العربي نيوز - موسكو:
بدأت نتائج زيارة سفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن، محمد آل جابر، إلى العاصمة الروسية موسكو، وقبلها لقاءات وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في موسكو؛ تتابع عبر تدخل روسي مباشر وحراك لافت يتنامى في ملف الحرب في اليمن، كلاعب رئيس لا مجرد وسيط.
وعقدت الدبلوماسية الروسية خلال الايام القليلة الماضية، لقاءات متلاحقة مع أطراف الصراع في اليمن المحليين والاقليميين والدوليين، اخرها الاربعاء، لقاء القائم بأعمال السفير الروسي لدى اليمن د.يفغيني كودروف، لقاء مع سفير الامارات الجديد لدى اليمن محمد الزعابي.
وفقا لوسائل اعلام روسية واماراتية، فإنه "كرس اللقاء لمناقشة تطورات الاوضاع في البلد بالتركيز على الدور المهم للامم المتحدة وخاصة مجلس الامن الدولي وكذلك جهود الدول الاقليمية في دفع تسوية سلمية للصراع في اليمن". في اشارة لموقف روسيا حيال قرارات مجلس الامن.
وجاء اللقاء الروسي الاماراتي، عقب ايام على لقاء نائب وزير الخارجية والمبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط ودول أفريقيا ميخائيل بوغدانوف، مع سفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن محمد بن سعيد آل جابر، في العاصمة الروسية موسكو، الاسبوع الفائت.
صدر عن اللقاء بيان مقتضب قال إنه "جرى تبادل شامل للآراء حول آفاق تعزيز التعاون الروسي السعودي بشأن قضية التسوية اليمنية التي لا تزال على جدول أعمال مجلس الأمن، وتم إيلاء الاهتمام الخاص لقضايا الترابط بين الجهود الدولية والإقليمية من اجل دعم عملية السلام"
مضيفا: "ومساعدة للأطراف اليمنية في الوصول إلى التفاهم من خلال الحوار ومراعاة مصالح جميع القوى السياسية اليمنية وذلك تحت رعاية الأمم المتحدة". في اشارة إلى دعم المفاوضات الجارية في العاصمة العمانية مسقط بوساطة عمانية ورعاية المبعوثين الاممي والامريكي الى اليمن.
من جانبه السفير السعودي آل جابر أعلن على حسابه بمنصة "تويتر" أن اللقاء "ناقش خلال الاجتماع الحالة اليمنية واستعرضت جهود المملكة السياسية والاقتصادية والإغاثية والأمنية وجهود وقف اطلاق النار والوصول الى حل سياسي شامل ومستدام". دون أن يصرح بطلب الوساطة الروسية.
شاهد .. بيان للسفير السعودي بنتائج المباحثات مع روسيا
تأتي هذه اللقاءت بعدما بحث المبعوث الاممي الى اليمن هانس غروندبيرغ في موسكو منتصف فبراير مع وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، وعدد من كبار المسؤولين الروس "دعم المجتمع الدولي ومجلس الأمن الأطراف اليمنية للتوصل إلى تسوية مستدامة للصراع عن طريق التفاوض".
تفاصيل اوفى: روسيا تبلغ المبعوث الاممي موقفا مفاجئا من اليمن (إعلان)
ورأى سياسيون ومراقبون للشأن اليمني أن اللقاءات السعودية مع المسؤولين في روسيا تأتي طلبا لوساطة روسية لدى ايران حليفة الحوثيين بشأن النقاط الخلافية التي اعاقة اعلان اتفاق بين التحالف والحكومة اليمنية من جهة وجماعة الحوثي من جهة ثانية بشأن توسيع بنود الهدنة وتمديدها.
من هؤلاء أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء ناصر الطويل رأى أن "روسيا لها علاقة متينة بإيران، حليفة الحوثيين، وهناك مساحة أمام روسيا للدفع بتسوية سياسية في اليمن، بالإضافة إلى رغبة موسكو أن يكون لها حضور على المستوى الدولي، ضمن غايتها في نظام دولي متعدد الأقطاب".
وتابع الطويل في تصريحات نقلتها عنه "العربي الجديد": إن الحراك الروسي يأتي في ظل انسداد أفق التسوية السياسية في اليمن، وتعثر جهود تمديد الهدنة، ما يستدعي حراكاً دولياً وأممياً، وروسيا من الأقطاب الدولية ذات التأثير، مع أن اليمن يقع في المجال الأمني الحيوي الأميركي على المستوى الدولي".
مضيفا: "لكن حالة الانسداد تفتح الأبواب لتدخّل أطراف دولية، وفي مقدمتها روسيا. التي تريد أن تعكس قوتها العسكرية على شكل نفوذ سياسي وعلاقات واسعة، وفي هذا السياق تأتي محاولة تأثيرها في مسارات الأوضاع في اليمن". معتبرا "الدور الروسي محدود، نتيجة الحضور الأميركي الكثيف في المنطقة واليمن".
وتواصل السعودية منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.
