السبت 2025/07/26 الساعة 04:25 ص

اشتباكات تشعل العاصمة (محصلة)


العربي نيوز:

وردت للتو، دوي انفجارات واطلاق كثيف للاعيرة النارية والقنابل وسط العاصمة، على نحو افزع ملايين المواطنين وأيقظهم من نومهم وجلين، على وقع اشتباكات مسلحة وصفت بالعنيفة، وسط انباء عن سقوط جرحى وقتلى، من عناصر مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات.

أكدت هذا مصادر محلية متطابقة في مديرية الشيخ عثمان بالعاصمة المؤقتة عدن، أفادت بأن اشتباكات مسلحة اندلعت فجر الخميس (24 يوليو) بين عناصر القطاع الثامن لمليشيا ‘الحزام الأمني‘ (التابعة للانتقالي الجنوبي) بقيادة ناصر الدهشلي، ومسلحين آخرين من فصائل الانتقالي".

موضحة أن "عناصر الدهشلي داهمت عناصر مسلحة اخرى من مليشيا الانتقالي، أطلقوا النار خلال حفل زفاف أحد أقاربهم بحي عبدالقوي، وعقب احتداد المشادات الكلامية، اندلعت اشتباكات مسلحة بين الجانبين استخدمت فيها اسلحة خفيفة ومتوسطة، أوقعت جرحى بصفوف عناصر الدهشلي".

مشيرة إلى أن "قيادة ‘الحزام الأمني‘ أرسلت تعزيزات مسلحة إلى المنطقة، أغلقت شوارعها الرئيسة والفرعية، وتمكنت من السيطرة على الموقف واعتقال اثنين من المسلحين بعد فرار الاخرين". وزعمت لاحقا أنها "كانت تنفذ عملية مداهمة لأحد المواقع في كود بيحان لضبط مطلوبين امنيا".

وتأتي الاشتباكات، في ظل تصاعد مظاهر الفوضى والانفلات الامني والإداري والمالي، في عدن ومدن ومحافظات سيطرة مليشيا "الانتقالي"، وتفاقم الاعتداءات على المواطنين وحرمات منازلهم واراضيهم واراضي الدولة والنهب للايرادات العامة للدولة، وجرائم الاختطافات والاعتقالات خارج القانون والاغتيالات.

عمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات جنوب البلاد بغطاء "مكافحة الارهاب"، وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين بما فيها "العيب الاسود"، عبر اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال المواطنين الابرياء، المعارضين استبدادها وفسادها.

وتبنت الامارات، جمع الآلاف من عناصر تنظيم "القاعدة" في جنوب اليمن، لتشكيل مليشيات "مقاومة جنوبية" إبان حرب عدن 2015م، ضمت قيادات سلفية "جامية" جنوبية بارزة امثال: هاني بن بريك، وعبدالرحمن المحرمي، ومحسن الوالي، وحمدي شكري، وعبداللطيف السيد، وبسام المحضار، وغيرهم.

تفاصيل: الامارات تمول "القاعدة" باليمن (وثيقة)

مولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.

وعقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.

بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.

ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى (يونيو 2020م)، ووصولا إلى السيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم محافظة شبوة نهاية العام 2021م.

تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن، واستمرار انهيار قيمة العملة الوطنية.

يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.