السبت 2025/12/13 الساعة 07:08 ص

اعلان سعودي خطير بشأن اليمن 

العربي نيوز:

ورد للتو، اعلان جديد وحازم، صدر رسميا عن المملكة العربية السعودية، بشأن التطورات المتسارعة في اليمن والتداعيات المتلاحقة لاستمرار تصعيد "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وانقلابه الجديد على الشرعية اليمنية واجتياح مليشياته محافظتي حضرموت والمهرة، ومواصلة انتهاكه اتفاق التهدئة الذي رعته، بمزيد من الاعتقالات والاقتحامات والنهب للمنازل والمحال التجارية والمقرات الحكومية وغيرها من الممتلكات العامة والخاصة. 

جاء هذا في افتتاحية المنبر الصحفي الاول للنظام السعودي، متمثلا في صحيفة "الرياض" السعودية، أكدت رفض تصعيد "المجلس الانتقالي الجنوبي" واتهمته بالسعي لفرض معادلات خارج المسار المتفق عليه في اليمن، وارتكاب انتهاكات رافقت تحركاته في المحافظات الشرقية لليمن، بما فيها اعتقالات واختفاءات قسرية ونهْب وقيود على المدنيين، محذرة "الانتقالي الجنوبي" من الاستمرار في "تعقيد المشكلة؛ والمساس بالأمن المجتمعي".

مؤكدة إن "الرياض تحرص على أن يكون الحل في حضرموت حلاً سلمياً يقوم على سحب القوات المنفلتة، وعودة المؤسسات للعمل الطبيعي تحت إشراف الحكومة الشرعية وعلى تمكين قوات درع الوطن من حماية المنشآت الحيوية ومنع أي اختراقات أمنية قد يستغلها الحوثيون أو أي أطراف أخرى تسعى لخلط الأوراق". مؤكدة أن سيطرة اي طرف غير الشرعية على محافظة حضرموت سيفتح الباب امام نزاعات جديدة تهدد الامن الاقليمي بأكمله".

ونوهت الى تمسك المملكة حتى الان بالمسار الدبلوماسي المكثف من أجل "تهدئة الأوضاع في حضرموت، وإعادة جميع الأطراف إلى مسار التفاوض"، لكنها ذكرت أن المملكة "تعمل على حشد الدعم الإقليمي والدولي لدعم الاستقرار ومنع أي انزلاق نحو مواجهات جديدة". ولوحت بالتدخل العسكري بقولها: "تؤكد المملكة أن أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن المنطقة، وأن الحفاظ على وحدة اليمن واستقراره هو هدف استراتيجي لا يمكن التراجع عنه".

مضيفة: "إن الرؤية الشاملة الشاملة للمملكة تهدف إلى إنهاء التصعيد في حضرموت، ومنع انتقاله لمناطق أخرى، وإلى فتح الباب أمام مرحلة جديدة من العمل السياسي الذي يعالج جذور الأزمة اليمنية ويعيد للدولة سلطتها ومكانتها، ويضمن للجنوبيين حقوقهم العادلة ضمن إطار وطني جامع، ويمنع أي محاولة لفرض واقع بالقوة أو لجر اليمن إلى صراع جديد في لحظة يحتاج فيها اليمنيون أكثر من أي وقت مضى إلى الاستقرار والعمل المشترك".

وتابعت: إن "رؤية الممكلة للحل تستند إلى أن الاستقرار في اليمن لن يتحقق إلا عبر حوار جامع يشمل القوى السياسية والمجتمعية كافة، للوصول إلى تسوية تضع نهاية للصراع المستمر منذ سنوات طويلة"، "وتؤكد المملكة أن حماية حقوق الجنوبيين وضمان تمثيلهم السياسي لا يتحقق عبر السيطرة بالقوة أو عبر الإجراءات الأحادية، بل يتحقق عبر صياغة مشروع سياسي شامل يراعي مصالح جميع أبناء الجنوب ويضمن مشاركتهم الفاعلة في مستقبل اليمن".

كما نشرت الصحيفة، ماة موسعة تضمنت رصد الإنتهاكات التي ارتكبها "الانتقالي الجنوبي" عبر مليشاته مؤخرا في حضرموت، وقالت: إن "إجراءات المجلس الانتقالي تهدد وحدة القرار الوطني في اليمن"، وأردفت: إن "السعودية تواجه تحدياً مزدوجاً يتمثل من جهة في ضرورة منع أي طرف من استخدام السلاح لفرض رؤيته السياسية، ومن جهة أخرى في ضرورة الحفاظ على مكتسبات الحوار الوطني وفكرة الشراكة بين مختلف المكونات في اطار الشرعية".

من جانبها، قالت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية: إن الرياض لن تسمح بنموذج مشابه للحوثيين في الجنوب او الشرق، وأكدت "إن المجلس الانتقالي يتحمَّل مسؤوليةَ التجاوزات التي ارتكبتها قواتُه خلالَ الأيام الماضية في حضرموت، وما حدثَ من اعتقالات أو إخفاء قسري ونهبٍ وإخلاء للمنازل بالقوة". وشددت على أن "أيَّ محاولةٍ لفرض السَّيطرة عَنْوَةً على محافظةٍ بحجم حضرموتَ مجردَ اصطدامٍ بتاريخ لا يقبل الهيمنةَ المفاجئةَ ولا التحولات القسريَّة.

وتحت عنوان "ماذا يحدث في حضرموت؟"، قالت: إن تحركات الانفصاليين "التَّحركاتُ الأحاديَّة التي قامَ بها المجلسُ الانتقالي في حضرموتَ قبل أيامٍ هيَ محاولةٌ لخلق واقع يتجاوز المجتمعَ المحلي وتوازناته، متجاهلاً الطبيعةَ الخاصةَ لهذه المنطقة، التي طالمَا حافظت على مسافةٍ سياسيةٍ عن مراكزِ التوتر". وأردفت: إن الرياض ترفض بوضوح كل تحركات الانفصاليين الأحادية "حيث أعلنت بوضوح رفضها القاطع لسيطرة المجلس الانتقالي على حضرموت". 

مضيفة: إن الرياض عدت هذا "خرقاً مباشراً للمرحلة الانتقالية وتقويضاً لسلطة الحكومة الشرعية، ومحاولة تستدعي مواجهةً سياسية لا تُبنَى على منطق السلاح". وأكدت على ضرورة الاستجابة للموقف السعودي المعلن "الداعي إلى ضرورة انسحابِ قوات المجلسِ الانتقالي من محافظتي حضرموتَ والمهرة، وعودةِ الأوضاع إلى ما كانت عليه، وتسليمِ المواقع والمعسكراتِ إلى قوات درع الوطن". وأن هذا فقط "يمنعِ انزلاقِ حضرموتَ إلى فوضَى لا طاقة لها بها".

واقترفت مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانقلابية والمتمردة على الشرعية، جريمة بشعة جديدة، تؤكد نزعتها الاجرامية ودمويتها وعداءها لكل من ينحاز الى الوطن ويدافع عن الجمهورية اليمنية، وأعدمت قائدا عسكريا رفيعا عقب اختطافها له خلال اجتياحها محافظتي حضرموت والمهرة، واختطفت جرحى من المستشفيات الى سجونها، ضمن انقلابها الجديد والمستمر على الشرعية اليمنية.

تفاصيل: المليشيا تعدم قائدا عسكريا (صورة)

إلى ذلك، وجهت المملكة العربية السعودية رسميا، انذارا جديدا لـ "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، على خلفية انتهاكه اتفاق التهدئة بحضرموت الذي رعته المملكة، واستمرار تصعيده وعدم استجابته لامر سحب مليشياته من محافظتي حضرموت والمهرة واحلال قوات "درع الوطن" محلها.

تفاصيل: انذار سعودي اخير لـ "الانتقالي" (فيديو)

ترافق هذا مع تنفيذ طائرات القوات الجوية الملكية السعودية، الثلاثاء (9 ديسمبر) طلعات لافتة على "مناطق وادي وصحراء حضرموت تجلى في تحليق مكثف وغير مسبوق لطائرات الأباتشي العسكرية التابعة للقوات الجوية السعودية"، ما اعتبره مراقبون تحذيرا سعوديا اخيرا للانتقالي الجنوبي" لتنفيذ امر سحب مليشياته.

تفاصيل: الطيران السعودي يتدخل بحضرموت 

والسبت (6 ديسمبر)، اعلنت السعودية رسميا، رفضها اجتياح مليشيا "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، المحافظة والسيطرة على معسكراتها ومؤسسات الدولة فيها، وانتهاك اتفاق التهدئة الذي رعته السعودية، واصدرت اعلانا تضمن امرا مباشرا لـ "الانتقالي الجنوبي" بسحب مليشياته من حضرموت، وعودة الاوضاع لما كانت عليه.

تفاصيل: رسميا: أمر سعودي عاجل لـ "الانتقالي"

إلى ذلك، أصدرت الولايات المتحدة الامريكية، الثلاثاء (9 ديسمبر) أول اعلان لموقفها من تصعيد "الانتقالي الجنوبي"، انقلابه الجديد على الشرعية اليمنية واجتياحه محافظتي حضرموت والمهرة واسقاط معسكرات ومؤسسات الدولة فيهما، أكد تأييدها ودعمها الكامل قرار رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي "ردع اي تهديد والدفاع عن الدولة". 

تفاصيل: اعلان امريكي بشأن حضرموت (بيان)

بالتوازي، اعلنت المملكة المتحدة البريطانية دعمها الكامل لرئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، وتأييدها قراره بشأن انهاء التصعيد في محافظتي حضرموت والمهرة من جانب "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، بما في ذلك قرار الرئيس العليمي "ردع اي تهديد والدفاع عن الدولة ومركزها القانوني".

تفاصيل: بريطانيا تعلن موقفها بشأن حضرموت 

جاء هذا بعدما أطلع الرئيس العليمي في اجتماع بمقر اقامته بالرياض الاثنين (8 ديسمبر)، سفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن، على التطورات في اليمن وخطر تداعياتها على امن واستقرار المنطقة، وأكد "إن الشعب اليمني وحكومته قادر على ردع اي تهديد والدفاع عن الدولة". محذرا "الانتقالي" من "الانزلاق في الحرب".

تفاصيل: الرئيس العليمي يعلن الحرب 

وتزامن اعلان العليمي مع مسارعة الامارات الى اصدار اعلان استفز غضب اليمنيين وسياسيي السعودية ودول الخليج، اشهر اعترافها بما سمته "دولة الجنوب العربي" التي يسعى ذراعها السياسي والعسكري في اليمن (المجلس الانتقالي الجنوبي) الى فرضها بقوة مليشياته، عقب اجتياح الاخيرة محافظتي حضرموت والمهرة.

تفاصيل: الامارات تثير غضب اليمنيين (اعلان)

تتابع هذه التطورات، بعدما كشفت مصادر عسكرية متطابقة لغز سقوط محافظة حضرموت بيد مليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وسيطرتها على مدينة سيئون، المركز الاداري لحضرموت الوادي والصحراء وعدد من مديريات الوادي، صباح الاربعاء (3 ديسمبر)، بعد انسحاب قوات الجيش الوطني.

تفاصيل: انكشاف لغز اسقاط حضرموت !

وواصلت مليشيات "الانتقالي الجنوبي" تنفيذ ما سمته "عملية المستقبل الواعد لتحرير الجنوب من قوات الشمالية ودعمها للتنظيمات الارهابية"، واسقطت فجر الخميس (4 ديسمبر) محافظة المهرة من دون قتال ايضا أو مواجهة مع قوات الجيش والامن، في ظل استمرار صمت مجلس القيادة الرئاسي والحكومة.

تفاصيل: سقوط محافظة أخرى بعد حضرموت!

يسعى "الانتقالي الجنوبي" بدعم مباشر من الامارات، إلى استكمال سيطرته على جنوب اليمن بالسيطرة على المحافظات الشرقية وثرواتها النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يحاول فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة من دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات.

يشار إلى أن المملكة العربية السعودية، ترفض مساعي الامارات لبسط نفوذها على جنوب اليمن عموما والمحافظات الشرقية (شبوة، حضرموت، المهرة)، المحاذية لحدود المملكة، وتعتبرها "خطا احمر"، باعلانها أن أمن هذه المحافظات "جزءا من الامن القومي للمملكة". حسب تصريحات قادة القوات السعودية بالتحالف.