العربي نيوز - نيويورك:
أطلق المبعوث الاممي الاسبق إلى اليمن جمال بنعمر ودبلوماسيون سابقون في الأمم المتحدة ينحدرون من منطقة الشرق الأوسط وشمال وغرب إفريقيا مبادرة تأسيس "المركز الدولي لمبادرات الحوار" كأول منصة من نوعها في المنطقة تعنى بقضايا منع وفض النزاعات، وبناء السلام، وتيسير مبادرات الحوار الوطنية بين فرقاء الصراعات.
وقال جمال بنعمر، رئيس المركز ووكيل الأمين العام السابق للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى اليمن: إن "الحاجة لإطلاق المركز الدولي لمبادرات الحوار نابعة من قناعة مؤسفة هي فشل كل عمليات الوساطة الدولية القائمة في وضع حد للصراعات المستعرة في المنطقة كما هو الحال في سوريا وليبيا واليمن".
مضيفا في بيان، الثلاثاء: إن "المؤاخذة الثانية على الوساطات الدولية تكمن في غياب دور فاعل لأصحاب الشأن من المنخرطين مباشرة في النزاعات أو المعنيين بتداعياتها مقابل طغيان الأدوار الخارجية". في اشارة إلى النموذج اليمني عقب التدخل العسكري للتحالف العربي بقيادة السعودية والامارات.
وتابع: "لأن أهل مكة أدرى بشعابها، فإننا نرى أنه من الضروري تمكين أبناء المنطقة من الاضطلاع بالدور الرئيس في صياغة الحلول لمشاكل بلدانهم، بعيدا عن التأثيرات والتجاذبات الدولية التي بينت بما لا يدع مجالا للشك أنها فاقمت الصراعات بدل حلها".
مشيرا إلى أن "النموذج الوحيد للوساطة الناجحة في المنطقة جاء من تونس حيث قادت أربع منظمات محلية -دون دعم من الخارج أو تدخل من الأمم المتحدة- عملية الحوار الوطني الذي كان لنجاحه الفضل في فوزها بجائزة نوبل للسلام".
وقالت مصادر اعلامية عربية إن "المركز الدولي لمبادرات الحوار يقترح وضع خبرة مؤسسيه والعاملين فيه، ممن اشتغلوا لسنوات طويلة في عمليات الوساطة وحل النزاعات وبناء السلام وتيسير الحوارات الوطنية -داخل منظمة الأمم المتحدة وخارجها-، للمساعدة في إنهاء الاقتتال والانقسام السياسي في البلدان التي تشهد احتداما للصراع خلال العقد الأخير".
موضحة أن "المركز يسعى إلى دعم كل المبادرات الوطنية والإقليمية الساعية لإنهاء حالات الاحتراب والانسداد السياسي، وبناء القدرات الوطنية في مجال الوساطة والحوار، وسيكشف المركز في وقت لاحق هذا الشهر عن برنامج عمله بإطلاق مبادرات تهم عددا من دول المنطقة وخاصة سوريا وليبيا واليمن ولبنان".
ويتهم سياسيون وناشطون يمنيون جمال بنعمر بالتواطؤ مع جماعة الحوثي التي انقلبت على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وشنها حربا على الدولة وانتهت باجتياحها للعاصمة صنعاء وانتهت بالسيطرة على مؤسسات الدولة في 21 سبتمبر 2014.
يشار إلى أن جمال بن عمر كان حينها مبعوثا امميا إلى اليمن منذ 2011م واشرف على صياغة وتوقيع المبادرة الخليجية وآليتها، ونقل السلطة إلى الرئيس هادي، وعقد مؤتمر الحوار واتفاق السلم والشراكة بين المكونات السياسية وجماعة الحوثي في اعقاب اجتياح العاصمة صنعاء.