السبت 2024/04/20 الساعة 09:27 ص

طعنة غادرة لـ

العربي نيوز - الحديدة:


كشفت مصادر طبية في مستشفيات العاصمة المؤقتة عدن، عن محصلة صادمة لعدد قتلى وجرحى القوات المشتركة الموالية للامارات في الساحل الغربي، ضمن معركة ما سمته "القوس الذهبي".


وأفادت المصادر الطبية، بأن مستشفيات عدن استقبلت حتى يوم الاثنين من القوات المشتركة 285 جريحا، خلال الايام العشرة الماضية (منذ انطلاق عملية القوس الذهبي) سقطوا بمعارك حيس.


موضحة أن "72 من الجرحى الذين وصلوا من مديرية حيس جنوبي مدينة الحديدة، كانت اصابتهم بالغة، ووافتهم المنية، بينما تجاوز عدد القتلى الواصلين المائتين وامتلأت بهم ثلاجات الموتى".


وكشفت مصادر عسكرية في المخا، في وقت سابق، عن أن "اسباب تعذر عملية القوس الذهبي طوال نحو اسبوعين على انطلاقها، يرجع إلى تسرب خطط وخرائط المعركة للحوثيين قبل اندلاعها".


موضحة أن "القوات المشتركة باتت مكشوفة بعد تمكن الحوثيين من الحصول على معلومات استخباراتية ووثائق سرية وخرائط عسكرية حساسة، تتعلق بالخطة العسكرية لمعركة تحرير تعز وإب".


وذكرت أن "قيادات عسكرية في القوات المشتركة سربت لقيادات حوثية معلومات استخباراتية ووثائق سرية وخرائط عسكرية في غاية الخطورة والسرية خاصة بعملية القوس الذهبي وتحركات القوات المشتركة".


مشيرة إلى إن "العميد طارق يحاول تحميل قيادة الجيش الوطني بمحور تعز، مسؤولية تسريب هذه المعلومات والخرائط للحوثيين، معللا ذلك بأن قيادة محور تعز لم تتخلص من خلافات وأحقاد الماضي".


ولفتت إلى أن "طارق يزعم أن قيادة محور تعز تتوهم بأن العملية تسعى للسيطرة على تعز، وأنها اوعزت لقيادي عسكري بتسريب المعلومات والخرائط بعدما حصل عليها المحور اثناء تنسيق توحيد المعركة".


منوهة بأن "حصول الحوثيين على تلك المعلومات والخرائط اثر بشكل مباشر على تحركات القوات المشتركة، ويظهر هذا واضحا في مجريات المعارك وتعمد الحوثيين اخلاء مساراتها ثم الالتفاف على القوات المشتركة".


وأشارت إلى أن "القوات المشتركة باتت مكشوفة فعليا للحوثيين، بسبب هذا التسريب، وهذا ما حد من تقدم قوات العمالقة الجنوبية في جبهات حيس والبرح والجراحي وجبل راس وضاعف خسائرها وافقدها فرصة مباغتة العدو".


يعيد هذا التسريب الخطير لخرائط معركة القوس الذهبي، إلى الاذهان حصول الحوثيين على مخطط الرئيس السابق على صالح عفاش قبيل انتفاضة 2 ديسمبر 2017م التي انتهت خلال يومين بمقتل صالح في صنعاء.


ولم تستبعد المصادر العسكرية الميدانية في المخا، ان "يقوم الحوثيين بكشف تفاصيل خطط عملية القوس الذهبي، كما فعلوا مع خطة علي صالح في كشف خطته لإسقاط صنعاء في 2017م، ونشر ادق تفاصيلها واحباطها".


حسب مراقبين سياسيين وعسكريين فإن "حصول الحوثيين على معلومات تفصيلية لخطة طارق والقوات المشتركة بالساحل، مؤشر خطير يؤكد أن حزب المؤتمر الشعبي والتشكيلات العسكرية التابعة له مخترقة من الحوثيين".


وأعلنت مصادر في القوات المشتركة التي تضم قوات ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" بقيادة طارق عفاش والوية العمالقة الجنوبية والمقاومة التهامية، عن سيطرتها على مفرق مثلث العدين، الاستراتيجي عسكريا.


يبعد مفرق العدين 15 كلم عن مديرية حيس، ويعد شريان الامداد الرئيسي للحوثيين حيث يربط بين محافظتي إب والحديدة، ويعتبر طريقا هامة لجبل راس والجراحي والمبرز، تمتد على سلسلة جبلية تطل على محافظة تعز، وسهول تهامة.


وتشهد المناطق الشرقية الجنوبية لمديريتي حيس والجراحي وشرق مديرية مقبنة، منذ نحو 10 ايام اشتباكات عنيفة بين القوات المشتركة الموالية للامارات ومليشيا الحوثي، اتسمت بالمناورة من جانب الحوثيين عبر اخلاء الطرق والالتفاف على القوات المشتركة.


تحاول القوات المشتركة، التقدم الى ريف مدينة حيس ومنطقة الدمنة وريف محافظة تعز الجنوبي، ضمن ما سمته "عملية القوس الذهبي" الساعية للسيطرة على مساحات مترامية تأخذ شكل قوس تمتد من الخوخة والمخا وحتى باب المندب، واعلانها اقليما جديدا يخضع للوصاية الدولية.


ورأى مراقبون في وقت سابق، أن "سحب الإمارات للقوات الموالية لها من مديريات ومدينة الحديدة، يأتي في إطار التصعيد لاسقاط الشرعية في المحافظات المحررة، بما فيها تعز وشبوة ومارب ولحج وابين وحضرموت، وتمكين حلفائها من تقاسم اليمن شمالا لنظام عفاش وجنوبا للمجلس الانتقالي".


يشار إلى أن الامارات تبنت طارق عقب فراره من صنعاء اثر اندلاع مواجهات بين عمه الرئيس السابق علي عفاش والحوثيين في صنعاء مطلع ديسمبر 2017م، تاركا عمه يواجه مصرعه، ومولت تجميعه ضباط وجنود الحرس الجمهوري التابع لابن عمه احمد علي سابقا في الساحل الغربي، ليغدو وكيلا لاجندة اطماعها في اليمن.