العربي نيوز:
عرى حزب التجمع اليمني للإصلاح، ولأول مرة، البِيض، بعدما استفز ملايين اليمنيين بتصريح جديد، يصر على فرض انفصال جنوب اليمن، بذرائع واهية وأعذار ساقطة، ومزاعم كاذبة عن هوية مستقلة لجنوب اليمن والمواطنين القاطنين فيه، الى درجة وصف اي نشاط لمواطنين او احزاب يمنية بـأنه "تدخل اجنبي".
جاء هذا في بيان اصدره النائب البرلماني عن حزب التجمع اليمني للاصلاح، علي عشال، وصف فيه "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وعضو هيئة رئاسته وممثل رئيسه للشؤون الخارجية، عمرو علي سالم البيض بأنهم رهن "عقلية وصاية تستبطن نزعة استعلاء" مؤكدا أن "الجنوب ليس حكرا على أحد".
وقال النائب عشال، المنحدر من محافظة ابين، في بيانه المنشور على حائطه بمنصة "فيس بوك" للتواصل الاجتماعي: "ما نراه اليوم من بعض الأصوات داخل المجلس الانتقالي الجنوبي ليس مجرد اختلاف في الرأي أو تباين في المواقف، بل هو تعبير عن حالة من النزق السياسي الذي يضرب بجذوره في عمق الأزمة".
مضيفا: "حين تتحول السياسة من فن إدارة التنوع إلى نزعة إقصائية متعالية. فبدلًا من بناء جسور الشراكة، يختار البعض أن يقيم الأسوار وأن يضع نفسه في موقع الوصي على الآخرين". وأردف: إن "الانتقالي الجنوبي" يفعل هذا "ناسيًا أن الجنوب، بتاريخه وتضحياته، ليس حكرًا على أحد، ولا يُختزل في مكوّن أو تيار بعينه".
وتابع النائب البرلماني الجنوبي، علي عشال، في رده على تصريح عمرو البيض، قائلا: إن "الخطاب المتعالي، الذي يطل علينا بين الحين والآخر، يعكس ازدواجًا واضحًا في الموقف: يريد أصحابه أن يكونوا جزءًا من الدولة، وفي الوقت ذاته لا يؤمنون بمؤسساتها". ولا يحترمون مرجعياتها، ويشككون في كل ما لا يتوافق مع رؤيتهم".
مؤكدا أنها "حالة من الفصام السياسي، لا يمكن أن تنتج مشروعًا وطنيًا جامعًا، بل تزرع بذور الفرقة، وتغذي نزعات الانقسام التي طالما دفع أبناء الجنوب ثمنها غاليًا". ونوه بأن تصريحات عمرو البيض الأخيرة التي اعتبر فيها أن الاحتفاء بذكرى ثورتي 26 سبتمبر و14 اكتوبر "تدخل اجنبي"، مثال واضح على هذا المنزلق".
وقال: "أن يُستفز (المجلس الانتقالي الجنوبي) لأن مكونًا سياسيًا احتفل بثورتي سبتمبر وأكتوبر، وهما مناسبتان وطنيتان مجيدتان في الذاكرة اليمنية الجامعة، فيخرج ليعلن أننا ‘دولتان وشعبان‘، وأن ‘نشاط حزب الاصلاح في حضرموت يعد تدخلاً أجنبياً في الشأن الجنوبي كونه حزباً شمالياً!!!". ولفت إلى خطورة بالغة لهذا الخطاب.
مضيفا: "إن خطورة هذا الخطاب لا تكمن في قصوره وحدّته فحسب، بل في ما ينطوي عليه من نزوع لتجريف الحياة السياسية، وإعادة إنتاج آليات الإقصاء التي خبرناها في تجارب سابقة، مؤكدا أن "هذا الخطاب ليس رأيًا سياسيًا عابرًا، بل تجلٍ لعقلية وصاية تستبطن نزعة استعلاء، وتردد أصداء مقولة فرعونية:‘ما أريكم إلا ما أرى‘".
وتابع: "المفارقة أن الجنوب قد عانى من هذا السلوك الاستبدادي بالأمس، واليوم ترى البعض يعيد إنتاجه بوجه آخر. إنها ذات العقلية الإقصائية التي مارستها سلطات الولاية والاصطفاء في صنعاء، حين جرّفت الحياة السياسية، وصادرت الحريات، واحتكرت الحقيقة والرأي والقرار". في اشارة إلى حكم الحزب الاشتراكي لجنوب اليمن.
مستطردا: إن "المشكلة ليست في الخلاف السياسي، فذلك أمر طبيعي في المجتمعات الحية، بل في الطريقة التي يُدار بها هذا الخلاف؛ بين من يرى التعدد مصدر قوة وإثراء، ومن يتعامل معه كتهديد يجب تهميشه أو محوه". مشيرا إلى أنه "إذا ما استمر هذا النهج الإقصائي في الجنوب، فإنه لا يهدد فقط التوازنات السياسية الراهنة".
وقال: "بل يمس جوهر الشراكة الوطنية التي تشكلت عبر سنوات من النضال، وتجسدت واقعاً بعد اتفاق الرياض وإعلان نقل السلطة الذي أرسى أسس هذه الشراكة". وأكد أن "الجنوب ليس فراغًا سياسيًا، ولا أرضًا بورًا تنتظر من يزرع فيها رؤيته الخاصة، بل فضاء رحب، متنوع، صاغته أجيال من التضحيات، ولا يحق لأي طرف أن يختزله في ذاته".
مضيفا: "فالدولة لا تقوم على نزعات الاستعلاء، بل على الاعتراف المتبادل، واحترام التعدد، والاحتكام إلى مرجعيات وطنية جامعة". وأردف: "اللحظة الراهنة تفرض على الجميع ـــ داخل الانتقالي وخارجه ـــ أن يراجعوا خطابهم ومواقفهم، وأن يدركوا أن الإصرار على اختزال الجنوب في رؤية واحدة لن يقود إلا إلى العزلة والتشرذم".
وتابع النائب الجنوبي، علي عشال، ناصحا "الانتقالي الجنوبي"، قائلا: إن "الطريق إلى المستقبل يمر عبر الاعتراف بالآخر، وتوسيع دائرة الانتماء، لا تضييقها. فالتاريخ لا يرحم من يكرر أخطاء الأمس، ولا يغفر لمن يتعامى عن دروسه". مؤكدا "لقد انتهى زمن الوصاية على الجنوب وأبنائه بكل مكوناتهم وتنوعهم، فإرادتهم الحرة اليوم هي المرجعية الوحيدة".
جاء هذا بعدما هاجم عضو رئاسة "المجلس الانتقالي الجنوبي" والممثل الخاص لرئيسه عيدروس الزبيدي، للشؤون الخارجية، عمرو علي سالم البيض، ملايين اليمنيين شمالا وجنوبا، في تدوينة على منصة إكس (توتير سابقا)، مبررا اقتحام مليشيات "الانتقالي الجنوبي" احتفال بذكرى ثورتي 27 سبتمبر و14 اكتوبر في المكلا ومنع اقامة الاحتفال بالقوة.
وقال عمرو، وهو النجل الاصغر للرئيس الاسبق لجنوب اليمن، علي سالم البيض: "وفق الرؤية الجنوبية للحل، نحن أمام حالتين سياسيتين وشعبين بهويتين واضحتين. وعليه، فإنّ نشاط حزب الإصلاح في حضرموت يُعدّ تدخلاً أجنبياً في الشأن الجنوبي، كونه حزباً يمنيا (شمالياً) لا يمثل إرادة الجنوب". حسب زعمه. ما اعتبر تحريضا خطيرا على الحرب.
جاء تصريح نجل البيض، عقب اعلان الولايات المتحدة الامريكية، رسميا، ولأول مرة، ادانتها "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، واقدام مليشياته على قمع المواطنين والمواطنات في المكلا، وتصاعد جرائم مليشياته بحق المواطنين وانتهاك حرماتهم وحقوقهم المكفولة بموجب الدستور اليمني والقوانين المحلية النافذة، وقبلها الاعلان العالمي لحقوق الانسان.
تفاصيل: امريكا تدين "الانتقالي" وتحذره (بيان)
وتأتي الإدانة الامريكية، بعدما اعتدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" السبت (26 سبتمبر) على فعالية احتفالية نظمتها دائرة المرأة لحزب التجمع اليمني للإصلاح في مدينة المكلا، بمناسبة ذكرى اعياد الثورة اليمنية (26 سبتمبر و14 أكتوبر)، والذكرى الـ 35 لتأسيس الحزب.
تفاصيل: المليشيا تعتدي على النساء مجددا (صور)
كما منعت مليشيا "الانتقالي الجنوبي"، الانفصالي التابع للامارات، صباح السبت (27 سبتمبر)، مسيرة احتفالية نفذها المواطنون على سياراتهم ودراجاتهم النارية، بمدينة المكلا، احتفاءً بالذكرى الـ 63 لثورة 26 سبتمبر، المجيدة، واعتقلت عددا من المشاركين فيها.
ويصر "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على حظر اي مظاهر احتفاء او احتفال بذكرى اعادة توحيد شطري اليمن، أو رفع علم الجمهورية اليمنية، في مقابل اصراره على رفع علم التشطير الانفصالي لما كان يسمى "جمهورية اليمن الديمقراطية"، وتفتيت النسيج اليمني بممارسات عنصرية ومناطقية.
تفاصيل: "الانتقالي" يباشر الانفصال بقرار يسري اليوم!
يواصل "الانتقالي الجنوبي"، سعيه للسيطرة على كامل جنوب البلاد وفرض انفصاله بقوة سلاح مليشياته المتمردة؛ وانتهاج سياسة الاقصاء والقمع لكل من يختلف معه أو ينتقده، وتطبيق النهج الشمولي للحزب الاشتراكي اليمني، ابان توليه حكم جنوب البلاد، وإعمال شعاره "لا صوت يعلو على صوت الحزب".
كما تتصاعد مظاهر الفوضى والانفلات الامني والإداري والمالي، في عدن ومدن ومحافظات سيطرة مليشيا "الانتقالي"، وتفاقم الاعتداءات على المواطنين وحرمات منازلهم واراضيهم واراضي الدولة والنهب للايرادات العامة للدولة، وجرائم الاغتيالات والاختطافات والاعتقالات خارج القانون، دون ضبط الجناة.
وعمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات جنوب البلاد بغطاء "مكافحة الارهاب"، وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين بما فيها "العيب الاسود"، عبر اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال المواطنين الابرياء، المعارضين استبدادها وفسادها.
تبنت الامارات، جمع الآلاف من عناصر تنظيم "القاعدة" في جنوب اليمن، لتشكيل مليشيات "مقاومة جنوبية" إبان حرب عدن 2015م، ضمت قيادات سلفية "جامية" جنوبية بارزة امثال: هاني بن بريك، وعبدالرحمن المحرمي، ومحسن الوالي، وحمدي شكري، وعبداللطيف السيد، وبسام المحضار، وغيرهم.
تفاصيل: الامارات تمول "القاعدة" باليمن (وثيقة)
ومولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.
عقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.
بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.
ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى (يونيو 2020م)، ووصولا إلى السيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم محافظة شبوة نهاية العام 2021م.
تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن، واستمرار انهيار قيمة العملة الوطنية.
وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي الجنوبي".
تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)
وأطلقت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بينهم القيادي عبداللطيف السيد.
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.