الخميس 2025/08/28 الساعة 12:18 م

تأكيد فصل احمد علي من المؤتمر

العربي نيوز:

حسم حزب المؤتمر الشعبي العام، التسريبات المتلاحقة عن قرارات فصل عدد من قيادات الصف الاول في الحزب، وأقال بهدوء نجل الرئيس الاسبق علي عفاش، وقائد جيشه العائلي سابقا، احمد علي عفاش، المُعين نائبا لرئيس الحزب بقرار قيادة المؤتمر الشعبي في الداخل، في مايو 2019م عقب مصرع والده بمواجهات مع شركائه في الانقلاب جماعة الحوثي.

أكد هذا الكاتب السياسي، المؤتمري، خالد الذبحاني، في تدوينة نشرها على حائطه بمنصة "فيس بوك" للتواصل، قال فيها: "تلقى العميد أحمد علي عبد الله صالح طعنة غادرة وضربة قاضية، وهذه الضربة ليست كسابقتها، بل هي أقوى ضربة تتلقاها أسرة عفاش منذ مقتل الرئيس صالح، وربما تكون بداية النهاية للحياة السياسية للنجل الأكبر للرئيس الراحل صالح".

مضيفا: "احمد صالح لم يهتم كثيرا حين أصدرت محكمة حوثية (المحكمة العسكرية بصنعاء) حكم الإعدام بحقه، لكن في هذه المرة جاءت الضربة القاضية من أقرب الناس له ولوالده الراحل، ومن الذين كان يعتقد انهم سيكونون سنده الأول في مواجهة الميليشيات الحوثية، فقد أقدم حزب المؤتمر الشعبي في صنعاء على الإطاحة بأحمد علي عبدالله صالح من قياداته".

وتابع: إن "قرار الفصل جاء خلال فعالية بصنعاء حضرها أعضاء اللجنة الدائمة للمؤتمر وعلى رأسهم يحي الراعي رئيس مجلس النواب التابع للمليشيات الحوثية وعبد العزيز بن حبتور عضو مجلس الانقلاب الحوثي عن المؤتمر إضافة إلى وزراء ومسؤولين في الحزب بمناسبة الذكرى 43 لتأسيس الحزب". ونوه بإبقاء المؤتمر "يحيى الراعي نائبا أول لرئيس الحزب".

مشيرا إلى أن القرار"جاء نتيجة لضغوط حوثية هائلة على قيادات المؤتمر في صنعاء". وأردف: "لكن أيضا هناك تساؤلات حول السبب الذي يجعل جماعة الحوثي تخشى العميد أحمد رغم انه لا يمتلك الشخصية القوية والكارزمية والحضور اللافت لوالده صالح". مرجعا المخاوف إلى "أن الكثير من المؤيدين والمحبين لوالده نافذون في المجتمع، وخاصة القبلي".

ولفت إلى أن "هناك نقمة كبيرة من شيوخ القبائل والقيادات العسكرية والمدنية التي كانت تتمتع بكل الامتيازات في عهد صالح"، وقال: إن الحوثيون يدركون أن حرمان مشايخ وقيادات نظام عفاش العسكرية والمدنيةمن تلك المميزات والتعامل معهم بطريقة غير لائقة، يجعل "العميد احمد علي يشكل عليهم خطر كبير إذا استطاع أن يجمع تلك القوى في تكتل واحد".

عزز هذا، تجنب احمد علي عفاش، لاول مرة، عدم اثبات صفته نائبا لرئيس حزب المؤتمر الشعبي، في خطاب وجهه بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب (24 اغسطس)، تضمن اعلان انفصاله عن قيادة الحزب في الداخل والتحالف مع جماعة الحوثي والشراكة معها، التي قال انها تمتد الى عشرين عاما، وأن الاحداث المتتالية خلالها اثبتت أنها "لا تؤمن بالشراكة الوطنية".

تفاصيل: احمد علي يعلن الانفصال! (فيديو)

في السياق، وجه حزب المؤتمر الشعبي، في اول اعلان رسمي له بشأن مصير امينه المعتقل غازي احمد علي محسن الاحول؛ اتهاما مباشرا، إلى اأحمد علي المُعين بقرار قيادة المؤتمر الشعبي نائبا لرئيس الحزب في مايو 2019م، بالسعي إلى شق صفوف الحزب وتنفيذ انقلاب داخلي ضد ما سمته "الجبهة الداخلية"، في اشارة الى تحالفها مع جماعة الحوثي منذ 2014م.

تفاصيل: حزب المؤتمر يتهم احمد علي (بيان)

والجمعة (22 اغسطس) سرب مقربون من امين عام حزب المؤتمر الشعبي غازي الاحول، معلومات متقاربة عن أن "اعتقال الاستاذ غازي الاحول، ومدير مكتبه عادل ربيد في صنعاء الاربعاء (19 اغسطس) جاء بطلب من قيادة المؤتمر الشعبي في الداخل، بزعم احباط انقلاب داخلي ومحاولة شق صفوف الحزب رفضا لفصل احمد علي عفاش من الحزب".

تفاصيل: اخطر تسريب بشأن اعتقال الاحول

سبقت هذا تسريبات مؤتمرية عن قرارات مرتقبة لقيادة حزب المؤتمر الشعبي العام في الداخل، وُصفت بالجريئة وغير المتوقعة، تطيح بقيادات من الصف الاول للحزب، وتشمل أحمد علي عفاش وذراعه اميين الحزب غازي الاحول واخرين، من شأنها احداث ارباك كبير في المشهد السياسي، بالتزامن مع جهود دولية لاستئناف مفاوضات السلام.

تفاصيل: امين عام ونواب جدد لحزب المؤتمر

وجاءت تسريبات قرارات الفصل لقيادات بحزب المؤتمر الشعبي، يتصدرهم احمد علي، عقب تحول لافت لموقف قيادة الحزب في الداخل، من استمرار تعيينها احمد عفاش  نائبا لرئيس الحزب، واتجاهها نحو التخلي عنه، إثر توجهات التحالف لاعادته الى الواجهة، بإعلانها لأول مرة ما سمته "رفض عفشنة المؤتمر الشعبي العام".

تفاصيل: موقف مفاجئ للمؤتمر من احمد علي!

يأتي هذا التحول في موقف قيادة حزب المؤتمر الشعبي بالداخل، المستمرة في التحالف مع جماعة الحوثي، امتدادا لمطالبات قيادات في الحزب بإقالة احمد علي عفاش عقب اعلانه تأييد التحالف بقيادة السعودية والامارات، وبعد ايام على ادانته بـ "الخيانة والعمالة والفساد" وصدور حكم بحقه من المحكمة العسكرية التابعة لسلطات الحوثيين.

تفاصيل: اسرة عفاش تتلقى فاجعة جديدة !

من جانبها، وجهت جماعة الحوثي، اتهاما جديدا إلى احمد عفاش، وطارق عفاش قائد ما يسمى "قوات المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات في الساحل الغربي، وعمار عفاش وكيل جهاز الامن القومي سابقا، رئيس جهاز استخبارات الساحل الغربي لليمن والقرن الافريقي" الممول من الامارات.

تفاصيل: اتهام حوثي جديد لاسرة عفاش !

وتحالف رئيس المؤتمر الشعبي، الرئيس الاسبق علي عفاش، مع جماعة الحوثي، للانتقام من ثورة الشباب الشعبية السلمية (فبراير 2011م) التي اطاحت بنظامه العائلي الفاسد والمستبد، وسلم الجماعة معسكرات ومخازن اسلحة جيشه العائلي (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة) ظنا منه انه سيستطيع الانقلاب على حلفائه الجدد كما فعل مع حلفائه طوال 33 عاما.

لكن المواجهات المسلحة بين شريكي الانقلاب جماعة الحوثي وعلي عفاش وطارق عفاش، اندلعت مطلع ديسمبر 2017، وحسم الحوثيون المعركة بمصرع عفاش في ثاني ايام دعوته اليمنيين بخطاب مصور الى الانتفاضة على الحوثيين، في حين استطاع طارق عفاش الفرار الى شبوة ثم عدن قبل تنصيبه وكيلا لاطماع الامارات في الساحل الغربي لليمن.

وشارك احمد علي ومدين وصلاح عفاش وطارق وعمار عفاش في انقلاب 21 سبتمبر 2014م بتسليم جماعة الحوثي معسكرات ومخازن اسلحة الجيش العائلي (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة)، قبل اعلان اتفاق تقاسم سلطات الانقلاب، في اغسطس 2016م، وجاهروا بمشاركة كتائب جيشهم االعائلي في الهجوم على الحديدة وتعز وعدن وباقي المحافظات.

يشار إلى أن أسرة عفاش تسعى إلى إعادة النظام العائلي للرئيس الاسبق علي عفاش، واستعادة حكم اليمن، عبر الارتهان الكامل لاجندة اطماع التحالف بقيادة السعودية والامارات في اليمن والمنطقة عموما، وعرض خدماته للكيان الاسرائيلي، وامريكا وبريطانيا، في تأمين الملاحة البحرية لسفنها عبر مياه اليمن الاقليمية في باب المندب والبحر الاحمر.