العربي نيوز - متابعة خاصة:
جدد المبعوث الاممي إلى اليمن مارتن غريفيث التعبير عن قلقه البالغ من التداعيات الوخيمة على الوضع الانساني جراء التصعيد العسكري للمعارك في اليمن. معتبرا ان "الحرب عادت بكامل قوتها في اليمن".
جاء ذلك في احاطة جديدة من غريفيث لمجلس الامن الدولي بشأن المستجدات في اليمن، الثلاثاء، قلقه من "تكثيف الهجمات بالطائرات المسيرة ضد السعودية والضربات الجوية التي تستهدف العاصمة اليمنية صنعاء".
وقال المبعوث الاممي: "ما زال هجوم أنصار الله على محافظة مأرب مستمراً، الأمر الذي يعرّض المدنيين للخطر، بمن فيهم ما يقدّر بنحو مليون نازح. وقد تكبّدت القوى المتقاتلة من الجانبين خسائر فادحة في هذه المعركة غير الضرورية".
مضيفا: "كما تزايدت الهجمات عبر الحدود بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة. وأنا أشعر بالقلق إزاء تكثيف الضربات بالصواريخ والطائرات المسيّرة، على السعودية، والغارات الجوية على مدينة صنعاء، معرّضة حياة المدنيين للخطر أيضاً".
وتابع: “في الحديدة هناك استمرار مقلق للعنف تسبّب في قتل وإصابة المدنيين، بمن فيهم نساء وأطفال. وأردف: "ونرى أيضاً اشتعال جبهات أخرى في اليمن بما فيها التصعيد العسكري الذي تشهده حجة وتعز. لقد عادت الحرب بشدة".
منوها بأنه "لا تزال الحالة في عدن والمحافظات المحيطة بها بالغة الصعوبة. فتحسين الخدمات الأساسية، بما في ذلك تأمين الكهرباء، ودفع رواتب الموظفين الحكوميين، وضمان الأمن وتثبيت استقرار الاقتصاد، كل ذلك يتطلب موارد لا تملكها الحكومة حاليا".
وأشار إلى النقص الحاد في الوقود في صنعاء والمحافظات المحيطة بها، وقال: "لم يُسمَح للواردات من الوقود بدخول الحديدة منذ يناير. وقد أسهم هذا في رفع أسعار السلع الأساسية وعرّض المستشفيات والخدمات للخطر".
مضيفا: إن "هذا غير مقبول وإنه من الضروري إزالة العوائق أمام استيراد الوقود وتوزيعها الداخلي للاستخدام المدني". ودعا "الأطراف إلى إعطاء الأولوية للاحتياجات المدنية وعدم استخدام الاقتصاد كسلاح”.
وخاطب غريفيث الحكومة اليمنية بـطلب "السماح بدخول سفن الوقود إلى الحديدة بشكل طارئ من دون أي تأخير، واستخدام الرسوم والضرائب المفروضة على سفن النفط الداخلة بشكل كامل لدفع رواتب القطاع العام".
مضيفا: "إنّ وقفاً لإطلاق النار على مستوى البلاد، إلى جانب فتح مطار صنعاء وضمان تدفّق الوقود والسلع الأخرى إلى اليمن دون عراقيل من خلال موانئ الحديدة، يشكّل ضرورات إنسانية ملحّة".
وتابع: "ومن شأن هذه التدابير أن تخفّف من تأثير النزاع على المدنيين وأن تيسّر حق اليمنيين في حرية التنقل. ومن الواضح انه يتعين علينا أن نفعل كل ما بوسعنا للسماح لليمن بالبقاء على قيد الحياة".
كما دعا المبعوث الأممي إلى "ضرورة فتح تحقيق مستقل في الحريق الذي اندلع في مركز لاحتجاز مهاجرين افارقة غير شرعيين، بصنعاء في 7 مارس الجاري، وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات".
وبشأن جهود استئناف مفاوضات السلام لوقف الحرب، اشاد غريفيث بجهود المبعوث الامريكي الخاص إلى اليمن، وقال: “انه يجب ألا تكون هناك شروط مسبقة لاستئناف العملية السياسية”.
مضيفا: إن "استئناف العملية، والانخراط فيها بجدية، هي واجب على الأطراف المتحاربة في أي مكان. ويجب عليها أن تنخرط باستمرار وجدية في جميع المراحل مع الأمم المتحدة لتحقيق ذلك".
وتابع: "وهم مدينون بذلك للشعب الذي يمثلونه، لبعث الأمل في أن تكون هناك نهاية لهذا النزاع في الأفق". منوها بأن "البعض يعتبر بأن مجرد الاجتماع عبر الطاولة تنازلا لا التزاما، أو صفقة لا أولوية”.
في السياق ذاته، نقلت وكالة “رويترز”، الاثنين، عن نائبة المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جالينا بورتر، القول: إن "الرئيس جو بايدن وضع على رأس أولوياته في السياسة الخارجية إنهاء الحرب في اليمن".
لافتة إلى أن “الرئيس بايدن عيّن مبعوثاً خاصاً لليمن لهذا الهدف، وهو تيموثي ليندركينغ الذي ينسّق مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث”. مشيرة إلى اقتراح واشنطن على جماعة الحوثي خطة لوقف النار.
يشار إلى ان الادارة الامريكية بقيادة الرئيس جو بايدن اتخذت جملة قرارات باتجاه انهاء حرب اليمن، شملت الغاء تصنيف جماعة الحوثي منظمة ارهابية، ووقف الدعم الامريكي للتحالف بقيادة السعودية، وتجميد مبيعات الاسلحة لدول التحالف، وتعيين مبعوث امريكي خاص إلى اليمن لدعم جهود احلال السلام.