الجمعة 2024/03/29 الساعة 07:33 ص

حصريا ..

العربي نيوز - موسكو:

فجر "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات وقيادات بهيئاته وعدد من سياسييه، مفاجأة بشأن أهداف زيارة رئيس المجلس، عيدروس الزُبيدي إلى العاصمة الروسية موسكو، بينما أفصح سياسيون ومراقبون اقليميون ودوليون، عن خفايا ملابسات الزيارة ودوافعها الفعلية.

وبدا لافتا تعمد وسائل اعلام "الانتقالي" تناول الزيارة بصفة "الرئيس الزُبيدي" وتجاهل الاشارة إلى صفته "نائبا لرئيس مجلس القيادة الرئاسي" التي كانت اعتادت اثباتها في تناول اخباره، على نحو يصور مباحثاته في روسيا بصفته "رئيسا لدولة الجنوب" التي ينادي بها ويسعى لفرضها.

الموقع الالكتروني للانتقالي، قال: إن "زيارة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، والوفد المرافق له، اليوم (السبت) تلبية للدعوة التي وجهتها الحكومة الروسية لقيادة المجلس". دون أي ذكر أو إشارة إلى صفته نائبا لرئيس مجلس القيادة الرئاسي.

مضيفا: إنه "ومن المنتظر أن يعقد الرئيس الزُبيدي والوفد المرافق له، عددا من اللقاءات مع عدد من المسؤولين في جمهورية روسيا الاتحادية، للتباحث حول مجمل القضايا التي تخص الجنوب، والمنطقة عموما". ونوه إلى رؤية "الانتقالي" بشأن جهود انهاء الحرب في اليمن.

وتابع قائلا: إن اللقاءات ستتطرق إلى "الجهود الدولية المبذولة لإطلاق العملية السياسية لإنهاء الحرب وإحلال السلام الشامل، وضمان حلٍ عادل لقضية الجنوب، بما يلبي تطلعات شعبنا". بينما ذهب سياسيون في "الانتقالي" إلى "شطحات تحلق أبعد من هذا" وفق مراقبين.

شاهد .. "الانتقالي" يقدم الزُبيدي رئيسا لجنوب اليمن

مِن هؤلاء، عضو مجلس النواب، الذي تصفه وسائل إعلام "الانتقالي" ويعرف نفسه بصفة "رئيس البرلمان الجنوبي"، الدكتور عبدالرحمن الوالي، قال معلقا على الزيارة، بقوله مغردا: "الامور بالنسبه لنا واضحه بانها زياره ناجحه اذا اعترفت موسكو (علنا) بحق استقلال الجنوب" حسب تعبيره.

شاهد .. "الانتقالي" يتحدث عن اعتراف روسي بانفصال الجنوب

وبدوره، تفوق احد ابرز اعلاميي "الانتقالي"، احمد سعيد كرامة، على سواه في "شطحات" أهداف زيارة الزُبيدي وقيادات "الانتقالي" لموسكو، بوصفها زيارة قيادة دولة الجنوب لجمهورية روسيا الاتحادية، ولأجل بحث علاقات سياسية مباشرة "بين الدولتين" وبحث مصالح اقتصادية مشتركة.

وقال كرامة في تدوينة على منصات التواصل: "للزبيدي والوفد المرافق له أوجه لهم هذه النصيحة: عليكم بعقد لقاءات غير علنية بكبار مسؤولي الاستخبارات الروسية والجيش الروسي ومساعدي بوتين، وعرض عليهم إستضافة قواعد بحرية وجوية وحتى برية روسية في الأراضي الجنوبية".

مضيفا في تغليف اهداف الزيارة بصيغة "النصح": "ناهيك عن الاستثمارات الروسية في الأسماك والاستكشافات النفطية والغاز وغيرها من المشاريع النهضوية الاستراتيجية للبلدين، لا قوانين ولا أعراف ولا مواثيق دولية أو إقليمية ستردع بوتين أو ستحول دون إتخاذه قرار كهذا بهذا التوقيت".

لكن الاعلامي البارز في "الانتقالي" احمد سعيد كرامة، لم يخف ملابسات الزيارة وتدخل الامارات المباشر فيها، وقال: "سقطت معظم الأقنعة وظهر الوجه الحقيقي القبيح والنوايا السيئة التي صدقها العمل ضد الشعب الجنوبي وتطلعاته وأهدافه، حليفنا الوفي دائمآ وأبدا الإمارات العربية المتحدة".

شاهد .. كشف دوافع واهداف زيارة الزُبيدي لموسكو

وفي هذا السياق، كشف مراقبون للشأن اليمني، عن "بذل الامارات ضغوطا قوية لكسر الاقامة الجبرية المفروضة من السعودية منذ اشهر على عيدروس الزُبيدي وعدد من قيادات الانتقالي" والسماح لهم بزيارة روسيا "كاخر محاولة لاستقطاب دعم روسي لمسعى انفصال جنوب اليمن مقابل امتيازات".

مشيرين إلى أن "المجلس الانتقالي يشعر بتحول الموقف السعودي جراء تنامي النفوذ الاماراتي في اليمن وبخاصة في المحافظات الشرقية التي تمثل خطا احمر يمس مصالح الرياض الاستراتيجية وأمنها القومي". ونوهوا إلى "اظهار السعودية عزمها على انهاء تمرد الانتقالي في جنوب البلاد".

ولفت المراقبون الاقليميون للشأن اليمني، إلى "تمويل السعودية انشاء قوات درع الوطن تابعة لرئيس المجلس الرئاسي وتلويح الرياض عبر مسؤولي كبار صحفها ومحلليها السياسيين بفرض عقوبات دولية من مجلس الامن على المعرقلين لعمل مجلس القيادة الرئاسي واستعادة الدولة وبسط سلطاتها".

تفاصيل اوفى: السعودية تلوح بعقوبات دولية على هذه القيادات اليمنية

وفي حين لم يستبعد المراقبون أن يقدم الزُبيدي وقيادات "المجلس الانتقالي" المرافقة له عروضا بامتيازات مغرية لموسكو في جنوب اليمن مقابل دعم الاعتراف بانفصاله، فإنهم لم يستبعدوا ايضا "في حال فشل الزيارة في انتزاع هذا الموقف الروسي قد يتقدم الزبيدي وقيادات مجلسه بطلب لجوء سياسي".

تأتي "دعوة موسكو" للزُبيدي وقيادة "الانتقالي"، ضمن تحركات دبلوماسية روسية لافتة مؤخرا، عقب زيارة وزير الخارجية السعودي ثم السفير السعودي لدى اليمن إلى موسكو، في سياق حشد الجهود الدولية الضاغطة باتجاه انهاء الحرب في اليمن واحلال السلام وفق تسوية سياسية تحفظ مصالح الرياض.

تفاصيل اوفى: رسميا .. تدخل روسي مباشر لإنهاء الحرب باليمن

ويراهن "المجلس الانتقالي" عبر زياراته لموسكو، على العلاقات القديمة بين الاتحاد السوفيتي سابقا والحزب الاشتراكي الحاكم لجنوب اليمن، في إحداث اختراق للموقف الدولي الداعم لوحدة اليمن، واستقطاب دعم لمساعيه إلى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة يحكمها وتخدم الاطماع الاماراتية والدولية.

يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، يصر عبر مليشياته المتعددة على فرض ما يسميه "سيادة دولة وشعب الجنوب". معتبرا دخوله في شراكة مع القوى الممثلة في مجلس القيادة الرئاسي "مهمة ينفذها في سياق مواجهة الحوثيين ومشاركة التحالف بالتصدي للمد الايراني وتهديداته لأمن المنطقة" حد تعبير عيدروس الزُبيدي.