي".
ونقل المكتب الاعلامي لمحافظة حضرموت على حساباته بمنصات التواصل عن المحافظ مبخوت بن ماضي، قوله: إن حضرموت تنأى بنفسها عن الحروب ورسالتها للعالم رسالة سلام، وهي على استعداد بأن تسهم في عملية السلام ولا تمانع في الشراكة ولكنها الشراكة التي تليق وتحفظ مكانتها وتاريخها وجغرافيتها وان تكون سيدة قرارها.
مضيفا: "إن ابناء حضرموت دائمًا ما يبعثون رسائل سلام تعايش ومحبة للجميع، وهم ليسوا مُجبرين للبقاء سنوات اخرى من المآسي حتى تتفق بقية الاطراف على حلول للسلام. وأكد أن ابناء المحافظة مُجمعين على ان تكون حضرموت سيدة قرارها وابناؤها اصحاب القرار الأول". في اشارة للالتفاف حول "مجلس حضرموت الوطني" ممثلا للمحافظة.
وأطلق "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، السبت، ساعة الصفر لبدء حرب واسعة في محافظة حضرموت، هدد بشنها مستغلا مستجدات طارئة شهدتها المحافظة مساء اليوم، بعدما ظل يحشد لها سياسيا وعسكريا واعلاميا، منذ عامين على الاقل، مُتذرعا بما يسميه "استكمال تحرير الجنوب من قوات الاحتلال اليمني".
تفاصيل: الانتقالي يطلق ساعة الصفر لحرب حضرموت
تتزامن تهديدات "الانتقالي" باجتياح حضرموت، مع خروج الوضع عن السيطرة في المكلا في محافظة حضرموت، باتجاه انفجار الموقف عسكريا، جراء قرار عسكري اماراتي اصطدم لأول مرة مع مليشيا "المجلس الانتقالي" التابع لأبوظبي، التي عبرت عن رفض القرار، وإطلاق انتشار عسكري واسع في مدينة المكلا.
تفاصيل: يحدث الان .. خروج الوضع عن السيطرة بالمكلا
ويتواصل منذ بداية العام تصعيد "المجلس الانتقالي" حملته السياسية والاعلامية ضد قيادة ومكونات حضرموت السياسية والقبلية والمجتمعية، وضد المملكة العربية السعودية، وسفيرها لدى اليمن، محمد آل جابر، منذ استطاعت المملكة، بهدوء ودهاء سياسي، اجهاض احلام "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارت في حضرموت.
تفاصيل: السعودية تباغت "الانتقالي" والامارات بضربة قاضية
كما وجهت السعودية، تحذيرا مباشرا وصريحا الى "المجلس الانتقالي"، ردا على تهديداته المتوالية، لمحافظة حضرموت ومجلسها الوطني، المُعلن عن اشهاره من الرياض، في 20 يونيو الفائت، بختام مشاورات مكونات حضرموت، المعارضة هيمنة "الانتقالي" على المحافظة وفرض سيطرة مليشياته، ضمن مساعيه لفرض انفصال جنوب اليمن.
تفاصيل: السعودية تحذر "الانتقالي" من المساس بحضرموت (وثيقة)
يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى لاستكمال سيطرته على جنوب اليمن بالسيطرة على المحافظات الشرقية وثرواتها النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها بالقوة.