العربي نيوز:
وقع نجل الرئيس الاسبق علي صالح عفاش، وقائد جيشه العائلي (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة)، سباقا، احمد علي عفاش، في خطابه بمناسبة ذكرى "ثورة 26 سبتمبر" بزلات عدة رصدها مراقبون ووصفوها بالخطيرة، ابرزها تنصله من مسؤوليته وأسرته في مشاركة جماعة الحوثي بالانقلاب على الدولة، وتحميل ثورة الشباب الشعبية السلمية (11 فبراير) المسؤولية.
جاء هذا في كلمة متلفزة القاها احمد علي عفاش بمناسبة ذكرى ثورة "26 سبتمبر"، هاجم فيها جماعة الحوثي بعد فضه شركاته معها مؤخرا، إثر قرار الامانة العامة لحزب المؤتمر الشعبي إقالته من منصب نائب رئيس الحزب وفصله، فوصف جماعة الحوثيين بأنها "جماعة متخلفة ومتسلطة" و"أقصت الشرفاء وفي مقدمهم المؤتمر الشعبي".
وتجاهل احمد علي مشاركته وأسرته جماعة الحوثي في الانقلاب على الدولة، ومحملا ثورة الشباب (11 فبراير) المسؤولية، بقوله: إنه "وفي غفلة من الزمن ونتيجة للصراعات التي عاشها الوطن بين قواه السياسية والوطنية، تمكنت تلك الميليشيات الكهنوتية الحوثية من أحفاد الإمامة وبقاياها؛ من اختطاف جزء من الوطن".
احمد علي يحمل ثورة الشباب مسؤولية الانقلاب (فيديو)
مبررا انخراط مشايخ طوق صنعاء مع الحوثيين بقوله: "لم ينجُ منها أحد بمن فيهم شباب وشيوخ وأبناء القبائل وحرائر اليمن، وحتى بات شعبنا جميعه هناك رهينة لعقليتها المتسلطة". كما برر انفضاض شراكته معها مؤخرا، بأنه يأتي بعدما "استأثرت بكل شيء لنفسها بعد أن أقصت كل الشرفاء من أبناء شعبنا وقواه السياسية".
وزعم أن والده علي عفاش وعارف الزوكا ورفاقهما يتقدمون صفوف "الشهداء الأبرار والمناضلين الأوفياء، الذين سطروا بدمائهم ملاحم النصر للثورة والجمهورية"، وأنه والشعب اليمني بعزيمته المتجددة "ماضٍ على درب الحرية، وفاءً لدماء الشهداء وحفاظًا على مكتسبات الثورة والجمهورية" بوجه من وصفهم "قوى الظلام والكهنوت".
متعهدا للسعودية والامارات ومصر وعُمان، بأن يكون وفيا وسندا لهم، وفي حين دعا "كل القوى الوطنية الحرة للاصطفاف في معركة إنقاذ الوطن وتحريره واستعادة دولته ومؤسساتها". قدم نفسه من جديد، قائدا لهذا الاصطفاف ومنقذا لليمن، بقوله: "ونؤكد يقينًا ونبشر شعبنا بأن موعد الخلاص من تلك الميليشيات بات قريبًا وقريبًا جدًا".
النص الكامل لكلمة احمد علي بمناسبة ذكرى "26 سبتمبر"
وتكشفت نهاية اغسطس 2025م، كواليس ومسوغات قرار قيادة حزب المؤتمر الشعبي، بفصل احمد علي عفاش من المؤتمر واقالته من منصب نائب رئيس الحزب، وأظهرت أنه صدر بتوافق غير مسبوق بين اجنحة حزب المؤتمر، في صنعاء والرياض ومصر، ضد جناح احمد علي في ابوظبي، واتفاقها على طي مستقبله السياسي وأسرته.
أكدت هذا قيادات في حزب المؤتمر، أكدت ان "القرار جاء بعد التشاور مع قيادات الحزب في الداخل والخارج"، و"صدر بإجماع اعضاء اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي، المفوضة من اللجنة الدائمة الرئيسة للحزب باتخاذ الاجراءات والقرارات اللازمة لمحاسبة ومعاقبة من يسعى لشق أو تمزيق المؤتمر، حتى انعقاد المؤتمر الثامن للحزب".
تفاصيل: انكشاف كواليس فصل احمد علي !
وسبق أن سجلت قيادات المؤتمر الشعبي العام في صفوف الشرعية، اعتراضها على قرار قيادة الحزب في الداخل تصعيد احمد علي عفاش الى عضوية اللجنة العامة، ثم قرارها بتعيينه نائبا لرئيس الحزب (مايو 2019م)، واعتبرت تعيينه باطلا، ولم يحدث أن اعترفت به أي من قيادات المؤتمر الشعبي في الشرعية أو أقرته في تصريحاتها.
جاء قرار الفصل بعدما كانت مصادر أكدت لـ "العربي نيوز"، الاربعاء (27 اغسطس) التسريبات المتلاحقة عن قرارات مرتقبة لفصل عدد من قيادات الصف الاول في حزب المؤتمر، يتصدرها احمد علي عفاش المُعين نائبا لرئيس الحزب بقرار قيادة المؤتمر الشعبي في الداخل، في مايو 2019م لثبوت تورطه بمساعٍ لانقلاب داخل الحزب.
تفاصيل: تأكيد فصل احمد علي من المؤتمر
في السياق، وجه حزب المؤتمر الشعبي، الاثنين (25 اغسطس) في اول اعلان رسمي له بشأن مصير امينه المعتقل غازي احمد الاحول؛ اتهاما مباشرا، إلى أحمد علي عفاش بـ "السعي إلى شق صفوف الحزب" وتنفيذ انقلاب داخلي ضد ما سماه اعلان الحزب "الجبهة الداخلية"، في اشارة الى تحالفها مع جماعة الحوثي منذ 2014م.
تفاصيل: حزب المؤتمر يتهم احمد علي (بيان)
والجمعة (22 اغسطس) سرب مقربون من امين عام حزب المؤتمر الشعبي غازي الاحول، معلومات متقاربة عن أن "اعتقال الاستاذ غازي الاحول، ومدير مكتبه عادل ربيد في صنعاء الاربعاء (19 اغسطس) جاء بطلب من قيادة الحزب في الداخل، بزعم احباط انقلاب داخلي ومحاولة شق صفوف الحزب رفضا لفصل احمد علي عفاش".
تفاصيل: اخطر تسريب بشأن اعتقال الاحول
سبقت هذا، تسريبات مؤتمرية عن قرارات مرتقبة لقيادة حزب المؤتمر الشعبي في الداخل، وُصفت بالجريئة وغير المتوقعة، تطيح بقيادات من الصف الاول للحزب، وتشمل أحمد علي عفاش وذراعه اميين الحزب غازي الاحول واخرين، من شأنها احداث ارباك كبير في المشهد السياسي، بالتزامن مع جهود دولية لاستئناف مفاوضات السلام.
تفاصيل: امين عام ونواب جدد لحزب المؤتمر
وجاءت تسريبات قرارات الفصل لقيادات بحزب المؤتمر الشعبي، يتصدرهم احمد علي، عقب تحول لافت لموقف قيادة الحزب في الداخل، من استمرار تعيينها احمد عفاش نائبا لرئيس الحزب، واتجاهها نحو التخلي عنه، إثر توجهات التحالف لاعادته الى الواجهة، بإعلانها لأول مرة ما سمته "رفض عفشنة المؤتمر الشعبي العام".
تفاصيل: موقف مفاجئ للمؤتمر من احمد علي!
يُعتبر هذا التحول في موقف قيادة حزب المؤتمر الشعبي بالداخل، المستمرة في التحالف مع جماعة الحوثي؛ امتدادا لمطالبات قيادات في الحزب بإقالة احمد علي عفاش عقب اعلانه تأييد التحالف بقيادة السعودية والامارات، وبعد ايام على ادانته بـ "الخيانة والعمالة والفساد" وصدور حكم بحقه من المحكمة العسكرية التابعة لسلطات الحوثيين.
تفاصيل: اسرة عفاش تتلقى فاجعة جديدة !
من جانبها، وجهت جماعة الحوثي، اتهاما جديدا إلى احمد عفاش، وطارق عفاش قائد ما يسمى "قوات المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات في الساحل الغربي، وعمار عفاش وكيل جهاز الامن القومي سابقا، رئيس جهاز استخبارات الساحل الغربي لليمن والقرن الافريقي" الممول من الامارات.
تفاصيل: اتهام حوثي جديد لاسرة عفاش !
وتحالف رئيس المؤتمر الشعبي، الرئيس الاسبق علي عفاش، مع جماعة الحوثي، للانتقام من ثورة الشباب الشعبية السلمية (فبراير 2011م) التي اطاحت بنظامه العائلي الفاسد والمستبد، وسلم الجماعة معسكرات ومخازن اسلحة جيشه العائلي (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة) ظنا منه انه سيستطيع الانقلاب على حلفائه الجدد كما فعل مع حلفائه طوال 33 عاما.
شارك احمد علي ومدين وصلاح عفاش وطارق وعمار عفاش في انقلاب 21 سبتمبر 2014م بتسليم جماعة الحوثي معسكرات ومخازن اسلحة الجيش العائلي (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة)، قبل اعلان اتفاق تقاسم سلطات الانقلاب، في اغسطس 2016م، وجاهروا بمشاركة كتائب جيشهم االعائلي في الهجوم على الحديدة وتعز وعدن وباقي المحافظات.
لكن المواجهات المسلحة بين شريكي الانقلاب جماعة الحوثي وعلي عفاش وطارق عفاش، اندلعت مطلع ديسمبر 2017، وحسم الحوثيون المعركة بمصرع عفاش في ثاني ايام دعوته اليمنيين بخطاب مصور الى الانتفاضة على الحوثيين، في حين استطاع طارق عفاش الفرار الى شبوة ثم عدن قبل تنصيبه وكيلا لاطماع الامارات في الساحل الغربي لليمن.
يشار إلى أن أسرة عفاش تسعى إلى إعادة النظام العائلي للرئيس الاسبق علي عفاش، واستعادة حكم اليمن، عبر الارتهان الكامل لاجندة اطماع التحالف بقيادة السعودية والامارات في اليمن والمنطقة عموما، وعرض خدماته للكيان الاسرائيلي، وامريكا وبريطانيا، في تأمين الملاحة البحرية لسفنها عبر مياه اليمن الاقليمية في باب المندب والبحر الاحمر.