الاثنين 2025/08/18 الساعة 05:19 م

اعلان خليجي وامريكي بشأن انهاء حرب اليمن

العربي نيوز - عواصم:

طرأت تطورات لافتة ومتسارعة بشأن انهاء الحرب في اليمن المتواصلة للسنة التاسعة على التوالي ومعالجة تداعياتها الكارثية الانسانية والاقتصادية والخدمية، عبر اعلانات متلاحقة عن مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الامريكية والمبعوث الاممي الخاص إلى اليمن.

وأكد الأمين العام لمجلس تعاون دول الخليج العربي جاسم البديوي، والسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، وسفراء الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن لدى اليمن "ضرورة دعم حوار بناء بين الأطراف لخفض حدة التوتر، وإحراز تقدم نحو عملية سياسية جامعة".

جاء هذا على هامش مباحثات متعددة أجراها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن هانس غروندبيرغ، الخميس، في العاصمة السعودية الرياض بشأن سبل خفض حدة التوتر في البلد العربي الذي يشهد حربا منذ نحو تسع سنوات، وفق بيان صادر عن مكتب المبعوث الاممي. 

وقال غروندبرغ ، في البيان المنشور على حسابات مكتبه بمنصات التواصل الاجتماعي، إنه "زار ‎العاصمة السعودية الرياض والتقى الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي والسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر" دون أي اشارة إلى مدة الزيارة والمباحثات المجراة.

مضيفا: إنه "التقى سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن المعتمدين لدى اليمن، اميركا والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا. و"ركزت النقاشات على التطورات الأخيرة في ‎اليمن، وضرورة دعم الحوار البنّاء بين الأطراف لخفض حدة التوتر وإحراز تقدم نحو عملية سياسية جامعة".

شاهد .. المبعوث الاممي يجري مباحثات متعددة في الرياض

وأعلن مجلس التعاون الخليجي عن نتائج المباحثات، قائلا على حسابه بمنصة "تويتر": "خلال لقائه بمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى اليمن .. الأمين العام لمجلس التعاون يؤكد عزم مجلس التعاون على دعم كافة الجهود الأممية بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن الشقيق". 

شاهد .. اعلان لمجلس التعاون الخليجي عن الحرب باليمن

من جانبها، أصدرت الولايات المتحدة الامريكية اعلانا جديدا بشأن الحرب في اليمن، اعلنته وزارة الخارجية الأمريكية، ليل الخميس، وأكدت فيه إنها "سترى مدى التزام إيران بإنهاء الحرب في اليمن" عقب توقيع طهران والرياض اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية والتعاون الكامل بينهما مطلع الشهر.

وأدلت مساعدة وزير الخارجية الامريكي لشؤون الشرق الأوسط، باربارا لييف، عقب زيارتها للشرق الأوسط، تصريحا صحفيا، قالت فيه: إن "إيران تقود حرباً إقليمية بالوكالة وسنرى مدى التزامها بإنهاء حرب اليمن". في حين أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان ترحيب واشنطن بالتهدئة.

في المقابل، أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الخميس أنَّ بلاده "ترحّب بأي مبادرة تهدف إلى إنهاء الحرب في اليمن". وقال: إن طهران "ترحّب بالمحادثات الجارية المتعلّقة بالأزمة في اليمن". مشيرا إلى أهمية دفع أي جهود لـ "إحلال السلام". واستعداد طهران للمساهمة في هذه الجهود.

وأضاف حسن امير خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو: إن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية "خطوة إلى الأمام في الاتجاه الصحيح". مردفا: إنَّ "دفع العلاقات بين السعودية وإيران يحتاج إلى بعض الوقت. لا تزال هناك مشاكل لكنَّها لا تعدّ عوائق لتقدم المباحثات".

بدوره، أشاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بدور الصين في الوساطة بين السعودية وإيران ودعم المصالحة بينهما. ورأى أنَّ "الخطوة تسهم في إطلاق مسار التسوية السياسية في اليمن، وتنقية المناخ الإقليمي، والبحث عن تسويات للملفات العالقة". حسب ما نقلته صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية الصادرة في لندن. 

وأعلنت الرياض على لسان وزير خارجيتها فيصل بن فرحان، عقب توقيع اتفاقها مع طهران، رسميا، في العاشر من مارس الجاري، عن مهمتها الاخيرة في اليمن. مؤكدة انتهاء "التحالف العربي" الذي يضم دولا عدة بينها الامارات، وتقوده في اليمن بدعم امريكي وبريطاني لوجستي. كاشفة عن مهمتها الاخيرة في اليمن.

تفاصيل: رسميا.. السعودية تعلن مهمتها الاخيرة في اليمن (وثيقة)

حسب مراقبين اقليميين ودوليين، فإن اتفاق السعودية وايران على "احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ودعم الامن والسلام الاقليمي والدولي" يقضي بالتزام الرياض وايران المتبادل بإيقاف التدخل او دعم الحروب والصراعات الدائرة في اليمن وعدد من الدول العربية وأبرزها سوريا والعراق ولبنان وسوريا.

ووفقا لسياسيين يمنيين، فإن "الاتفاق السعودي الايراني، يُعد تراجعا من جانب السعودية عن مواقفها وتصدرها قيادة المحور العربي" في مواجهة ما ظلت تسميه في خطابها السياسي والاعلامي "المد الصفوي الفارسي الايراني"، وتسميه هيئة علماء السعودية "المد المجوسي الرافضي في المنطقة واستهدافه الاسلام".

منوهين بأن "هذا الاتفاق يكشف حقيقة دوافع التدخل العسكري السعودي في اليمن وأنه لم يكن لأجل الشرعية التي اسقطتها السعودية، بل لأهداف وأطماع خاصة بها في اليمن بينها تقويض دولته وسيادتها وتدمير مقدراتها وتمزيق نسيجها المجتمعي، ومصالح اقتصادية وسياسية بينها تسوية خلافاتها مع ايران".

واتفق سياسيون في أن "الخاسر الاكبر في هذه الحرب هو اليمن ومالحقه من دمار، واليمنيون وما لحقهم من قتل وجرح قرابة 200 الف وتشريد نحو 4 ملايين يمني وافقار 80% من اليمنيين بالحصار وتجفيف موارد الدولة اليمنية ونهب نفطها وغازها وتدمير العملة اليمنية ونشر وحماية شبكة فساد بمؤسسات الدولة".

معتبرين أن الاتفاق السعودي الايراني، "يعيد إلى الواجهة، اتفاق المصالحة بين الملك فيصل والرئيس جمال عبدالناصر في قمة الخرطوم عام 1967م وانهاء حرب الثماني سنوات (1962-1970م) بينهما في اليمن (حرب الملكيين والجمهوريين)، واعتراف السعودية بالجمهورية في اليمن مقابل وصايتها عليه".

وأعلنت السعودية من العاصمة الامريكية واشنطن على لسان سفيرها حينها عادل الجبير تشكيل تحالف عربي عسكري يضم الامارات و13 دولة وتدعمه واشنطن وبريطانيا وفرنسا، بهدف "انهاء الانقلاب الحوثي واعادة الشرعية اليمنية وردع التمدد الايراني وتهديداته لدول المنطقة واستهدافه عروبة ودين دولها وشعوبها".

لكن السعودية تواصل منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.

يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.