العربي نيوز:
صدر أول تعليق رسمي عن جماعة الحوثي الانقلابية، على اعلان طارق عفاش، قائد ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"المقاومة المشتركة" الممولة من الامارات، "ضبط شحنة اسلحة تزن 750 طنا على متن قارب خشبي كانت في طريقها من ايران لجماعة الحوثي الانقلابية".
جا هذا في تصريح لعضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي، والمُعين منها محافظا لذمار، القيادي البارز محمد ناصر البخيتي، نشره مكتبه الاعلامي الجمعة (19 يوليو) على حسابه بمنصة إكس (توتير سابقا)، نفى فيه فقد الجماعة شحنة اسلحة، واعتبر اعلان طارق عفاش مجرد ادعاء.
وقال القيادي الحوثي، محمد البخيتي: "هل يمكن لقارب خشبي تحمل وزن 44 قاطرة كبيرة؟". وأردف ساخرا: "نحن سعداء بلجوء اعدائنا الى خداع انفسهم بترديد إدعاءات غير قابله للتصديق". مضيفا: "هذا الادعاء من قبل طارق عفاش وحكومة الفنادق يبين حقيقة ولائهم لاعداء الامة فقط".
وتابع قائلا: " لو افترضنا جدلا صدق ادعائهم لردينا الصاع صاعين، فضلا عن ان طارق عفاش يعرف حدوده". في إشازة الى ان طارق عفاش ملتزم للجماعة بالتوقف الكامل عن التصعيد، وتلويح في الوقت نفسه، بقصف طارق عفاش وقواته في حال أقدم على اي تصعيد ضد الجماعة.
يتزامن هذا مع احراج شركة عالمية رائدة في مجال المعلومات، مقرها الولايات المتحدة الامريكية؛ هي شركة أَوْبَن أيه آي (OpenAI)، طارق عفاش، بكشفها بطلان زعمه "ضبط شحنة اسلحة تزن 750 طنا على متن قارب خشبي كانت في طريقها من ايران لجماعة الحوثي الانقلابية".
تفاصيل: شركة عالمية تحرج طارق عفاش
واتفق مراقبون سياسيون وعسكريون، في التشكيك بما سُمي "انجازا عسكريا" لخفر السواحل التابعة لقوات طارق عفاش، واعلان القيادة المركزية للقوات الامريكية وطارق عفاش عن "ضبط 750 طناً من الأسلحة الايرانية على متن سفينة تقليدية (قارب سنبوك) كانت في طريقها إلى جماعة الحوثي".
مشيرين إلى ان نسب "ضبط شحنة الاسلحة" الى قوات طارق عفاش الممولة من الامارات في الساحل الغربي "يأتي في سياق التغطية على تسليح الامارات قوات طرف من اطراف الحرب خارج جهاز الدولة ومتمردة على الشرعية"، و"الترويج لقوات طارق صالح، كشريك قوي وبديل عن الجيش اليمني".
جاء بين ابرز المراقبين، السياسي منير المحجري، فأبرز غرابة "ضبط 750 طن من الاسلحة فوق قارب"، واعتبر أن الاعلان عن ضبطها "مسرحية سياسية / عسكرية منضبطة الإخراج، يُراد منها إرسال رسائل متعددة الاتجاهات: طمأنة، ترويع، تحجيم، وتثبيت توازنات القوى". حسب تعبيره.
ولفت الى "معلومات تحدثت عن تحرك طائرة شحن عسكرية اماراتية باتجاه المخا أو جزيرة ميون قبل الاعلان عن ضبط الشحنة بوصفها ايرانية مرسلة للحوثيين". وقال: "الشحنة لم تكن موجهة للحوثيين ابتداءً، بل منحة اماراتية إلى قوات طارق، وتم إخراجها كإنجاز أمني يحقق جملة من الأهداف".
سرادا بين هذه الاهداف: "تضخيم طارق كذراع أمنية متمكنة بإظهاره وكأنه الجدار الأخير بوجه التهريب الإيراني، يصب في تعزيز موقعه ككلب حراسة حصري، مسلّح ومموّل إماراتيًا". وثانيا "تبرئة مسبقة للإمارات في حال حصل خلاف إماراتي-سعودي، من تسليح مليشيات متمردة وخارج اجهزة الدولة".
وتابع ملخصا الهدف الثالث في أن "الامارات تريد إيصال رسالة إلى الغرب بأن حليفها ‘معتدل‘ في الداخل اليمني ولديه القدرة والرغبة في مكافحة النفوذ الإيراني، وبالتالي يجب دعمه كقوة مناهضة للحوثيين، وإنْ خارج الشرعية الرسمية" و"قطع الطريق على اي ضغوط سعودية لاخراجه من فلك الامارات".
مضيفا في تدوينة على حائطه بمنصة "فيس بوك" هدفا رابعا، هو "الإيحاءً لتعز ومقاومتها – خاصة بعد تصاعد التوتر بين طارق عفاش ومكونات المقاومة وابناء تعز – بأن من يسيطر على الساحل ليس فقط مليشياويًا بل أيضًا خبيرًا ومتسلحًا ومغطى استخباراتياً ومدعوم دولياً وعليكم القبول به".
وشارك رئيس تحرير "الموقع بوست" الاعلامي والسياسي، عامر الدميني، مئات المراقبين السياسيين والعسكريين، تعجبهم من ظروف ووسيلة الاعلان عن ضبط هذه الكمية الكبيرة والمتنوعة من الاسلحة، بقوله: " 750 طن مرة واحدة، كمية مهولة، فكيف يتم تهريبها واخفائها وادخالها لليمن؟".
مضيفا: "كيف فشلت البحرية الأمريكية عن هذي الكمية، وهي التي تلمح حبوب المخدر الصفير وأشرطته، ناهيك عن خزائن السلاح الشخصي على متن القوارب؟ وتصادرها وتعلن عنها". وأردف: "هو إنجاز وفق المعلن، ولكنه مغلف بالأسئلة الكثيرة، ثم ماذا سيكون مصيره؟ هل سيتم تسليمه لوزارة الدفاع".
واختتم الدميني تدوينته على حائطه بمنصة "فيس بوك" للتواصل الاجتماعي، بإشارة الى طروحات تهريب الامارات الاسلحة لطارق عفاش بغطاء انها ايرانية ذاهبة للحوثيين، وقال: "هل ستسلم لوزارة الدفاع وتقرر اتلافه أو استخدامه؟ أم تغير المستلمون فقط، كان سيصل لجماعة ووصل لبنت عمها؟".
يُعد طارق عفاش، متمردا على الدولة اليمنية، منذ تمرده في (ابريل 2012) على قرار الرئيس عبدربه منصور هادي باقالته من قيادة "الوية الحرس الخاص" التابعة لعمه الرئيس الاسبق علي عفاش، مرورا بمشاركته في الانقلاب على الرئيس هادي في سبتمبر 2014م، ثم فراره من صنعاء وتجميع قواته للساحل الغربي.
وشارك طارق عفاش وأحمد علي عفاش مع الرئيس الاسبق علي عفاش، في انقلاب 21 سبتمبر 2014م بتسليم جماعة الحوثي معسكرات ومخازن اسلحة الجيش، قبل أن يعلنا شراكتهما بسلطات الانقلاب، في اغسطس 2016م، وجاهر طارق بمشاركة كتائب قناصته لمليشيا الحوثي، في الهجوم على الحديدة وتعز وعدن وباقي المحافظات.