الخميس 2025/05/15 الساعة 07:32 ص

اوروبا تتهم ترامب بتقوية الحوثيين (اعلان)

العربي نيوز:

اعلنت دول اوروبا، أول موقف لها من اعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب "الايقاف الفوري" لحملته العسكرية على جماعة الحوثي في اليمن، مقابل ايقاف هجماتها على السفن الامريكية الحربية والتجارية. ووصفت حملة ترامب وايقافها بأنه "ساهم بتقوية الجماعة لا اضعافها".

جاء هذا في اعلان صادر عن المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، ذي طابع تحليلي، قال: إن "الولايات المتحدة انهت حملة ضرباتها الجوية في اليمن حققت نجاحا عسكريا ضيئلا وساهمت في تمكين جماعة الحوثي من تعزيز السيطرة وأخرجتهم أقوى مما كانوا عليه سابقا".

مضيفا: "في اعقاب انتهاء الحملة الامريكية في 6 مايو، زعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن جماعة الحوثي استسلمت. لكن في واقع الأمر، من المرجح أن يكون الانسحاب الأميركي نتيجة لفشل المهمة بقدر ما هو نتيجة لتردد الولايات المتحدة في الانجرار إلى صراع أعمق".

وتابع قائلا، في تحليل للباحثة في المجلس الاوروبي، ميساء شجاع: "بدأت أمريكا استهداف الجماعة المسلحة في ديسمبر 2023 لوقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، والتي بدأتها الجماعة قبل شهرين (اكتوبر 2023م) ردا على الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة".

مردفا: "ظاهريًا، يبدو أن الضربات الأميركية المكثفة حققت بعض النجاح، مع تراجع هجمات الحوثيين إلى حد كبير منذ شهر مارس. لكن هذا الفوز التكتيكي لم يحقق مكاسب استراتيجية أوسع، فعلى الرغم من القصف، تمكن الحوثيون من مهاجمة أهداف أميركية وإسرائيل".

وأوضح المجلس الاوروبي في تحليله، أن اهداف الحملة الامريكية لم تتحقق، وقال: "لم يتم استئناف الشحن التجاري بشكل ملموس. وعلاوة على ذلك، سمحت الحملة للحوثيين بتعزيز قبضتهم على المستوى المحلي، وهم الآن يحتفلون بانسحاب الولايات المتحدة باعتباره علامة على النصر".

مضيفا: "ولاستعادة طرق الشحن في البحر الأحمر "يتعين على الشركاء الأوروبيين والأميركيين العمل على إيجاد حل مستدام لهذه الأزمة. وسوف يحتاجون إلى الجمع بين الضغط على الحوثيين والتركيز الأوسع على إحياء المسار السياسي اليمني ومعالجة احتياجات بناء الدولة العاجلة في البلاد". 

وتابع: "هذه هي الطريقة الوحيدة لإضعاف قبضة الحوثيين على السلطة في الداخل واحتواء أنشطتهم المسلحة". مشيرا إلى أنه "أتاحت حرب غزة والهجمات الغربية المضادة في البحر الأحمر لقادة الحوثيين فرصةً لترسيخ أقدامهم، رغم أن الجماعة تربطها صلة أيديولوجية واضحة بالفلسطينيين".

وفقا لتحليل الباحثة في المجلس الاوروبي، ميساء شجاع، فإنه "بدلاً من تحدي هذا الموقف، لم تُسهم الضربات العسكرية الامريكية إلا في تغذية هذه الديناميكيات نفسها وساعدت في تعزيز موقف الحوثيين. وبينما أعاقت الضربات الأمريكية الجماعة عسكريًا، إلا أنها تتمتع بخبرة طويلة في الصمود".

مضيفة: "وحتى مع مهاجمة الولايات المتحدة مواقع الحوثيين بلا هوادة خلال الأشهر الأخيرة، مما زاد من تأجيج سردية الجماعة الأيديولوجية وحشد قوتها، إلا أنهم نجحوا في شن هجمات على السفن الأمريكية، وإسقاط طائرات أمريكية مسيرة، بل وشن ضربات عسكرية ناجحة ضد مطار إسرائيل الرئيسي". 

وتابع: "على الرغم من سنوات التدخل العسكري، بدءًا من تدخل المملكة العربية السعودية عام 2015 ووصولًا إلى الهجمات الحالية التي تقودها الولايات المتحدة، لا يزال الحوثيون القوة المهيمنة في اليمن". ولفتت إلى ما سمته "مشكلات هيكلية اعمق في البلاد" ساهمت الحملة الامريكية في تعميقها.

مردفا: "في نهاية المطاف، لم تُسهم الضربات الأمريكية، وإن كانت تردع الهجمات البحرية مؤقتًا، في معالجة المشكلات الهيكلية الأعمق في البلاد التي مكّنتهم من الوصول إلى السلطة والاستمرار في التمسك بها. بدلاً من ذلك، فإنهم يخاطرون بإطالة أمد الصراع في اليمن من خلال تعزيز الحوثيين".

وأشار تحليل الباحثة في المجلس الاوروبي، ميساء شجاع، إلى الحملة العسكرية الامريكية، خدمت جماعة الحوثي في أنها ساهمت في "تأجيج التعبئة المسلحة على نطاق أوسع. وهذا يُضيّق بدلاً من أن يُوسّع نطاق الحل السياسي، وهو أمر ضروري لإضعاف الجماعة واستقرار الوضع المحلي والإقليمي".

منوها في المقابل إلى ما ينبغي عمله، بقوله: إن "الضغط على الجماعة من خلال العمل العسكري والعقوبات يعد أحد عناصر استراتيجية لدفعها نحو المفاوضات. لكن هذا الضغط وحده لن ينجح في إجبار الحوثيين على الانخراط في مفاوضات جادة - وسيتعين عليهم أن يكونوا جزءًا من الحل النهائي".

وتابع التحليل، قائلا: "بدلاً من التركيز فقط على استراتيجية عسكرية ضيقة، ينبغي على الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة والحكومات الأوروبية، بذل المزيد من الجهود لدعم احتياجات بناء الدولة في اليمن واستكشاف سبل تسهيل الحوار الضروري، مثل ترتيبات أكثر عدالة لتقاسم الإيرادات".

مضيفا: "وينبغي أن يشمل ذلك تعاونًا وثيقًا مع دول الخليج العربي، وخاصة السعودية، ذات النفوذ الإقليمي السياسي والاقتصادي الحاسم. ينبغي أن تهدف الجهود الدولية أيضًا إلى تعزيز الحكومة المعترف بها دوليًا، لأن ذلك من شأنه أن يعزز شرعيتها المحلية ويحسّن موقفها التفاوضي في مواجهة الحوثيين".

وأكد أن "الحكومة المعترف بها دوليًا تحتاج إلى إجراء إصلاحات عاجلة لاستعادة شرعيتها. وهذا يستلزم وضع أطر دستورية، وإصلاح قوات الأمن، وضمان أن تستند التعيينات التكنوقراطية إلى المؤهلات، بدلًا من الولاءات الفئوية، ومراقبة الفساد ومكافحته، وتنفيذ إصلاحات في الحكم المحلي". 

مقترحا أضفاء عناصر تضفي جاذبية لتفاعل اكبر مع المفاوضات، عبر بعث الامل في الحل السياسي الشامل والمستدام للصراع في اليمن، بقوله: "كما يمكن لدول الخليج تقديم حوافز اقتصادية أكبر، مثل مساعدات إعادة الإعمار وفرص العمل للعمال اليمنيين، لجعل المفاوضات أكثر جاذبية". 

واختتم تحليل الباحثة في المجلس الاوروبي، ميساء شجاع، بقوله: "لإنهاء هجمات البحر الأحمر بشكل مستدام، يجب على الشركاء الأمريكيين والأوروبيين الاستثمار في المساعدة على استقرار اليمن. وهذا يتطلب استراتيجية سياسية أوسع نطاقًا وأكثر تعقيدًا بكثير من البساطة المضللة للنهج العسكري المعيب".

شاهد .. المجلس الاوروبي يتهم ترامب بتعزيز الحوثيين

يشار إلى أن سلطنة عمان، كانت حسمت رسميا، الجدل المثار بشأن اتفاق ايقاف اطلاق النار والهجمات المتبادلة بين امريكا وجماعة الحوثي الانقلابية، وكشفت خلفيات الاتفاق ومضامينه، والجهة التي سعت اليه وطلبت وقف اطلاق النار، مؤكدة رواية ناطق الحوثيين بأن امريكا هي من طلبت وليس جماعته.