الثلاثاء 2025/03/18 الساعة 05:32 م

موقف مفاجئ للرئيس علي ناصر من مجلس حضرموت

العربي نيوز - سوريا:

أعلن الرئيس الجنوبي الاسبق، علي ناصر محمد، ولأول مرة، عن موقفه من التطوارت المتسارعة في محافظة حضرموت، على خلفية اعلان مكوناتها السياسية والقبلية اشهار هيئة تأسيسية لمجلس حضرموت الوطني، وزيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي للمحافظة، واعلانه قرار تمكين حضرموت من ادارة شؤونها اداريا وامنيا وماليا.

جاء هذا في مقال للرئيس علي ناصر محمد بعنوان "تجربة حضرموت 1976 و2023م"، قال فيه تابعنا الإعلان عن تشكيل مجلس حضرموت الوطني والذي أُعلن عنه بتاريخ 20 يونيو وهو مجلس ينبغي عليه  تولي إدارة محافظة حضرموت، ونحن نأمل ان تعمم هذه التجربة الجديدة على بقية المحافظات بحدودها الإدارية في 21 مايو 1990".

مضيفا: نحن ننظر الى ما جرى في حضرموت كأحد الخيارات الواقعية لادارة شؤون المحافظات في اليمن توطئةً لقيام دولة اتحادية مقبولة من كافة أبناء الشعب". وأردف: " ونعلم ان ذلك لن يتحقق في ظل الحرب والتشتت الوطني ويتطلب مسبقاً وقف الحرب بشكل نهائي والاتفاق على رؤية خلاقة لاستعادة الدولة بمؤسساتها وانظمتها وقوانينها وحكومتها الواحدة وجيشها الوطني الواحد الذي له وحده حق احتكار السلاح". 

وتابع قائلا: إن تجربة مجلس حضرموت الوطني "شبيهة بتجربتنا التي طبقناها في عدن ابتداءً من اغسطس عام 1976 حيث منحنا محافظة حضرموت التي كانت تسمى حينها المحافظة الخامسة حق الإدارة الذاتية والقيام بالتنمية والإشراف على كافة الخدمات والمؤسسات فيها.. وكانت بداية جيدة وايجابية تم تعميمها فيما بعد على بقية المحافظات".

مردفا: "وكانت تلك التجربة يقودها أبناء كل محافظة من ذات أنفسهم ومن داخلها، وكانت مجالس الشعب المحلية تنتخب مكتباً تنفيذياً لها يقوم بإدارة  شؤون المحافظة وكانت القيادات من أبناء نفس المحافظات وليس من خارجها. كما يقوم المكتب التنفيذي بانتخاب محافظ من أبناء المحافظة ثم يُصدر  قرار تعيينه من رئيس الجمهورية". 

وأوضح "كانت تلك التجربة ناجحة وأعطت كل محافظة الحق في إدارة شؤونها ومواردها وأية محافظة كانت تعاني من عجز مالي في موازنتها السنوية فيغطى العجز من قبل الحكومة المركزية وبالمقابل فإن المحافظات التي كان لديها فائض في موازنتها تذهب تلك الوفورات الى ميزانية الدولة..وأدى تطبيق هذه التجربة الى إذكاء روح المنافسة".

في هذا السياق، قال الرئيس الجنوبي الاسبق علي ناصر محمد: " أدى تطبيق هذه التجربة الى إذكاء روح المنافسة بين المحافظات لتنفيذ مشاريع تنموية في مختلف المديريات والمدن وكان أبناء المحافظات في الداخل والخارج يساهمون في تمويل المشاريع الاهلية في قراهم وبلداتهم كمشاريع المياه والكهرباء والطرقات الفرعية وغيرها…".

سردا اهم انجاز لتطبيق تجربة الادارة المحلية للمحافظات: "وهذا التنافس الخلاق بين المحافظات حينها سمح بإنجاز برنامج شامل لمحو الامية في أجواء تنافسية رائعة انعكست ايجاباً على إنجاز البرنامج ووصلت نسبة الامية الى 2% فقط، وباعتراف اليونسكو عام 1985 كان التعليم في اليمن الديمقراطية الافضل في المنطقة..".

وتابع: "كانت من صلاحيات هذه المجالس إدارة كافة شؤون المحافظة الداخلية باستثاء الجوانب العسكرية والدفاعية والشؤون الخارجية وكذلك المناهج الدراسية الموحدة لعموم الجمهورية كما ان إصدار العملة كان حكراً على البنك المركزي الموحد. وكانت هناك ميزة أساسية في مجالس الشعب المحلية في تجربتنا السابقة وهي ممارسة الرقابة الشعبية الدؤوبة".

موضحا أن الرقابة الشعبية "على نشاط السلطات التنفيذية ووضعها في دائرة المحاسبة المستمرة والرقابة على المال العام وسبل التصرف فيه والإشراف على كل التعاقدات والمناقصات والمشاريع وهو ماسمح بتجفيف كافة منابع الفساد والهدر والاستحواذ". وعبر عن تطلعات متفائلة لتجربة مجلس حضرموت بقوله: "ونأمل ان تكون هذه التجربة خطوة في الطريق الصحيح".

وأبهج الرئيس رشاد العليمي  المواطنين في محافظة حضرموت، باعلانه عن قرار وصفه مراقبون للشأن اليمني، بالمصيري والتاريخي، على طريق تلبية مطالب المحافظة وتطلعات ابنائها، وقطع الطريق على مساعي "المجلس الانتقالي" الانفصالية، وتحركاته لضم حضرموت الى سيطرته بقوة السلاح.

تفاصيل: الرئيس العليمي يبهج حضرموت بهذا القرار المصيري

وحمَّل رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي "بشائر كبرى" لمحافظة حضرموت وابنائها، لدى زيارته الاولى منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الى المحافظة، التي بدأها مساء السبت برفقة مسؤولي الحكومة ووفد سعودي رفيع المستوى، تعميدا لاجهاض مساعي "الانتقالي" الانفصالية.

تفاصيل: العليمي يحمل لحضرموت هذه البشائر (تفاصيل)

يأتي هذا بعدما استطاعت المملكة العربية السعودية، بهدوء ودهاء سياسي، اجهاض احلام "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارت في حضرموت، ومحاصرة "المجلس الانتقالي" في اتجاهين كلاهما يقضيان على طموحاته، ويفضيان إلى انهياره وتبعا اجندته في اليمن ومن ورائها الامارات.

تفاصيل: السعودية تباغت "الانتقالي" والامارات بضربة قاضية

كما وجهت السعودية، تحذيرا مباشرا وصريحا الى "المجلس الانتقالي"، ردا على تهديداته المتوالية، لمحافظة حضرموت ومجلسها الوطني، المُعلن عن اشهاره الثلاثاء من الرياض، بختام مشاورات مكونات حضرموت، المعارضة هيمنة "الانتقالي" على المحافظة وفرض سيطرة مليشياته.

تفاصيل: السعودية تحذر "الانتقالي" من المساس بحضرموت (وثيقة)

يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى للسيطرة على ثروات المحافظات الشرقية النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها بالقوة.