العربي نيوز - لحج:
أصدر وزير الدفاع الاسبق، اللواء محمود الصبيحي، اعلانا جديدا، مفاجئا وقويا، صدم قيادات "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وتسبب في ارباك كبير لها، لتضمنه ردا مباشرا على ما روجته بشأن موقفه من الاحداث التي تشهدها البلاد.
وأكد اللواء محمود الصبيحي لجموع المهنئين له بإطلاق سراحه من الاسر لدى جماعة الحوثي، تمسكه بوحدة اليمن واستعادة الدولة اليمنية وسلطات مؤسساتها، ورفض حكم المليشيات، ودعوات الانفصال وتقسيم البلاد، التي يطلقها "الانتقالي".
جاء هذا في مقطع فيديو، جرى تصويره دون علم اللواء الصبيحي، وهو يتحدث لضيوفه المهنئين في مقيله بخيمة ملحقه بمنزله، كان نصبها لاستقبال المهنئين، عن ضرورة توحيد الصف اليمني والوقوف صفا واحدا خلف اليمن الاتحادي.
وقال وزير الدفاع الاسبق، اللواء الركن محمود الصبيحي: "يجب أن نقف إلى جانب بعضنا البعض، وألا نتنصل عن قضيتنا المتعلقة باليمن الاتحادي. وستكون هناك حوارات لتشكيل حكومة وحدة وطنية، ونتمنى أن نلتقي في العاصمة صنعاء".
شاهد .. اعلان مفاجئ للواء محمود الصبيحي (فيديو)
في المقابل، مثل هذا الاعلان الوطني الوحدوي للواء الصبيحي، صدمة كبيرة لقيادات "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، وسياسييه وناشطيه، الذين انقسموا ما بين مشكك في صحة الفيديو وزاعم أنه "مفبرك"، وبين ساخط كال له الاتهامات.
وبين الفريقين، برز تيار واسع من المواطنين في المحافظات الجنوبية، مؤيدين لما اعلنه اللواء محمود الصبيحي، ومحتفين بما اعتبروه "ثباتا على المبدأ الوطني وإنحيازا لمصلحة الوطن والمواطنين يمنيين بوجه مؤامرات تقسيمه واحتلاله ونهب ثرواته".
جاء بين ابرز هذه الاصداء المؤيدة لإعلان اللواء محمود الصبيحي، بوصفه انقاذا لجنوب البلاد قبل ان يكون لشماله، ما نشره السياسي الجنوبي نبيل عبدالله، على حائطه بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تحت عنوان "اليمن هو مشروعنا الجامع".
وقال نبيل عبدالله: "اليمن هو مشروعنا الجامع والجنوب الموحد المستقر هو أساس هذا المشروع وحجر الزاوية فيه، إنطلاقاً من إصلاح مسار الوحدة وتحقيق الشراكة السياسية العادلة بين طرفيها، في يمن إتحادي جديد. هذا هو مشروع العقلاء".
مضيفا: "وبدلاً عن مهاجمة الصبيحي، فالاولى مراجعة المواقف الغير قابلة للحياة والبعيدة عن الواقع والمنطق، لإنها ستجر اليمن والجنوب خاصة للتمزق والوصاية واللا عودة، وما تجربة السنين الماضية من حكم الرفاق بعدن إلا عنوان بسيط على ما سيكون عليه المستقبل!".
شاهد .. اصداء واسعة لإعلان اللواء الصبيحي الوحدوي
ووقع اللواء الركن محمود الصبيحي واللواء فيصل رجب في أسر جماعة الحوثي في 25 مارس 2015، على مشارف مدينة الحوطة بمحافظة لحج أثناء مشاركتهما في صد زحف الحوثيين على المحافظات الجنوبية، وظل في الأسر طوال ثمان سنوات، متمسكا بمواقفه المبدئية الوطنية، التي لا يتردد في التعبير عنها، دون أي تحفظ أو خوف من اي سلطة.
يأتي هذا بعدما وصل اللواء الصبيحي إلى مطار عدن الدولي، ومنه إلى مسقط رأسه في محافظة لحج، صباح الجمعة 15 ابريل عقب اطلاق سراحه واللواء ناصر منصور هادي ضمن صفقة اتفاق جنيف بين الحكومة اليمنية المعترف بها وجماعة الحوثي لتبادل 778 اسيرا ومحتجزا من الجانبين، المبرم برعاية الامم المتحدة، في العشرين من مارس الماضي.
واستكملت لجنة الصليب الاحمر، الاحد قبل الماضي، ثالث مراحل وعمليات نقل الاسرى والمحتجزين المشمولين في اتفاق صفقة جنيف بين الحكومة اليمنية المعترف بها وجماعة الحوثي، بنقل 194 اسيرا ومحتجزا منهم 89 من صنعاء بينهم 4 صحفيين إلى مطار تداوين في مارب، و105 اسرى ومحتجزين من مارب بينهم المدعوة سميرة مارش، إلى صنعاء.
كما نقلت طائرات الصليب الاحمر، صباح السبت، 371 اسيرا ومحتجزا من التحالف والحكومة و"القوات المشتركة" في الساحل الغربي وجماعة الحوثي، خلال 6 رحلات جوية ذهاب واياب إلى مطارات صنعاء والمخا والرياض وأبها، بينهم نجل طارق عفاش وشقيقه و(19) أسيراً من قوات التحالف (16 سعوديا و3 سودانيون)، مقابل350 من الحوثيين.
ونقلت، صباح الجمعة، في 6 رحلات بين مطاري صنعاء وعدن 319 أسيرا ومحتجزاً بينهم (69) من الجانب الحكومي والقوات المشتركة بينهم اللواء الركن محمود الصبيحي واللواء ناصر منصور هادي، مقابل (250) من جماعة الحوثي، عبر رحلات بين مطاري صنعاء وعدن، ليكون اجمالي من تم الافراج عنهم حتى الان 887 اسيرا ومحتجزا.
يشار إلى أن عمليات نقل الاسرى والمحتجزين خلال (15-17) ابريل، جاءت تنفيذا لاتفاق الحكومة المعترف بها وجماعة الحوثي في جنيف برعاية الامم المتحدة على تبادل 181 اسيرا ومحتجزا للتحالف والحكومة والقوات المشتركة، مقابل 706 اسرى ومحتجزين لجماعة الحوثي، واستئناف مفاوضات الافراج عن باقي الاسرى في مايو المقبل.
