العربي نيوز - متابعة خاصة:
أعلن السفير الصومالي لدى اليمن، عبد الله حاشي شوري، أن حكومة بلاده ستستأنف حملة لإجلاء عشرات الآلاف من الصوماليين في اليمن منتصف هذا الشهر، بعد أن توقفت قرابة عام كاملة بسبب كورونا.
وقال شوري: إن الحكومة الصومالية عازمة على تسريع الإجلاء، وخاصة بعد التجاوزات الأخيرة في سجون صنعاء، وآخرها حادثة استخدام قنابل مكافحة الشغب ضد محتجزين في سجن الجوازات.
مضيفا: إن السجن المذكور كان يتواجد فيه 31 صوماليا، حيث تكفلت الأمم المتحدة بإخراج 16 منهم، هم 9 أصبحوا مع الجالية الصومالية، و2 من الجرحى، و4 من المفقودين" في حادثة حريق السجن.
وقالت وزارة الخارجية في أديس أبابا: إنها تعمل على جمع معلومات كاملة عن الحريق، “ونحاول من خلال سفارتنا في سلطنة عُمان تحديد عدد المهاجرين الذين لقوا حتفهم أو أصيبوا في الحادثة المأساوية”.
في السياق، عقد ممثلو الجاليات الأثيوبية والسودانية والإريترية والصومالية والجيبوتية في العاصمة صنعاء مؤتمراً صحفياً مشتركاً أمام مبنى منظمة الهجرة الدولية على خلفية الحادث الأليم في مركز الإيواء المؤقت بصنعاء.
وافادوا في بيان صحفي متلفز أن "مركز الإيواء كانوا يضم 800 مهاجر غير شرعي في 5 عنابر، وحدث الحريق في العنبر رقم واحد، وأسفر عن وفاة 44 جرى دفنهم الجمعة وأخذت عينات من حمض DNA للتعرف على هوياتهم بسبب عدم امتلاكهم أوراق ثبوتية".
موضحين أن "202 جريحا نتيجة الحادث تلقوا العلاج منهم 21 لايزالون في المستشفيات، و4 في حالة حرجة، و408 مهاجرين غير شرعيين جرى ترحيلهم بعد توثيق بياناتهم، وعدد غير معروف فروا اثناء الحادثة".
وذكروا أن "المهاجرين غير الشرعيين الذين تواجدوا في مركز الإيواء بصنعاء كانوا من المرحلين من عدة محافظات وبينهم 156 مهاجراً حكم عليهم في قضايا متعددة، واعاق اغلاق مطار صنعاء ترحيل ذوي الامراض المزمنة منهم".
مشيرين إلى أن "مركز الإيواء بصنعاء التابع لمنظمة الهجرة الدولية افتقر الى أبسط وسائل السلامة والحماية، وسلطات صنعاء قدمت كل ما بمقدورها عندما توقفت منظمة الهجرة والدولية ومفوضية اللاجئين عن خدماتها".
ونوه ممثلوا الجاليات السودانية والصومالية والجيبوتية والاثيوبية والإرتيرية بأن "التحقيق مستمر في حادث حريق مركز الايواء بالجوازات في صنعاء". معبرين عن "رفض تسييس حادث الحريق أو مزاعم التجنيد من أي طرف كان".
وفقا للأمم المتحدة، فإن "اليمن يستضيف ثاني أكبر عدد من اللاجئين الصوماليين في العالم، حيث يبلغ عددهم حوالي 250 ألف لاجئ. رغم الظروف الصعبة التي تمر بها اليمن قبل وبعد الحرب المستمرة منذ ست سنوات".
وأعلنت مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة، الجمعة الماضية "عودة 5087 لاجئا صوماليا إلى بلادهم حتى الآن من اليمن على 39 رحلة مغادرة منظمة منذ بدء برنامج المساعدة التلقائية للعودة ASR قبل عامين".
وكالات الامم المتحدة، بدورها أوضحت أن "المنظمة الدولية للهجرة تقدم الدعم التشغيلي لحركات عودة اللاجئين من خلال استئجار قارب، وتقديم الدعم الطبي عند الوصول والمساعدة في الوصول إلى الوجهات النهائية للاجئين”.
وتأتي الغالبية العظمى من المهاجرين الافارقة الواصلين إلى اليمن من المناطق الافريقية الريفية بأقاليم أوروميا وأمهرة وتيغراي التي تشهد حرباً أهلية، عبر شبكات تهريب تعرضهم لمخاطر جسيمة اثناء رحلة عبور البحر بقوارب تقليدية تحمل فوق طاقتها.
يشار إلى أن المهاجرين الأفارقة يتخذون من اليمن محطة عبور إلى دول الخليج ودول اوروبا بحثاً عن العمل وحياة افضل، في وقت تعاني فيه بلدانهم مشكلات اقتصادية وأمنية، حيث استمرت هجرة الأفارقة إلى اليمن على مدى العقد الماضي، ورغم الحرب في اليمن.