العربي نيوز - المخا:
اعلن طارق عفاش، قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة من الامارات في الساحل الغربي، موقفا معارضا للمملكة العربية السعودية وخطابها وتوجهها السياسي بشأن اليمن والمنطقة، عقب توقيع الاتفاق السعودي الايراني على استئناف العلاقات والتعاون الكامل بينهما.
جاء هذا في كلمة القاها طارق عفاش حسب وسائل اعلامه لدى "زيارته، لمعسكرات تدريب ومواقع عسكرية لألوية حراس الجمهورية غربي تعز، للوقوف أمام مستوى الاستعداد والتدريب والتأهيل؛ ترقبًا لأي معركة فاصلة". أكد أنها "ضد المشروع التوسعي الإيراني وأدواته (مليشيا الحوثي)".
مضيفة أن طارق "أشاد بما لاحظه من يقظة واستعداد جيدين لدى مقاتلي المقاومة الوطنية في المنطقة الغربية لمحافظة تعز، ومدى الالتزام بالخطة التدريبية المعتمدة في مراكز التدريب منذ اللحظات الأولى لتأسيس المقاومة الوطنية". و"وتأمين مرتفعات جبلية مطلة على مدينة البرح غرب تعز".
وتابعت: "وشدد على أهمية مضاعفة الجهود والاستفادة المثلى من فترات التدريب والتأهيل؛ لضمان تخرج وحدات نوعية بحجم المعركة الوطنية التي يخوضها الشعب اليمني ضد المشروع التوسعي الإيراني وأدواته (مليشيا الحوثي)". في وقت سحب السعودية هذا الاتهام من خطابها السياسي والاعلامي.
شاهد .. طارق يتمرد على السعودية لأول مرة (فيديو)
يأتي هذا امتدادا لتسجيل طارق عفاش، موقفا مفاجئا من الاتفاق السعودي الايراني، منحازا لموقف الامارات، الذي قلل من اهميته وجدواه، وهاجم اعتباره انجازا، وتبنى الموقف الامريكي المشكك في فاعلية الاتفاق ونجاحه عمليا، وتعبيره عن الامتعاض من "توسع النفوذ الصيني في المنطقة".
تفاصيل اوفى: طارق يعلن موقفا جريئا من مصالحة السعودية ايران (وثيقة)
تضمن الاتفاق السعودي الايراني على استئناف العلاقات بينهما والتعاون السياسي والامني والاقتصادي والتجاري والعلمي والثقافي وتبادل الاستثمارات، صدمة كبيرة لعشرات الملايين من اليمنيين بعد ثماني سنوات من الحرب المدمرة في عموم اليمن، تحت شعار "انقاذ اليمن" و"ردع الخطر الايراني على اليمن والعروبة والاسلام".
تفاصيل اوفى: اتفاق الرياض وطهران يتضمن هذه الصدمة لليمنيين
وأعلنت الرياض عقب توقيع الاتفاق السعودي الايراني، رسميا، عن مهمتها الاخيرة في اليمن. مؤكدة انتهاء "التحالف العربي" الذي يضم عددا من الدول بينها الامارات، وتقوده في اليمن منذ ليلة 25 مارس 2015م، بدعم امريكي وبريطاني لوجستي. موضحة أنها ستعكف بكل ثقلها على "دعم مسارات حوار متعددة لإنهاء الحرب في اليمن".
تفاصيل اوفى: رسميا.. السعودية تعلن مهمتها الاخيرة في اليمن (وثيقة)
حسب مراقبين اقليميين ودوليين، فإن اتفاق السعودية وايران على "احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ودعم الامن والسلام الاقليمي والدولي" يقضي بالتزام الرياض وايران المتبادل بإيقاف التدخل او دعم الحروب والصراعات الدائرة في اليمن وعدد من الدول العربية وأبرزها سوريا والعراق ولبنان وسوريا.
ووفقا لسياسيين يمنيين، فإن "الاتفاق السعودي الايراني، يعد تراجعا من جانب السعودية عن مواقفها وتصدرها قيادة المحور العربي" في مواجهة ما ظلت تسميه في خطابها السياسي والاعلامي "المد الصفوي الفارسي الايراني"، وتسميه هيئة علماء السعودية "المد المجوسي الرافضي في المنطقة واستهدافه الاسلام".
منوهين بأن "هذا الاتفاق يكشف حقيقة دوافع التدخل العسكري السعودي في اليمن وأنه لم يكن لأجل الشرعية التي اسقطتها السعودية، بل لأهداف وأطماع خاصة بها في اليمن بينها تقويض دولته وسيادتها وتدمير مقدراتها وتمزيق نسيجها المجتمعي، ومصالح اقتصادية وسياسية بينها تسوية خلافاتها مع ايران".
واتفق سياسيون في أن "الخاسر الاكبر في هذه الحرب هو اليمن ومالحقه من دمار، واليمنيون وما لحقهم من قتل وجرح قرابة 200 الف وتشريد نحو 4 ملايين يمني وافقار 80% من اليمنيين بالحصار وتجفيف موارد الدولة اليمنية ونهب نفطها وغازها وتدمير العملة اليمنية ونشر وحماية شبكة فساد بمؤسسات الدولة".
معتبرين أن الاتفاق السعودي الايراني، "يعيد إلى الواجهة، اتفاق المصالحة بين الملك فيصل والرئيس جمال عبدالناصر في قمة الخرطوم عام 1967م وانهاء حرب الثماني سنوات (1962-1970م) بينهما في اليمن (حرب الملكيين والجمهوريين)، واعتراف السعودية بالجمهورية في اليمن مقابل وصايتها عليه".
وأعلنت السعودية من العاصمة الامريكية واشنطن على لسان سفيرها حينها عادل الجبير تشكيل تحالف عربي عسكري يضم الامارات و13 دولة وتدعمه واشنطن وبريطانيا وفرنسا، بهدف "انهاء الانقلاب الحوثي واعادة الشرعية اليمنية وردع التمدد الايراني وتهديداته لدول المنطقة واستهدافه عروبة ودين دولها وشعوبها".
لكن السعودية تواصل منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.