العربي نيوز - السعودية:
أعلنت روسيا خبراً أبهج كافة اليمنيين بلا استثناء، وجددت آمالهم العريضة بإنهاء معاناتهم المريرة جراء الحرب، من خلال استعدادها التدخل بقوة على مسار الأزمة عبر مبادرة رسمية للحل السياسي في اليمن.
جاء ذلك على لسان القائم بأعمال سفير روسيا لدى اليمن د. يفغيني كودروف في لقاء مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، بحث التطورات اليمنية وجهود تحقيق السلام في البلاد والعلاقات الثنائية التاريخية والعميقة بين البلدين .
وقال د. كودروف وفقاً لما نقل عنه حساب السفارة الروسية في اليمن على منصة التدوين المصغر (تويتر) إن " روسيا تشدد على ضرورة الجهود الاضافية لتنفيذ كافة بنود الهدنة تحت رعاية الامم المتحدة ".
مضيفاً : " الجانب الروسي على استعداد لبذل كل ما في وسعه كعضو دائم في مجلس الامن من اجل تمديد الهدنة لفترة جديدة مع امكانية تحويلها الى إطلاق التسوية السياسية الشاملة ".
https://twitter.com/RussianEmbYemen/status/1563885211166842880
ويأتي الإعلان الروسي بعد لقاء المسؤولين الروس ، في العاشر من أغسطس ، وفداً من جماعة الحوثيين الإنقلابية خلال زيارة إلى العاصمة الروسية موسكو.
وقال ناطق جماعة الحوثي ورئيس وفدها المفاوض محمد عبدالسلام ، إن " الوفد أجرى الكثير من اللقاءات الرسمية المعلنة وغير المعلنة خلال الزيارة التي لا تعد الأولى إلى موسكو ".
كاشفاً أن " هناك تغيرات حقيقية في الموقف الروسي وإدراك أن اليمن يستطيع أن يكون مؤثرا استراتيجيا ". مشيرا إلى " أن الوفد ناقش مع الجانب الروسي التأثير الواسع للأحداث في اليمن خصوصا بعد المستجدات في أوكرانيا".
ناطق جماعة الحوثي الانقلابية اشترط "التوصل إلى آلية لصرف رواتب الموظفين مع فك الحصار لأي تمديد جديد للهدنة "، مهدداً شركات النفط الأجنبية بالقول: "على الشركات الأجنبية التي تنهب ثروات اليمن، أن تدرك بأنها لن تستمر في أعمال النهب لحظة واحدة بعد انتهاء الهدنة ".
متوعدا السعودية والإمارات اللتين تقودان التحالف بقوله: " نمتلك قدرات أثبتت فاعليتها في أبو ظبي والأراضي السعودية، وإذا فشلت الهدنة سنضطر للذهاب إلى تصعيد عسكري فرض علينا وستكون معطياته أكبر".
تقود السعودية، منذ 26 مارس 2015، تحالفا عسكريا يضم دولا عدة أبرزها الامارات ويحظى بدعم لوجستي امريكي وبريطاني، لاستعادة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، العاصمة صنعاء ومناطق واسعة شمال وغرب اليمن، سيطر عليها الحوثيون أواخر العام 2014.
وينفذ التحالف غارات جوية على ما يسميه “مواقع عسكرية ومخازن اسلحة ومنصات صواريخ وطائرات مسيرة تابعة للحوثيين” في العاصمة صنعاء ومحافظات سيطرتهم، تسببت في مقتل وجرح قرابة 60 ألف يمني مدني معظمهم من الاطفال والنساء وتدمير مرافق مدنية وخدمية.
من جهتهم، ينفذ الحوثيون، هجمات جوية بطائرات مُسيرة وصواريخ باليستية وقوارب مفخخة، تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن وأراضي المملكة، وقواعد عسكرية ومطارات ومنشآت اقتصادية أبرزها شركة ارامكو النفطية، العملاقة، ومنشآتها في مختلف ارجاء المملكة.
ويبرر الحوثيون هجماتهم الجوية المتلاحقة على المنشآت الاقتصادية والعسكرية السعودية بما يسمونه "حق الرد الطبيعي والمشروع على غارات طيران العدوان (التحالف) وحصاره واحتجازه سفن المشتقات النفطية لأشهر ومنع دخولها ميناء الحديدة رغم حصولها على تراخيص مرور اممية".
لكن الحرب المتواصلة للسنة الثامنة، لم تحقق اهدافها المعلنة في “انهاء الانقلاب الحوثي وإعادة الشرعية للعاصمة صنعاء”، بقدر "ما دمرت البنية التحتية في البلاد وتسببت بمقتل وجرح 300 الف يمني وتشريد 4 ملايين نازحين داخليا، ونشرت مليشيات متمردة على الشرعية جنوبي وغربي البلاد" حسب تقارير اقليمية ودولية.
يشار إلى أن تقارير الامم المتحدة تؤكد أن الحرب في اليمن أدت إلى “أسوأ ازمة انسانية في العالم” جراء “انهيار قطاعات الخدمات والاقتصاد والعملة وتوقف صرف الرواتب واتساع دائرة الفقر لتشمل 75% من اليمنيين (25 مليون) تتهددهم المجاعة و16 مليون يمني يعتمدون على المساعدات الاغاثية للبقاء احياء".