العربي نيوز - عدن:
بدأ "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، اول استهداف لمجلس عدن الوطني، المعلن قبل ايام عن بدء ترتيبات تشكيله رسميا، عبر اجراء "ظل متوقعا" حسب مراقبين للشأن اليمني، اكدوا في وقت سابق "استحالة سماح المجلس الانتقالي بقيام مجلس ينازعه تمثيل عدن حتى لو تطلب الامر اغتيال قياداته".
وكشفت وثيقة متداولة، للقاضي أنيس صالح جمعان، الذي اختارته قيادات سياسية واقتصادية ومجتمعية واكاديمية من ابناء عدن في لقائها التشاوري رئيسا للهيئة الاستشارية لمجلس عدن الوطني، يعلن فيها اعتذاره واستقالته، عن تعرضه "لضغوط من الانتقالي ترقى الى التهديد بالاغتيال" حسب مصادر محلية.
جاء في الوثيقة، المتداولة بمنصات التواصل: "في البدء نشكركم على الثقة الممنوحة لنا من قبلكم بتعييننا رئيساً للمجلس الأستشاري لمجلس عدن الوطني، وخاصة لم أكن حاضراً في اللقاء التشاوري الذي أنعقد في يوم السبت الموافق 8 يوليو 2023م، والذي أقر فيه إعادة هيكلية هيئات مجلس عدن الوطني".
ورغم أن الاستقالة، أقرت بأن القاضي انيس جمعان، "كان لنا قبل عامين دور كبير في اعداد النظام الاساسي لمجلس عدن الوطني ككيان إجتماعي مدني يمثل كافة شرائح المجتمع في عدن". إلا أنها في الوقت نفسه كشفت عن تعرض القاضي انيس لضغوط سابقة افضت لاحتوائه من جانب "المجلس الانتقالي".
ظهر هذا في تضمن الوثيقة تبرير القاضي انيس "طلب اعتذاره عن قبول التكليف وانسحابه من مجلس عدن"، بقوله: "حيث إننا عضواً في المجلس الإستشاري للمجلس الإنتقالي، إضافة إلى عملنا المهني لا يوجد لدينا أي وقت كاف لتوزيع جهودنا في العمل برئاسة المجلس الأستشاري لمجلس عدن الوطني".
جاء هذا الاستهداف، عقب ايام على البدء رسميا وبدعم مباشر من التحالف بقيادة السعودية، في ترتيبات تشكيل مجلس وطني لمحافظة عدن، رفضا لسيطرة "المجلس الانتقالي" ومليشياته وتسببها في انفلات امني واسع وتدهور الاوضاع المتنامي وتردي الخدمات المتصاعد، منذ انقلابها في اغسطس 2019م.
تفاصيل: بدء ترتيبات تشكيل مجلس عدن الوطني (صور)
وتزامن نشر هذه الوثيقة، مع تمكن مشايخ وأعيان محافظة شبوة، الثلاثاء، ورغم تحذيرات "المجلس الانتقالي" ومنع مليشياته؛ من الاشهار رسميا عن تشكيل حلف ابناء وقبائل شبوة، كمكون جنوبي جديد، يكون ممثلا سياسيا لمحافظة شبوة، بعد بدء كل من حضرموت وعدن، خطوات تشكيل مجلسها الوطني بدعم من السعودية.
تفاصيل: اشهار مكون جنوبي ممثلا لهذه المحافظة (صور)
يأتي هذا بعدما كان رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي استهل زيارته حضرموت، نهاية يونيو الفائت، باعلانه عن قرار وُصف بالمصيري والتاريخي، على طريق تلبية مطالب المحافظة وتطلعات ابنائها، وقطع الطريق على مساعي "المجلس الانتقالي" الانفصالية، وتحركاته لضم حضرموت الى سيطرة مليشياته.
تفاصيل: الرئيس العليمي يبهج حضرموت بهذا القرار المصيري
وحمَّل الرئيس العليمي "بشائر كبرى" لمحافظة حضرموت وابنائها، لدى زيارته الاولى للمحافظة منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، برفقة مسؤولي الحكومة؛ تضمنت وضع احجار اساس مشاريع خدمية بكلفة 1.2 مليار دولار تمويل سعودي، بينها بناء مقر جديد لقوات الجيش الوطني بالمنطقة الاولى في المكلا.
شاهد .. الرئيس العليمي يعمد الوحدة بهذا المشروع
جاءت الزيارة بعدما استطاعت المملكة العربية السعودية، بهدوء ودهاء سياسي، اجهاض احلام "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارت في السيطرة على محافظة حضرموت، وتمكنها من محاصرة "المجلس الانتقالي" في اتجاهين كلاهما يقضيان على طموحاته، ويفضيان إلى انهياره وتبعا اجندته في اليمن ومن ورائها الامارات.
تفاصيل: السعودية تباغت "الانتقالي" والامارات بضربة قاضية
كما وجهت السعودية، تحذيرا مباشرا وصريحا الى "المجلس الانتقالي"، ردا على تهديداته المتوالية، لمحافظة حضرموت ومجلسها الوطني، المُعلن عن اشهاره الثلاثاء من الرياض، بختام مشاورات مكونات حضرموت، المعارضة هيمنة "الانتقالي" على المحافظة وفرض سيطرة مليشياته، ضمن مساعيه لفرض انفصال جنوب اليمن.
تفاصيل: السعودية تحذر "الانتقالي" من المساس بحضرموت (وثيقة)
يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى لاستكمال سيطرته على جنوب اليمن بالسيطرة على المحافظات الشرقية وثرواتها النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها بالقوة.