الاربعاء 2024/11/27 الساعة 05:38 ص

السعودية تضغط على امريكا بهذه الاوراق

العربي نيوز - خاص:


اشهرت السعودية اوراق ضغط قوية بوجه إدارة الرئيس جو بايدن للتراجع عن اعلان عقوبات على ولي العهد السعودي على خلفية قتل الصحافي السعودي في واشنطن بوست، جمال خاشقجي بمقر القنصلية السعودية في اكتوبر 2018م.


ونقلت صحيفة غارديان البريطانية (The Guardian) في تقرير لها عن مسؤولين امريكيين قولهم: إن تجنب واشنطن معاقبة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان نُظر إليه في الرياض على أنه إثبات لثقل المملكة وبن سلمان لدى المسؤولين الأميركيين الجدد.


الصحيفة أوضحت أن "تأكيد الرئيس الأميركي جو بايدن بأن الأمير محمد وافق على قتل المواطن الصحفي جمال خاشقجي ينهي بشكل صريح حقبة الصداقة الحميمة بينه والبيت الأبيض، ويشير في نفس الوقت إلى علاقة مختلفة تماما مع الإدارة الجديدة".


وقالت:  إنه رغم أن السعودية تعرضت للنبذ من واشنطن أمس، فإنها لا تزال لاعبا رئيسيا. وبالنظر إلى ما كان يمكن أن يحدث، كان المزاج السائد في العاصمة السعودية ليلة الجمعة مريحا".


مضيفة: إن التقرير الذي طال انتظاره من واشنطن لم يفعل أكثر من وضع اسم وكالة المخابرات المركزية في النتيجة الواضحة، وفي أروقة السلطة في المملكة، وكان يُنظر إلى الوثيقة المصاغة بعناية على أنها لا تقدم شيئا لدعم الاستنتاج الرئيسي".


وأشار تقرير غارديان إلى أن عقوبات وزارة الخزانة الأميركية التي أعقبت اغتيال خاشقجي استهدفت فرقة الاغتيال التي تم إرسالها إلى إسطنبول ونائب رئيس المخابرات المتهم بتعبئتها، لكنها ظلت بعيدة عن الرجل الذي كان مركز التحقيق.


منوها بشأن العقوبات على ولي العهد السعودي، بأن "الرياض كانت ضغطت بشكل مكثف وهددت بأن ثمن معاقبة الأمير محمد سيكون قطيعة، وتقاربا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والترحيب بالصين لملء الفراغ".


وقال: "يبدو أنها انتصرت اليوم، واعترف المسؤولون الأميركيون الجدد بأن تكلفة الإجراءات الأكثر صرامة، والتي تم النظر فيها بجدية الأسابيع الأخيرة، ستكون باهظة للغاية، وكان الارتياح في البلاط الملكي ملموسا".


مضيفا: إنه "ورغم نفور الإدارة الجديدة من ولي العهد السعودي، ورغم الاقتراحات لمعارضة صعوده نهاية المطاف، فإن مثل هذا التدخل لا يُعتبر، في الوقت الحالي، خطة، لكنه لا يزال على قائمة أمنيات كبار أعضاء فريق بايدن الذين يفضلون الصرامة القديمة تجاه سلوك الأمير محمد بن سلمان".


وأشارت غارديان في تقريرها إلى أنه "وعندما تلقى الملك سلمان اتصال بايدن أخيرا يوم الخميس، دافع الرئيس الأميركي عن حقوق الإنسان التي مزقها سلفه دونالد ترامب، تمشيا مع ادعاء واشنطن بأنها حامية القيم الإنسانية العالمية".


لكن التقرير توقع في الوقت ذاته "ألا يكون هناك المزيد من الإفلات من العقاب أو مزج سهل بين المصالح السياسية والمكاسب الشخصية التي تمتع بها ترامب، ولن يكون كبير مبعوثي بايدن أحد أفراد العائلة المقربين".


وختم بقوله إن "الحلفاء والأعداء في كل من السعودية وأميركا سيظلون يراقبون عن كثب سير العلاقات ومصير ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف الذي يخضع للإقامة الجبرية منذ أكثر من عام، مضيفا أن جريمة القتل المروعة بإسطنبول قد أثرت بشدة على أوراق بن سلمان، لكنها لم تعترض طريقه إلى العرش بعد".


يشار إلى أن الرئيس الامريكي جو بايدن، أجاب الاحد، على تساؤلات بشأن ما إذا كانت واشنطن ستفرض عقوبات على ولي العهد السعودي في قتل الصحافي خاشقجي، بقوله: "سيكون هناك اعلان غدا الاثنين (اليوم) بشأن ما سنفعله مع السعودية".