السبت 2025/11/22 الساعة 01:13 ص

اول ضحايا

العربي نيوز:

وقع قيادي يمني وناشط بارز في جبهة الساحل الغربي لليمن، اول ضحايا خرق حظر انتقاد الكيان الاسرائيلي، في مديريات الساحل الغربي المحررة والخاضعة لسيطرة قوات طارق عفاش (المقاومة الوطنية حراس الجمهورية) و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات.

أكد هذا سياسيون واعلاميون يمنيون بارزون من تيارات سياسية مختلفة، في تعليقهم على اعتقال حراس طارق عفاش، فجر الثلاثاء (18 نوفمبر)، للمرة الثانية خلال اقل من عام، الاعلامي عادل النزيلي، احد ابرز مسؤولي الجبهة الإعلامية في الساحل الغربي.

وعلق مراسل شبكة قناة "الجزيرة" الاخبارية الدولية في اليمن، بشير سنان، على تبرير قيادات اعلامية بمكتب طارق عفاش اعتقال النزيلي، بقوله: "الخلط بين الانتقاد وبين ‘العمل ضد الكيان‘ مغالطة خطيرة!. عادل النزيلي انتقد أداء قيادة الساحل. هذا مش ‘عمل ضدها‘. هذا رأي".

مضيفا في تعليقه على تدوينة لكامل الخوداني: "الانتقاد جزء من العمل نفسه، ولا يمكن محاسبة عضو لمجرد رأي، وجميل لما تشوف عيوبك بعدسة أقرب الناس لك. هل كذب مثلا في شكل طارق ووراه الشويعة حقه ( محمد وعفاش)، هي جمهورية للجميع مش ورث لأحد".

واعتقل حراس طارق عفاش في المخا، فجر الثلاثاء (18 نوفمبر)، للمرة الثانية خلال اقل من عام، الاعلامي عادل النزيلي، احد ابرز مسؤولي الجبهة الإعلامية في الساحل الغربي، بعد نشره بمنصات التواصل الاجتماعي، انتقادات لنهج طارق عفاش وانتهاج قناته (الجمهورية) "نهج التطبيل" نفسه الذي قاد الى ثورة 2011م.

تفاصيل: اختطاف قائد بجيش طارق عفاش

ترافق اعتقال النزيلي، مع بدء  ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات في الساحل الغربي لليمن، التي يقودها طارق عفاش، تحركات كثيفة مفاجئة لجميع المراقبين، في توقيتها وحجمها، تمثلت في حملة عسكرية جديدة لقمع القبائل المعارضة ممارساتها.

تفاصيل: تحرك مفاجئ لحراس طارق عفاش 

وجاءت الحملة عقب اصدار طارق عفاش، السبت (15 نوفمبر) توجيهات لحراسه بتنفيذ إجراء وصف بالمفاجئ والمباغت لجميع الاطراف في الساحل الغربي وفي مقدمهم الحراك التهامي وقادة ومنتسبي ألوية "المقاومة التهامية"، قضت باعتقال القيادات التهامية المعارضة لممارسات طارق عفاش.

تفاصيل: اجراء لطارق عفاش يفاجئ الجميع !

تصاعدت وقائع القمع والاختطافات والاعتقالات بسجون غير قانونية والاغتيالات، في مناطق سيطرة حراس طارق عفاش بالساحل الغربي لليمن، لتنافس انتهاكات واعتداءات مليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" في عدن والمحافظات الجنوبية، حسب تقارير المنظمات الحقوقية.

وتسيطر قوات ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات بقيادة طارق عفاش، على مديريتي الخوخة وحيس بمحافظة الحديدة، ومديريات المخا وذو باب وموزع والوازعية (المحاذية للشمايتين) بمحافظة تعز، وتستحوذ على ايرادات ميناء ومطار المخا، في وقت تشكو تعز من تأخر صرف رواتب موظفيها.

تفاقمت معاناة ملايين المواطنين بمديريات الساحل الغربي الخاضعة لسيطرة مليشيات الامارات، جراء ممارساتها التعسفية ونهبها الاراضي العامة والخاصة، وفرض جباية الاتاوات غير القانونية، واعتقال المعارضين، ونهب الايرادات العامة، والهيمنة على السلطات المحلية لخدمة مصالح طارق عفاش والشركات التجارية لحاشيته بقطاع الخدمات.

شارك طارق وعمار عفاش عمهما على عفاش، بدور رئيس بانقلاب 21 سبتمبر 2014م عبر تسليم معسكرات الجيش ومخازن اسلحته لجماعة الحوثي (قبل اعلان شراكتهما بسلطات الانقلاب، في اغسطس 2016م)، ومجاهرة عفاش وطارق بمشاركة كتائب قناصته لمليشيا الحوثي، في الهجوم على الحديدة وتعز وعدن وباقي المحافظات.

شاهد .. طارق يعلن عن دفعة قناصة جديدة الى تعز 

شاهد .. جنوبيون ينشرون فيديو فاضح لطارق عفاش 

لكنه، بعد انفجار الصراع بين عمه علي عفاش والحوثيين على تقاسم غنائم ومكاسب الانقلاب نهاية 2017م، تمكن من الفرار الى شبوة، والتحق بالتحالف وتبنت الامارات تمويل تجميعه ضباط ومنتسبي الجيش العائلي (الحرس الجمهوري) الى معسكر "بير احمد" في عدن ثم الساحل الغربي، وتنصيبه حاكما عسكريا للساحل ووكيلا لأجندة أطماعها في اليمن.

استطاع طارق عفاش خلال اقل من عام، الاستيلاء على تضحية المقاومة التهامية و"العمالقة الجنوبية" بآلاف الشهداء والجرحى، وبسط سيطرته على مديريات الساحل الغربي المحررة، بعد تفكيكه هذه الالوية وادماجها بقواته بترغيب الاموال وعطايا السيارات وترهيب الاعتقال والاغتيال، الذي طال العشرات من القيادات العسكرية التهامية والجنوبية.

ومع انه رفع شعار "تجاوزت خلافات الماضي وتوحيد الصف الجمهوري والمعركة ضد الحوثيين". إلا أن الوقائع اثبتت نقيض شعاره، فأكدت تحركات طارق عفاش وتوجهاته، سعيه إلى اعلان جمهوريته في الساحل الغربي لليمن، عبر انكبابه على استكمال السيطرة وبسط نفوذه على مديريات الساحل الغربي (التهامي) المحررة في محافظتي الحديدة وتعز.

استغل طارق عفاش، مخاوف التحالف بقيادة السعودية والامارات، وانتكاساته في الحرب على الحوثيين، للتشكيك في القوى الوطنية المنخرطة بمواجهة الانقلاب منذ 2014م، وظل حتى بعد التحاقه بالتحالف بداية 2018م، يناصب هذه القوى العداء، اعلاميا وسياسيا وعسكريا، ويجاهر بتمرده على الشرعية ممثلة بالرئيس هادي والحكومة اليمنية.

ومطلع ابريل 2022م توج التحالف، تمرد طارق عفاش على الشرعية، عبر الضغط على الرئيس هادي ونائبه الفريق علي محسن، للتنحي وتفويض الصلاحيات ونقل السلطة لمجلس قيادة رئاسي، يرأسه احد رموز النظام السابق ويضم طارق عفاش وقيادات مليشيات السعودية والامارات في جنوب اليمن (الانتقالي الجنوبي) و(عبدالرحمن المحرمي).

يشار إلى أن طارق عفاش يسعى إلى إعادة النظام العائلي لعمه الرئيس الاسبق علي عفاش واستعادة حكم اليمن بالمناصفة مع "الانتقالي الجنوبي" عبر ارتهانه الكامل لاجندة اطماع التحالف في اليمن والمنطقة، بما في ذلك عرض خدماته للكيان الاسرائيلي، وامريكا وبريطانيا، في تأمين مصالحهم وأطماعهم بمياه اليمن الاقليمية في باب المندب والبحر الاحمر.