الثلاثاء 2025/05/13 الساعة 10:04 ص

توغل اماراتي واسع يبدأ ابتلاع تعز !

العربي نيوز:

جرى رصد توغل جديد وواسع للامارات في تعز، يسعى الى استكمال وتأمين سيطرة الامارات على الشريط الساحلي الغربي لليمن عبر مليشيات مسلحة جديدة تُضاف ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" التي يقودها طارق عفاش بتمويل اماراتي.

كشف عن هذا التوغل سياسيون واعلاميون في تعز، تصدرهم الكاتب والقاص عمران عبدالله الحمادي، عبر رصد دقيق في مقال بعنوان "السلفية المسلحة في الحجرية وتعز: خطر داهم على المدينة والجمهورية"، نشره على حائطه بمنصة "فيس بوك" للتواصل الاجتماعي.

وقال الصحفي والقاص عمران الحمادي: "تشهد مناطق الحجرية، وأرياف مدينة تعز بشكل عام، تمدداً خطيراً للألوية السلفية المسلحة، وعلى رأسها ما يعرف بألوية ‘المغاوير‘، بما تمتلكه من عتاد عسكري وتجذر اجتماعي وتنظيمي مخيف وإن برز خافتاً ومستتراً برداءت كثيرة".

مضيفا: "هذا التمدد لا يهدد الحجرية فحسب، بل يضع مدينة تعز كلها أمام خطر محدق يستهدف القرار الوطني والثقافة والفن والمدنية والحياة العامة. السلفية، كفكرة دينية مغلقة ومحدودة الأفق، تعادي جوهر الحياة: المرأة، اللباس، الإعلام، وكل ما يمثل ملامح المجتمع المدني".

وتابع محذرا من عواقب تتجاوز اسقاط الشرعية: "هذه الفكرة، حين تجد طريقها إلى السلطة، لا تؤمن إلا بالاحتكار الكامل للعملية السياسية والحزبية، وتتحرك بنزعة تسلطية تسعى إلى قمع كل صوت مخالف، وفرض نمط حياة منغلق يناقض طبيعة المجتمع اليمني المفتوحة والمتنوعة".

مردفا: "ما يزيد الوضع سوءاً هو حالة الشتات والانقسام داخل قوى السلطة الحاكمة في تعز، والتي تشكل بيئة خصبة تسمح للسلفية بالتمدد وتنظيم صفوفها بفعالية كبيرة. وفي ظل هذا الفراغ، تغزو القوى السلفية،.. محاولة فرض خطاب ديني متشدد لا يعترف بالجمهورية ولا بقيم المدنية والتنوع".

وأكد أن "إن أدوات السلفية اليوم ليست مجرد خطاب ديني، بل قوة بشرية وعسكرية منظمة، تتحرك وفق أجندات لا تعترف بالتراث الوطني أو الفن أو وسائل التعبير عن الهوية اليمنية الجامعة. إنها سلطة بديلة تحاول أن تنشئ واقعاً اجتماعياً جديداً بالقوة، بعيداً عن الإرادة الشعبية والوعي المدني الراسخ في تعز".

داعيا إلى هبة سياسية وشعبية ومدنية في تعز لصد الخطر، بقوله: "إن استبدال الشمس بالسواد، والحياة بالقمع، والحرية بالخوف، ليس خياراً مقبولاً لتعز وأبنائها. المدينة التي وهبت أرواحها للجمهورية وللحرية، ستواصل الدفاع عن هويتها، وستقاوم كل مشروع ظلامي يريد أن يعيدها إلى الوراء".

تفاصيل .. السلفية الجامية الاماراتية تغزو تعز 

وتصدت قيادة الجيش الوطني في محور تعز، وجموع المواطنين، منتصف فبراير 2025م لمحاولة توغل اماراتي خطيرة في المحافظة، وأحبطت سعيها لمد نفوذها إلى ريف ومدينة تعز، بموقف عسكري وشعبي، حاسم، قطع الطريق على توغل "السلفية الجامية" الموالية للكيان الاسرائيلي.

تفاصيل: تعز تردع توغلا اماراتيا بحزم ونجاح

في المقابل، رحب سياسيون ومشايخ في الدين، بهذه الخطوة من جانب شعبة التوجيه المعنوي بقيادة الجيش الوطني في محور تعز، واعتبروها "خطوة هامة لربط المجتمع بالجيش والالتفاف حوله"، من ناحية، وكذا "قطع الطريق على الافكار المنحرفة والمضللة للتيارات المدعية انتماءها للسلف" من ناحية ثانية.

وتتبنى دولة الامارات رسميا، فكر السلفية الجامية، المنحرفة عن نهج السلف الصالح ومنهج اهل السنة والجماعة، بتسويغ تجاوزات الحكام الصارخة للشريعة الاسلامية، ومن ذلك تسويغ التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، ومهاجمة المقاومة الفلسطينية للكيان، بزعم ان "جهادها دون إذن من ولي امر المسلمين".

دعمت أبوظبي نشر وتمكين "السلفية الجامية" بالقوة في جنوب اليمن، عبر تمويلها انشاء وتجنيد وتسليح عشرات الالوية التابعة إلى ذراعها السياسي والعسكري "المجلس الانتقالي الجنوبي"، وإلى "العمالقة الجنوبية"، وساندت علنيا، انقلابها على الشرعية في اغسطس 2019 بالطيران الحربي الاماراتي. 

وسعت الامارات، إلى السيطرة على كامل محافظة تعز، ضمن توجهاتها العلنية لتأمين احتلالها المخا، عبر نشر قوات طارق عفاش و"القوات المشتركة" التي تمولها في مديريات تعز الساحلية (ذوباب والوازعية وموزع)، وتمويل انشاء مساجد تروج للسلفية الجامية بمديريات الساحل الغربي وريف تعز.

كما مولت أبوظبي، خلال السنوات التالية لسيطرتها على مديريات الساحل الغربي المحررة (ابتداء من 2018م)، محاولات عدة لنشر مليشياتها في ريف تعز (الشمايتين ومديريات الحجرية)، بما في ذلك اغتيال قائد اللواء 35 مدرع العميد عدنان الحمادي، ومحاولات متكررة فرض قيادات تواليها للواء.

لكن جميع محاولات ومساعي الامارات، باءت بالفشل، وقوبلت بمواقف حازمة ورادعة من قيادة وقوات الجيش الوطني في محور تعز، التي تصدت لها دون هوادة، ومن ذلك إخراج ما كان يُسمى "كتائب ابو العباس" التي مولت الامارات انشاءها وتسليحها، من مدينة تعز، ووضع حد لجرائم الاعتداءات المقترنة بها.

يشار إلى أن الامارات تراهن على مليشيات "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" وطارق عفاش، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على ساحلي اليمن الغربي والجنوبي وباب المندب، وخطوط الملاحة الدولية.