العربي نيوز:
حسمت الولايات المتحدة الامريكية الجدل المثار بشأن مطار سري في اليمن، جرى تشييده مؤخرا، من جانب الامارات، وأوضحت تفاصيل مثيرة ومعلومات صادمة، بهذا الشأن. مؤكدة استكمال بناء مدرج هبوط واقلاع طائرات في جزيرة "زقر" اليمنية، في البحر الاحمر، ضمن سلسلة قواعد عسكرية جوية، قاولت الامارات تشييدها لصالح الكيان الاسرائيلي.
جاء هذا في تقرير نشرته وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، قال: إن صور الأقمار الصناعية أظهرت وجود مهبط للطائرات في جزيرة زقر، يعد حلقة أخرى في شبكة القواعد البحرية في منطقة أساسية للشحن الدول". معتبرة ذلك يمنح قوة عسكرية واضحة في القدرة على إجراء مراقبة جوية فوق البحر الأحمر، وخليج عدن ومضيق باب المندب الاستراتيجي".
مضيفا: "إن صور الأقمار الصناعية التي حللتها تظهر بناء مدرج يبلغ طوله نحو 2000 متر (6560 قدمًا) على جزيرة زقر، التي تقع على بعد حوالي 90 كيلومترًا (55 ميلًا) جنوب شرق مدينة الحديدة الساحلية التي يسيطر عليها الحوثيون، وهي مركز شحن رئيسي". ونوهت بأن "الصور أظهرت بدء العمل في أبريل الماضي لبناء رصيف على الجزيرة".
وتابعت: "ثمّ تنظيف الأرض على طول موقع المدرج، وبحلول أواخر أغسطس، كان يجري وضع ما يبدو أنه أسفلت على طول المدرج، بينما تُظهر صور أكتوبر استمرار العمل، مع رسم علامات المدرج في منتصف الشهر". وأردفت: "ومع ذلك لا يزال من غير الواضح ما الذي قد يدفع إلى استخدام المدرج في حملة عسكرية" مرتقبة ضد جماعة الحوثي.
الوكالة الامريكية الشهيرة للانباء، أكدت أن "الإمارات التي شيدت مدارج طائرات أخرى في المنطقة لم تستجب لطلبات التعليق على تلك الاستحداثات، مثلما لم تستجب الأطراف المحلية التابعة لها للتعليق أيضا" في إشارة إلى طارق عفاش، قائد ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات في الساحل الغربي لليمن.
ونقلت الوكالة عن، إليونورا أرديماجني، المحللة في المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية عدم استبعادها في احتمال شن هجوم يمني جديد ضد الحوثيين، بدعم من التحالف الذي تقوده السعودية، مشيرة بأن هناك نقطة أمنية أكثر أهمية فيما يتعلق بالحشد العسكري بجزيرة زقر، وهي مواجهة أنشطة التهريب التي يقوم بها الحوثيون، وخاصة فيما يتعلق بالأسلحة.
مضيفة: "بأنه لم يتضح مسؤولية من في البناء بالجزيرة، وتضيف: "مع ذلك، تُظهر بيانات تتبع السفن التي حللتها وكالة أسوشيتد برس أن سفينة الشحن "باتسا"، التي ترفع علم توغو، والمسجلة لدى شركة بحرية مقرها دبي، أمضت قرابة أسبوع بجوار الرصيف الجديد في جزيرة زقر بعد وصولها من بربرة في أرض الصومال، بينما رفضت موانئ دبي العالمية التعليق.
وتابعت وكالة "أسوشيتد برس" الامريكية في تقريرها المثير للجدل، قائلة: إن شركة سيف للشحن والخدمات البحرية ومقرها دبي اقرت بتلقيها طلبًا لتوصيل الأسفلت إلى الجزيرة، والذي يُرجَّح استخدامه في بناء المدرج، نيابةً عن شركات إماراتية أخرى، كاشفة أن شركات إماراتية أخرى ارتبطت بمشاريع بناء مهبط طائرات أخرى في اليمن، واتضح لاحقًا أن لها علاقة بالإمارات".
موضحة أن "الإمارات العربية المتحدة تقف وراء مشاريع مدرجات متعددة في اليمن خلال السنوات الأخيرة، ففي مدينة المخا على البحر الأحمر، يسمح مشروع لتوسيع مطار المدينة بهبوط طائرات أكبر بكثير، وقد نسب مسؤولون محليون هذا المشروع إلى الإمارات، بينما يوجد الآن مدرج في مدينة ذباب المجاورة، كما يوجد مدرج آخر في جزيرة عبد الكوري، في المحيط الهندي".
ومضت الوكالة الامريكية للانباء، قائلة: إنه "وفي مضيق باب المندب نفسه، يوجد مدرج آخر بنته دولة الإمارات العربية المتحدة في جزيرة ميون (بريم)، اليمنية، وتسيطر على الجزيرة قوة انفصالية تُعرف باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، والتي لطالما دعمتها الإمارات".
يشار إلى أن الكيان الاسرائيلي، أعلن منتصف ليل الاربعاء (8 اكتوبر) ما سماه "بدء المعركة الكبرى مع الحوثيين بمعزل عن غزة"، بعد اعلان توقيع اتفاق ايقاف العدوان وانهاء الحصار على قطاع غزة وتبادل الاسرى برعاية امريكية قطرية مصرية، لانهاء تهديد جماعة الحوثي الذي ظهر من خلال هجماتها خلال معركة "طوفان الاقصى".
