الثلاثاء 2024/05/07 الساعة 08:15 م

ردود فعل غير متوقعة من إعلان

العربي نيوز –  عواصم:

أثار إعلان المملكة العربية السعودية، عن "مسار سريع لاستيعاب الدعم لليمن"، ردود فعل غير متوقعة، تنوعت بين الترحيب وهم القلة، والاستياء مما اعتبر "اصرارا سعوديا على خنق اليمن والضغط على المجلس الرئاسي لتمرير اجندات التحالف".

وانتقد مراقبون وسياسيون جعل تسليم الوديعة للبنك المركزي اليمني في العاصمة المؤقتة عدن في اخر اولويات السعودية و"مسارها السريع" وربطه بإجراء اصلاحات غير معلومة ولا مزمنة، ما يعني استمرار التراجع المستمر للعملة وتأثير ذلك على أسعار السلع ارتفاعاً، ومعاناة المواطنين.

في المقابل، رأى آخرون أن إعلان "مسار الدعم السريع" يمثل إذلالاً متعمداً للمجلس الرئاسي كونه يقيد الدعم باشتراطات، ويشتت جزءاً منه في إطلاق مزيد من الوعود بتنفيذ 17 مشروعاً إنمائياً غير مزمنة الانجاز، على الرغم من تعهد السعودية في اعلانها دعمها تقديمه بصورة عاجلة.

وألمح مدير عام قناة "بلقيس" الفضائية، الناشط السياسي والإعلامي أحمد الزرقة، إلى الانباء التي تحدثت عن اخضاع السعودية رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي للإقامة الجبرية. بقوله مغردا: "بعد اسبوعين من بقاء العليمي في الرياض سمحوا له بمقابلة نائب وزير الدفاع خالد بن سلمان".

مضيفا في تجسيد حالة السخط من التعامل السعودي مع رئيس المجلس الرئاسي: "من يهن يسهل الهوان عليه .. السعودية تتعامل بتعالي مع الادوات التي صنعتها وتلك عادتها القديمة، والعتب على من ارتضى لعب دور الكومبارس في مسرحية بلا مخرج ولا جمهور".

https://twitter.com/AhmadALzurqa/status/1542558211986919424

وعبر عن حالة الغضب لدى الاوساط اليمنية من تفاقم تدهور الاوضاع والخدمات في عدن والمحافظات المحررة نتيجة تراجع السعودية عن ايداع المنحة المالية لدى البنك المركزي، بقوله: "السعودية ملزمة الزاما كاملا باعادة تعمير ما دمرته وشريكتها الامارات وتعويض اليمنيين واعادة الوضع الى ما قبل المبادرة الخليجية التي كانت بوابة الخراب الكبير".

https://twitter.com/AhmadALzurqa/status/1542569290204954626

وانتقد الزرقة مواقف سياسيين واعلاميين يمنيين في تدبيج عبارات المديح والشكر للسعودية، بقوله: "بعد كل فتات ترميه الرياض يظهر المسبحون بحمدها يهللون لها، وبعد ان تنتهي حفلة الزار لا يصل حتى الفتات، ويعود المطبلون لقواعدهم سالمين بانتظار جولة تطبيل جديدة".

https://twitter.com/AhmadALzurqa/status/1542566931366088704

فيما أكد عضو مجلس النواب محمد مقبل الحميري، أن نجاح الرئيس رشاد العليمي، مرهون بدعم السعودية وايفائها بالدعم الاقتصادي المعلن منها بقيمة 3.3 مليار دولار، محذراً من أن تداعيات فشل العليمي ستنعكس على المنطقة.

ووجه الحميري عبر منشور على صفحته الرسمية في "فيس بوك"، رسالة إلى السعودية والإمارات بالقول: "كان الاختيار للدكتور رشاد العليمي على رأس مجلس القيادة الرئاسي قراراً حكيما وموفقا، بقي أن تدعموه يا اشقاءنا لكي ينجح في المهمة فنجاحه بيدكم ومحسوب لكم".

مضيفا: "الرئيس رشاد العليمي هو الكرت الرابح إن صدقت النوايا معه من كل الاطراف، وخذلانه لا يخدم شمالا ولا جنوباً ولا الاقليم، وأي خذلان له لا يخدم سوى المشروع الفارسي، وهذه نتيجة لا تحتاج الى ذكاء وعبقرية لكي يدركها المرء".

وتابع محذراً: "لن اقول وفشله محسوب عليكم لأنه لامجال للفشل، فالفشل كارثة كبرى على اليمن ومحيطها لا نرضاها لا نحن ولا انتم".ومضى في تحذيره من مغبة إفشال العليمي، إلى القول: "أي لعب بالنار منا نحن اليمانيون شمالا أو جنوبا وشرقا أو غرباً سيحرقنا جميعاً، ولن ينفع حينها الندم".

من جهته سخر الناشط السياسي عيسى الشلفوت، وقال: "تم الإعلان عن مكرمة ملكية لعشرة ألف حاج يمني من ذوي الشهداء وحين أكملوا إجراءات السفر من تسجيل وجوازات وفحوصات و.. و ..الخ تم إبلاغهم أن المكرمة ألغيت!؟!؟.. مثل الوديعة ومطار مأرب و.. و و و.. الخ".

https://twitter.com/gheth3331/status/1542915993151979528

وتابع الشلفوت وهو رئيس مجلس إدارة صحيفة مأرب الالكترونية، في تغريدة أخرى على "تويتر" قائلا: "سمعنا هذه الوعود حين وصلهم فخامة الرئيس المشير عبدربه منصور هادي وحين اقيل بن دغر وبعد توقيع اتفاق الرياض.. و..و.. الخ واليوم نسمع نفس الوعود المتغير الواحد الرئيس العليمي !!".

https://twitter.com/gheth3331/status/1542571124034248704

بدوره، استنكر وكيل وزارة الإدارة المحلية السابق، د. كمال البعداني، استمرار تباطؤ السعودية في الايفاء بتعهدها تقديم وديعة بملياري دولار للبنك المركزي. وقال ساخراً في تدوينة على "تويتر": "الهدنة في اليمن مثلها مثل الوديعة السعودية، في وسائل الإعلام فقط ولا وجود لها على الواقع".

https://twitter.com/KamalAlbadani/status/1541921321977888770

يأتي ذلك بعد إعلان، المملكة العربية السعودية، الأربعاء، عبر تلفزيون الإخبارية الرسمي، إطلاق مسار دعم سريع يتضمن حزمة من المشاريع التنموية الحيوية، عبر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن تشمل 17 مشروعاً تنموياً في 6 قطاعات مختلفة: الطاقة والنقل والتعليم والمياه والصحة وبناء مؤسسات الدولة بقيمة 400 مليون دولار، إضافة إلى 200 مليون دولار لتوفير المشتقات النفطية لمحطات الكهرباء، علاوة على مبلغ ملياري دولار دعماً للبنك المركزي، بعد تسريع الأخير الإجراءات والاصلاحات اللازمة لاستخدامه.

https://twitter.com/EKH_brk/status/1542505892620357633

وعقب تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في السابع من ابريل الماضي، أعلنت السعودية تقديم دعم عاجل للاقتصاد اليمني بمبلغ ثلاثة مليارات دولار أمريكي منها مليارا دولار مناصفة بين السعودية والامارات، دعماً للبنك المركزي اليمني، ومليار دولار من السعودية خصصت 600 مليون دولار منها لصندوق دعم شراء المشتقات النفطية، و400 مليون دولار لمشاريع ومبادرات تنموية.

كما اعلنت السعودية عن تقديمها مبلغ 300 مليون دولار أمريكي لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة لعام 2022م . حسب ما نقلته في حينه وكالة الانباء السعودية (واس). لكن هذه المنح لم تصل رغم مرور أكثر من 50 يوما على الاعلان عنه.

يشار إلى تسبب تأخر الدعم السعودي والاماراتي، في تفاقم تدهور قيمة العملة اليمنية، وارتفاع اسعار السلع الغذائية والمواد التموينية والمشتقات النفطية، وانقطاع خدمات الكهرباء والمياه، وتصاعد الاحتجاجات الشعبية.