العربي نيوز:
اكدت وثائق رسمية، حصل عليها "العربي نيوز" ما كشفته مصادر محلية للموقع من خفايا صادمة لتورط قيادات حزب الرئيس الاسبق علي عفاش، من مشايخ ووجهاء محافظة ريمة في التحريض ضد الشيخ صالح احمد حنتوش، امام مسجد السلفية بمحافظة ريمة، وخيانتها للشيخ حنتوش والدفع باتجاه تحريك حملة امنية لمحاصرة منزله وتفجير مواجهات معه، انتهت باستشهاده.
ونشر فواز السمعي في تدوينة، وثيقة، معلقا: "صدرت التوجيهات بمهاجمة الشيخ صالح حنتوش بعد أوامر من فارس الحباري منتحل منصب محافظة ريمة وتحريض مباشر من الشيخ محمد عبده مراد منتحل منصب وكيل المحافظة ورئيس حزب المؤتمر بالمحافظة ولا زال قيادات كثيرة من حزب المؤتمر يواصلون خدمة المليشيات السلالية ومساعدتهم لاخضاع المناطق والمشائخ".
أكد هذا، أبو وليد الصلاحي، بقوله في تدوينة: "الشيخ محمد عبده مراد وكيل محافظة ريمة ورئيس فرع المؤتمر الشعبي العام والشيخ غيلان حسن عضو مجلس الشورى والشيخ منصور المنتصر، كلهم وقفوا ضد الشهيد صالح حنتوش بحجة إنه من جماعة عبدالله صعتر وله عدة صور معه في مأرب وأن طلابه دائما ما يحملون السلاح الشخصي ... وبعضهم يرتادون زيارة مأرب".
وأفادت مصادر محلية متطابقة في مديرية السلفية بمحافظة ريمة، أن "الشهيد صالح حنتوش ظل يزاول دوره كمعلم تربوي وداعية ومفقه في الدين، عبر ملازمته مسجد المديرية". وقالت: "ظل الشهيد حنتوش يتصدى بين الحين والاخر بالكلمة لممارسات مليشيا الحوثي واجراءاتها التعسفية، وكانت تصله مطالبات الجماعة بالكف عبر وساطات من وجهاء المديرية".
مضيفة: "لكن مشايخ المؤتمر الشعبي خانوا الشيخ حنتوش، وأوصلوا وشايات بأنه يجند ويسلح مقاتلين لاسقاط الحوثيين في ريمة". وأردفت: "تلقت مليشيا الحوثي بلاغات بأن الشيخ حنتوش يجند مسلحين في مركزه لتعليم القران الكريم ومن ثم ارسالهم إلى مأرب، بتمويل من المملكة العربية السعودية، عبر شقيقه الشيخ سعد حنتوش المقيم في المملكة، منذ الانقلاب الحوثي".
وتابعت: "اصدرت سلطات الحوثيين امر استدعاء للشيخ صالح حنتوش، يتضمن اتهامات بممارسته انشطة تحريضية لزعزعة امن واستقرار المحافظة وتجنيد مسلحين لاثارة الفوضى والتمرد، فرد عليها الشيخ بالانكار ورفض الذهاب إلى ادارة امن المحافظة التابعة للحوثيين، وابلغ رده هذا، الوسطاء ومنهم رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام في المحافظة، وغيرهم".
مشيرة إلى أن "الشيخ الشهيد صالح حنتوش تفاجأ يوم الثلاثاء (1 يوليو)، بتحريك سلطات الحوثيين حملة امنية لالقاء القبض عليه، فقرر الدفاع عن نفسه وأهله الذين رفضوا التخلي عنه، وباشر الحملة التي حاصرت منزله بالنيران موقعا قتلى وجرحى في صفوفهم، ما دفع الحوثيين لارسال تعزيزات مسلحة كبيرة، تصدى الشيخ حنتوش لنيرانها حتى ارتقى شهيدا، وحفيد اخيه".
وأصدرت ادارة امن محافظة ريمة، التابعة لجماعة الحوثي، بيانا مساء الاربعاء (2 يوليو)، زعم أن الشيخ صالح حنتوش "قتل خلال مواجهته المسلحة مع حملة امنية" ارسلت لضبطه بعد "رفضه استقبال وساطة من مشايخ ووجهاء السلفية" و"توجيه انذارات عدة له عبر وساطات دعته للتوقف عن أنشطته التخريبية، واخرها منعه خطيب المسجد من أداء خطبة الجمعة".
مضيفة في البيان: أن الشيخ الشهيد صالح حنتوش "كان يمارس أنشطة تحريضية تستهدف أمن واستقرار المحافظة، وعمَّد إلى الدعوة للفوضى والتمرد، ورفض مواقف الدولة والشعب اليمني الداعمة للقضية الفلسطينية، كما تبنّى مواقف موالية للعدوان الأمريكي الصهيوني على بلادنا، وسعى إلى إحباط الأنشطة الشعبية والرسمية المؤيّدة للمقاومة الفلسطينية". حد زعمها.
وتابعت سرد ما يؤكد تلقيها وشايات: "وكان يتلقى اموالا شهرية من قوى العدوان (التحالف)، مقابل تنفيذ مهام مشبوهة، منها استقطاب ضعاف النفوس وتجنيدهم وتسليحهم كمرتزقة،.. وسبق أن وجّهت له إنذارات عدة عبر وساطات من مشايخ ووجهاء المحافظة، ودعته للتوقف عن أنشطته التخريبية، إلا أنه قابل تلك المساعي بالرفض والتعنت فتم تكليف حملة أمنية لضبطه".
زاعمة أن الشيخ حنتوش "بادر بإطلاق النار فور وصول الحملة الأمنية إلى موقعه،.. وجرى التواصل مع مشايخ ووجهاء مديرية السلفية للتوسط واحتواء الموقف، إلا أنه رفض استقبالهم، وتمادى في الاعتداء على الحملة الامنية ونتج عن ذلك استشهاد ثلاثة من رجال الأمن وإصابة سبعة آخرين،.. وانتهت المواجهة بمصرعه وإصابة أحد أفراد عصابته، والقبض على بقية العناصر".
واختتمت ادارة امن ريمة التابعة للحوثيين، متوعدة بأنها "ماضية في أداء واجبها الوطني، ولن تتهاون مع كل من يسعى لزعزعة أمن واستقرار المحافظة أو تهديد سلامة المواطنين" حسب تعبيرها. وأشادت بعناصر الخيانة من مشايخ ووجهاء مديرية السلفية ومحافظة ريمة، في حزب المؤتمر الشعبي، على ما سمته "الدور الإيجابي والتعاون الصادق الذي أبدوه ومساندتهم".
في المقابل، اثار مقتل الشيخ الشهيد صالح حنتوش موجة استنكار وادانة واسعة، فأدان حزب التجمع اليمني للإصلاح، في بيان صادر عن أمانته العامة، مساء الاربعاء (2 يولو) "الجريمة الإرهابية التي ارتكبتها الحوثيون بحق الشيخ صالح حنتوس في مديرية السلفية بمحافظة ريمة، والتي أسفرت عن استشهاده وحفيد أخيه، وإصابة زوجته، وترويع الأطفال والنساء".
وقال بيان الإصلاح: إن "إرسال حملة عسكرية مدججة لاغتيال شيخ مسنٍّ لا يحمل إلا كتاب الله، يكشف الطبيعة الدموية لهذه الجماعة المتطرفة". مضيفا: إن ما حدث في ريمة "يؤكد خوف الجماعة من الشعب ويعكس هشاشتها أمام أي صوت حر". وأردف: إن "الوفاء لدماء الشيخ حنتوس ومثله من الشهداء يحتم التكاتف والعمل الجاد لاستعادة الدولة وانهاء الانقلاب".
مؤكدا أن "دماء الشيخ حنتوس وأمثاله ستكون وقوداً لنضال اليمنيين في سبيل الحرية والكرامة والخلاص من المليشيا الكهنوتية". وطالب "مجلس القيادة الرئاسي بتحمل مسؤوليته التاريخية في تسريع معركة التحرير"، داعيا "المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى اتخاذ موقف واضح تجاه الإرهاب الحوثي، وتصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية، ومحاسبة قادتها وتجفيف منابع دعمها".
يشار إلى أن جماعة الحوثي، تعيش منذ بدء ما تسميه "عمليات اسناد الفلسطينيين ودعم المقاومة في غزة"، وانطلاق الحملة العسكرية الامريكية عليها، منتصف مارس 2025م، وموجات رد الكيان الاسرائيلي على هجماتها؛ حالة استنفار امني وعسكري واسعة، خشية تمكن اجهزة الاستخبارات الامريكية والاسرائيلية من تصفية قيادات الجماعة، وتكرار سيناريو "حزب الله" في جنوب لبنان.