الأحد 2025/05/18 الساعة 07:58 ص

واشنطن تصفع

العربي نيوز - عدن:

اطلقت الولايات المتحدة الامريكية اعلانا هاما بشأن اليمن، يتضمن ما اعتبره مراقبون للشأن اليمن "صفعة للمجلس الانتقالي الجنوبي وحواره مع نفسه وما يسعى اليه من وراء هذا الحوار"، المتواصل منذ الخميس في العاصمة المؤقتة عدن، تحت مسمى "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" رغم مقاطعة معظم وابرز هذه المكونات له.

جاء هذا لدى استقبال نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور عبدالله العليمي باوزير، اليوم الاحد، سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى اليمن ستيفن فاجن، وتجديد الاخير موقف واشنطن بشأن صون وحدة اليمن واستقراره والجهود الاقليمية والدولية المتواصلة بوتيرة كبيرة لانهاء الحرب في اليمن واحلال السلام الشامل والدائم.

وذكرت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) أن "السفير الامريكي ستيفن فاجن، أكد خلال لقائه مع عضو مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي، موقف بلاده الداعم لمجلس القيادة الرئاسي ولأمن ووحدة واستقرار اليمن، ولجهود إحلال السلام. وجدد دعم واشنطن لجهود المبعوث الاممي والمملكة العربية السعودية في سبيل تحقيق ذلك".

موضحة أن الدكتور عبدالله العليمي "أكد موقف مجلس القيادة الثابت بالتعامل الايجابي والبناء مع كل مافيه مصلحة اليمنيين في كافة أنحاء اليمن". و"شدد على ضرورة ممارسة مزيداً من الضغط على مليشيا الحوثي للاستجابة لنداء السلام عدم تحويل الملفات الانسانية الى ملفات للاستغلال السياسي وإدراك حجم المعاناة الانسانية".

وأفادت بأن نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي "لفت إلى ضرورة وجود خارطة طريق لمسار الحل الشامل والآمن، الذي ينهي الانقلاب ويعيد مؤسسات الدولة بما يضمن تعزيز المركز القانوني لها ولسيادتها، و أن تكون الحلول مبنية على المرجعيات الاساسية المتفق عليها بما فيها قرارات مجلس الامن الدولي".

مضيفة: "ورحب بكافة المبادرات والجهود الرامية إلى إنهاء المعاناة الانسانية على طريق إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة وإحلال السلام العادل والشامل والدائم وتحقيق التطلعات المشروعة للشعب اليمني في الامن والاستقرار والتنمية. مستعرضا جهود مجلس القيادة الرئاسي في دعم مساعي مبعوث الأمم المتحدة وجهود الاشقاء في السعودية".

وأعلن مجلس القيادة الرئاسي، أول رد فعلي ورسمي على عقد "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات ما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" رغم اعلان معظم هذه المكونات وأكبرها وأبرزها على الساحة، مقاطعة اللقاء "رفضا لهيمنة الانتقالي وسعيه لفرض وصايته على الجنوب بقوة السلاح والمليشيات".

تفاصيل: أول رد "رئاسي" حاسم على "حوار الانتقالي"

كما سجلت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، أول تعليق رسمي لها، على "اللقاء التشاوري" الذي اطلقه الخميس "المجلس الانتقالي" في العاصمة المؤقتة عدن، رغم اعلان معظم وأكبر المكونات الجنوبية، الفاعلة، مقاطعته رفضا "لهيمنة الانتقالي ووصايته"؛ وكشفت اهداف "اللقاء" وتكلفة تنظيمه، وكذا جهة تمويله.

تفاصيل: الحكومة تعلق على حوار "الانتقالي" وتكلفته (وثيقة)

وأعلن 25 مكونا جنوبيا، سياسيا ومدنيا وقبليا، رسميا، مقاطعة حوار "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، واتفقت في رفض "ادعاء الانتقالي تمثيل الجنوب" وفي اعتبار حواره "حوارا مع اعضاء المجلس الانتقالي لتنصيب نفسه وصيا على الجنوب بقوة السلاح والمليشيا". حسب ما رصده "العربي نيوز" وأكده المتحدث الرسمي باسم "المجلس الثوري الاعلى للحراك الثوري الجنوبي".

تفاصيل: 25 مكونا جنوبيا تقاطع حوار "الانتقالي" (وثائق)

وكشفت صور ومقاطع فيديو، خاصة، من داخل قاعة ما سمي "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" المنعقد الخميس في العاصمة المؤقتة عدن؛ مشاهد مخزية احرجت "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، أظهرت حقيقة تضاؤل حجم "الانتقالي" والقبول الشعبي له في جنوب البلاد، ورفض الجنوب له وهيمنته لولا ترسانة مليشياته المسلحة، الممولة من التحالف وبخاصة الامارات. 

أظهرت الصور ومقاطع الفيديو، لوقائع افتتاح حوار "الانتقالي"، انحصار الحضور والمشاركين فيه بعشرات من قيادات "المجلس الانتقالي" والموالين له في المحافظات الجنوبية، وأن اللقاء مجرد لقاء تنظيمي داخلي يخص "الانتقالي"، ويحاور فيه نفسه، وليس كما زعم عبر وسائل اعلامه أنه "لقاء تشاوري بين جميع اطياف الجنوب ومكوناته".

شاهد .. "الانتقالي" يحاور اعضاءه بعد مقاطعة مكونات الجنوب

ووضعت المكونات السياسية والمدنية والمجتمعية لجنوب البلاد، "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، في موقف محرج جدا، بإعلان معظم هذه المكونات رفضها تلبية دعوته إلى المشاركة في حواره أو ما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية"، وحدد موعدا لانعقاده يجسد هيمنته باختياره يوم ذكرى زعم "تفويضه الشعبي".

كشفت هذا، الاعلانات والبيانات المتلاحقة، الصادرة عن المكونات الجنوبية، السياسية والمدنية والمجتمعية والقبلية، البارزة والفاعلة في الساحة، وأكدت أن "الانتقالي" فشل في تقديم نفسه الممثل الوحيد لجنوب اليمن و"القضية الجنوبية"، حسب ما يزعم. وأكدت أنه سيضطر لأن يحاور نفسه وقياداته التي تمثل محافظات الجنوب.

وأرجعت البيانات والاعلانات الصادرة عن ابرز المكونات الجنوبية، السياسية والمدنية والقبلية الجنوبية، إعلانها مقاطعتها حوار الانتقالي"، إلى أسباب توافقت على تلخيصها في "رفض سياسة الانتقالي القائمة على الضم والالحاق لا الشراكة والتكامل"، وسعيه إلى "ادماجها والغاء كياناتها بقوة السلاح والارتباط بالخارج واجنداته".

تفاصيل: مشاهد فاضحة من "حوار الانتقالي" (صور+ فيديو)

في المقابل، أعلن "المجلس الانتقالي الجنوبي" استغناءه عن مكونات الجنوب، ومضيه في ما سماه "الحوار الجنوبي" وعقد "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" مستخدما حيلة اقصائية حاذقة، للتحايل على إعلان معظم هذه المكونات مقاطعتها الحوار، لأسباب عزتها إلى "رفض الالحاق والضم والالتفاف على حق المشاركة والندية".

جاء هذا في تصريح للمتحدث باسم "لجنة الحوار الجنوبي" في "المجلس الانتقالي"، الدكتور سعيد الجريري قال فيه: إن "حضرموت ليست غائبة عن اللقاء التشاوري الشامل للحوار الجنوبي الخميس القادم بعدن ومالا يقل عن 50% من المشاركين باللقاء من حضرموت من داخل الجامع وخارجه وسواءً شارك الجامع أم لم يشارك".

مضيفا حسب ما نقل عنه رئيس تحرير موقع "الجريدة بوست" التابع للمجلس الانتقالي والممول من الامارات، عادل المدوري: إن "موضوع مشاركة الجامع شأن داخلي يخص الجامع". في اعلان صريح لاستغناء "المجلس الانتقالي" عن المكونات الجنوبية والاكتفاء بشخوص قياداته من المحافظات الجنوبية، لفرض نفسه ممثلا للجنوب.

تفاصيل: الانتقالي يستغني عن مكونات الجنوب بهذه الحيلة

يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ينتهج نهجا شموليا مستبدا بالقرار، على غرار نهج الحزب الاشتراكي اليمني، إبان حكمه لجنوب اليمن، ويعمد إلى قمع كل المعارضين وتصفية المنافسين عبر دمجهم وتذويب كياناتهم دون اشراكهم بالسلطة والقرار، أو عبر الاعتقالات والاغتيالات الدموية التي شهدها الجنوب منذ إنشاء الامارات "المجلس الانتقالي" في جنوب اليمن.