العربي نيوز - خاص:
أكدت المملكة المتحدة البريطانية رسميا، انباء نشر قوات عسكرية بريطانية في اليمن، وبخاصة في قاعدة عسكرية شيدتها القوات الاماراتية في ميناء نشطون بمحافظة المهرة. بالتزامن مع حديثها عن بحثها مبادرة سلام في اليمن.
وقال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إنه لا يستبعد نشر قوات في اليمن، محيلا هذا الانتشار العسكري البريطاني في اليمن إلى ما سماه "مهمة مستقبلية للأمم المتحدة".
جاء ذلك خلال جلسة لمجلس العموم البريطاني، الخميس، شدد فيها رئيس الوزراء البريطاني على أن "ظروف اليمن يجب أن تكون مختلفة تماماً عما هي عليه الآن". حسب تعبيره.
ويأتي اعلان رئيس الوزراء البريطاني، عقب ايام على تعليق وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، على المبادرة التي اعلنت عنها السعودية لوقف الحرب في اليمن واحلال السلام.
الوزير دومينيك، عبر عن ترحيب بلاده بالمبادرة السعودية، التي اعلنها وزير الخارجية السعودي، فيصل الاثنين، قائلا في تغريدة على موقع "تويتر": "أرحب بإعلان المملكة العربية السعودية بشأن اليمن".
مضيفاً: إن "وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني واتخاذ إجراءات لتخفيف القيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية أمران ضروريان". ونوه إلى لقاءات عقدها من وزراء خارجية امريكا وفرنسا والمانيا.
وتابع: مضيفا في تغريدة أخرى أرفق بها صورة أعلام 4 دول:” من الضغط من أجل السلام في اليمن، إلى منع إيران من أن تصبح قوة نووية، تقف بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا معا كقوة للخير”.
من جانبها قالت مندوبة بريطانيافي مجلس الأمن، باربرا وودورد: إن المبعوثان الأممي مارتن غريفيث، والأمريكي تيموثي ليندركينغ، يعملان على فتح مطار صنعاء الدولي، وميناء الحديدة غربي اليمن.
مضيفة في جلسة عقدها مجلس الامن صباح الخميس: يعمل المبعوث الاممي مارتن غريفيث مع جميع الاطراف في اليمن، ونرحب بالمبادرة السعودية لحل الأزمة اليمنية ووقف إطلاق النار في عموم البلاد.
وأعلنت وزارة الخارجية السعودية عن مبادرة جديدة لوقف الحرب في اليمن، بنتها على اربعة بنود رئيسة، اعتبرها مراقبون تصب في صالح جماعة الحوثي، وتستجيب لضغوط امريكية واممية.
جاءت المبادرة على ضوء المشاورات غير المباشرة بين السعودية والحوثيين عبر الوسيط العماني، ولقاءات ورؤية المبعوثين الخاصين إلى اليمن، الاممي مارتن غريفيث والامريكي تيم ليندركينغ.
وتتلخص بنود المبادرة السعودية الجديدة لوقف الحرب مع الحوثيين، التي اعلنها وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان بن عبد الله، الاثنين، في الاتي:
1) وقف إطلاق النار الشامل في جميع أنحاء البلاد تحت إشراف الأمم المتحدة -فقط- في حالة وافق الحوثيين عليها وليست بشكل احادي.
2) عائدات الضرائب من السفن النفطية ومشتقاتها تودع في حساب مشترك للبنك المركزي اليمني فرع الحديدة بُغية دفع مرتبات موظفي الدولة.
3) إعادة فتح مطار صنعاء الدولي لعدد -وليس كل- من الرحلات المباشرة الاقليمية والدولية.
4) بدء المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، برعاية الامم المتحدة، وفق المرجعيات الثلاث.
في المقابل، علقت جماعة الحوثي على المبادرة السعودية المعلنة، أن "لا جديد فيها" وبأنها "ليست جادة"، و"لا تقود إلى النجاح". وسردت مجموعة تحفظات، وشروط لاعتبارها مبادرة جادة لوقف الحرب، والقبول بها.
وقال ناطق الجماعة ورئيس وفدها المفاوض، محمد عبدالسلام: "المبادرات تحت النار والحصار غير جادة، وهي هروب إلى الأمام من استحقاق العدوان (التحالف العربي)". واعتبر أن لا جديد في المبادرة.
مضيفا في حديث لقناة "المسيرة" الناطقة باسم جماعة الحوثي: "على الجانب السعودي أن يعلن إنهاء العدوان (الحرب) ورفع الحصار بشكل كامل، أما طرح أفكار تم نقاشها لأكثر من عام فلا جديد في ذلك".
وتابع: "تقديم السعودية لنفسها بأنها ليست طرفا في العدوان تسطيح مبالغ فيه وغير دقيق ولا يؤدي إلى نجاح على الإطلاق، العالم يدرك أن السعودية تشن حربا على اليمن وطائراتها وبوارجها والبوارج الأمريكية والبريطانية تحاصر اليمن".
مردفا: "السعودية لا تحتاج تقديم مبادرات للاطراف وكانها ليس من بيدها قرار الحرب والحصار بل هي من تشن العدوان وهي من اعلنته منذ اول ليلة في واشنطن ولها ناطق عسكري يعلن عن تنفيذ قواتها عمليات عسكرية مباشرة جوية وبرية وبحرية".
ناطق جماعة الحوثي ورئيس وفدها المفاوض، والمقيم في مسقط، أعلن ثبات موقف جماعته، قائلا: "نؤكد على موقفنا الثابت برفع الحصار ووقف الحصار وأي مبادرة لا تلتفت إلى الجانب الإنساني فهي غير جادة".
مضيفا في التعليق على المبادرة السعودية لوقف اطلاق النار في اليمن: "إدخال السفن المحتجزة منذ أكثر من عام لا تحتاج مبادرة ولا شروط مسبقة والمقايضة بالملف الإنساني لصالح ملف عسكري أو سياسي جريمة أخلاقية".
وتابع: "لماذا لا تسمح السعودية بدخول 14 سفينة وقود إلى ميناء الحديدة وتقايض بالملف الإنساني لصالح الملف العسكري؟". مردفا: "يعمد تحالف العدوان إلى لي ذراع الشعب اليمني من خلال تشديد الحصار في محاولة للضغط علينا للقبول بمطالب لم يتمكنوا من إنجازها عسكريا وسياسيا".
القيادي الحوثي، محمد عبدالسلام، علق على هدف وقف الحرب بقوله: "نؤكد رغبتنا وجديتنا في السلام ليس من اليوم بل من اليوم الاول للعدوان وكذلك انفتاحنا على اي مبادرات جدية تضمن وقفا شاملا ودائما للحرب وعدم عسكرة القضايا الانسانية وذلك بفصل الجوانب الانسانية عن القضايا العسكرية والسياسية".
وأضاف: "الحرب على اليمن فرضت عليه، ولسنا طرفا في حصار اليمنيين حتى نفاوض عليه، ولو توقف العدوان والحصار من هذه اللحظة لتوقفنا، لكن مقايضة الملف الإنساني بالملف العسكري والسياسي مرفوض. ليس مطلوبا منا القبول برفع الحصار ووقف العدوان لأن موقفنا دفاعي وسيستمر كذلك".
لكن ناطق الحوثيين محمد عبدالسلام، اختتم تصريحه بالقول: "نؤكد على حرصنا على السلام في اليمن ونطالب بسرعة فتح المطارات والموانئ كحق انساني لا علاقة له باي قضايا اخرى وكذلك وقف الاعتداء على اليمن ومن ثم الذهاب للعملية السياسية في اجواء مهيأة تسمح بذلك".
ويرى مراقبون إلى أن المبادرة السعودية، تأتي استجابة لضغوط ادارة الرئيس الامريكي جو بايدن، الساعية لانهاء الحرب في اليمن، وضغوط الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي، وضغوط هجمات الحوثيين على القواعد العسكرية والمطارات والمنشآت النفطية السعودية.