العربي نيوز:
ورد للتو، نداء وجه حزب التجمع اليمني للاصلاح، إلى تدارك الامر وحقن الدماء، اعتبره مراقبون "نداء اخيرا" و"براءة للذمة"، حيال المعركة التي تتواصل في هذه الاثناء تعزيزاتها وتحشيداتها، ويراد لها ان تكون حاسمة، بين المليشيا الانقلابية والمتمردة على الشرعية اليمنية، ممثلة بمليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" والمكونات القبلية والسياسية لمحافظة حضرموت.
جاء هذا في بيان مقتضب، نشره رئيس الدائرة السياسية بالمكتب التنفيذي لحزب التجمع اليمني للإصلاح في محافظة حضرموت، فؤاد سالم باربود، ليل الثلاثاء (15 ابريل) على حائطه بمنصة "فيس بوك" للتواصل الاجتماعي، أكد فيه صحة ما تضمنه بيان "مؤتمر حضرموت الجامع" عن تحشيدات "الانتقالي الجنوبي" مسلحيه الى ساحل حضرموت، لتفجير الوضع.
وقال باربود: "البيان الصادر عن مؤتمر حضرموت الجامع يعكس مخاوف حقيقية من محاولات لفرض واقع سياسي وعسكري على حضرموت من خارجها، عبر استقدام مسلحين من محافظات أخرى تحت قيادة الانتقالي، وهو ما يُعد تهديدًا صريحًا لإرادة أبناء حضرموت واستقرارها". وأردف: "المقلق في الأمر أن هذه التجاذبات الداخلية لا تكتفي بتمزيق النسيج الوطني".
وتابع باربود قائلا إن هذه التجاذبات بين "الانتقالي" ومكونات حضرموت: "تُسهم في تشتيت جهود القوى الوطنية وإشغالها عن المعركة الحقيقية واستعادة الدولة التي يجب أن تتوحد فيها كافة الأطراف، وهي مواجهة مليشيات الحوثي واستعادة الدولة". مختتما بقوله: "إن حضرموت بحاجة إلى الحوار والتفاهم، لا إلى فرض الإرادات، فالحسم لا يكون بالسلاح بل بالتوافق".
شاهد .. نداء عاجل من الاصلاح في حضرموت
في السياق، حذر رئيس الدائرة السياسية لحزب الاصلاح في حضرموت، فؤاد باربود، مما سماه "مفترق طرق"، قال إن "الشرعية في مفترق طرق وآن لمجلس القيادة الرئاسي أن ينهض بمسؤولياته". مطالبا بـ "ضرورة توحيد كافة التشكيلات العسكرية والأمنية تحت قيادة وطنية موحدة، خاضعة لوزارة الدفاع ووزارة الداخلية، بعيدًا عن الولاءات المناطقية والفصائلية".
وقال باربود، الاحد: "على صعيد الداخل، يجب على المجلس العمل فورًا على تطبيع الأوضاع في المحافظات المحررة، من خلال تحسين الخدمات الأساسية، صرف المرتبات، تأمين الكهرباء والمياه، وفرض النظام والقانون. فكيف للمواطن أن يؤمن بشرعية لا تُحسن إدارة مناطقها المحررة؟". وأردف: "إن تعزيز ثقة الجماهير بالشرعية يتطلب إعادة بناء مؤسسات الدولة".
مضيفا: "وتفعيل الأجهزة الرقابية والقضائية، ومحاربة الفساد دون مواربة. فالفاسدون الذين ينهبون مقدرات الشعب، ويعبثون بالمؤسسات، لا يختلفون في ضررهم عن الانقلابيين أنفسهم. بل يجب أن يكون هناك تطهير شامل للدوائر الحكومية، وتقييم صارم لأداء القيادات، وتقديم المقصرين للعدالة". واختتم بقوله: "مجلس القيادة الرئاسي اليوم أمام اختبار تاريخي".
شاهد .. "الاصلاح" يحذر من مفترق طرق خطير
سبق هذا، بيان مقتضب نشره الامين العام للمكتب التنفيذي لحزب الإصلاح في حضرموت الوادي (سيئون)، منير بامحيمود، الثلاثاء (15 ابريل) على حائطه بمنصة "فيس بوك"، طالب فيه الرئيس رشاد العليمي بأن يضطلع بمسؤوليات القيادة ويببسط سيادة الدولة على المحافظات المحررة، شرطا للتمكن من حسم الحرب وانهاء الانقلاب واستعادة الدولة.
تفاصيل: "الاصلاح" يفاجئ الجميع بهذا الاعلان
وليل الثلاثاء (15 ابريل)، أعلن "مؤتمر حضرموت الجامع" في بيان عاجل أن "المجلس الانتقالي الجنوبي" يواصل ادخال مسلحين من محافظات عدن ولحج والضالع إلى ساحل حضرموت، لتفجير الوضع عسكريا، "حيث انه منذ يوم الجمعة 11 / أبريل / 2025م وحتى يوم الاثنين 14 / أبريل /2025 م، تجاوز عدد هؤلاء الأفراد (2500 فرد) مسلح".
تفاصيل: رسميا.. بدء الحرب خلال ساعات (اعلان)
يأتي هذا بعدما، أعلن "حلف قبائل حضرموت" تمكنه من اسقاط ما سماه "مشروع المجلس الانتقالي الجنوبي"، وأكد "نهاية الانتقالي الجنوبي"، في ختام "اللقاء العام لقبائل حضرموت"، الذي نظمه الحلف السبت (12 ابريل)، بمشاركة حاشدة لمشايخ حضرموت، واصدر اعلانا من 10 بنود اولها "تطبيق الحكم الذاتي لحضرموت بدعم سعودي".
تفاصيل: حلف حضرموت يعلن نهاية "الانتقالي"
سددت السعودية، رسميا، نهاية مارس، طعنة عسكرية قاتلة لـ "الانتقالي الجنوبي" ورئيسه عيدروس الزبيدي ومليشياته الممولة من الامارات، عبر اعلان التزامها رسميا بتعزيز "قوات حماية حضرموت"، من اطماع الامارات عبر "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته في السيطرة على محافظة حضرموت وثرواتها.
تفاصيل: السعودية تسدد طعنة قاتلة لـ "الانتقالي" !
سبق هذا كسر السعودية، رسميا "الانتقالي الجنوبي" الجمعة (21 مارس) باستقبال وزير الدفاع السعودي ومسؤول ملف اليمن خالد بن سلمان لرئيس "حلف قبائل حضرموت"، ردا على تهديدات الزُبيدي خلال زياراته للمحافظات الجنوبية، في تطور اعتبره مراقبون "صفعة قوية تعيد تحجيم الزُبيدي ومجلسه بعد تجاوزه حده".
تفاصيل: السعودية تكسر "الانتقالي" بهذا الاجراء !
وهبطت طائرة عسكرية تابعة للقوات الجوية السعودية، بمطار سيئون، الثلاثاء (18 مارس) وأقلت رئيس "حلف قبائل حضرموت" الشيخ عمرو بن حبريش العليي، وقائد قواته المستحدثة مبارك العوبثاني، إلى المملكة العربية السعودية. في زيارة بدعوة رسمية تهدف لبحث المستجدات في حضرموت، ومناقشة آليات تنفيذ مطالب وحقوق أبنائها".
جاءت الزيارة عقب اطلاق رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" عيدروس الزُبيدي لدى زيارته المكلا، منتصف مارس الفائت، تهديدا مباشرا إلى "حلف قبائل حضرموت" و"مؤتمر حضرموت الجامع" بالتصدي الحازم لهم "واستخدام القوة لحماية حضرموت"، بوصفها "عماد الدولة الجنوبية الفيدرالية" حسب تعبيره.
شاهد .. الزُبيدي يتعهد بفصل جنوب اليمن
قوبلت زيارة الزُبيدي الى حاضرة حضرموت الساحل، مدينة المكلا، والخاضعة لسيطرة مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي المسماة "النخبة الحضرمية"، باحتجاجات المواطنين وهتافات اطلقوها لدى عبور موكب الزُبيدي رددت "برع يا سرق"، وعبرت عن رفض استقبال الزُبيدي ومليشياته بحضرموت.
شاهد .. استقبال مُهين للزبيدي في المكلا (فيديو)
ونفذ عيدروس الزُبيدي، بداية شهر رمضان (مارس الفائت) زيارات إلى المحافظات الجنوبية، وسط احتجاجات شعبية على زيارته، والقى في كل محافظة خطابا، تعمد في جميعها تسويق نفسه رئيسا لما يسميه "دولة الجنوب" وتقديم وعود بالخدمات وانهاء انتهاكات مليشياته بزعم "بسط الامن والاستقرار".
تفاصيل: اهانات شعبية تطارد الزُبيدي (فيديوهات)
بدورها، وجهت السعودية، الاثنين (17 مارس) تحذيرا جديدا اعتبره مراقبون "تحذيرا أخيرا" إلى رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" عيدروس الزُبيدي، عقب خطابه التحريضي لمليشياته الممولة من الامارات، بالبدء في اسقاط محافظة حضرموت بزعم "حمايتها من قوى الارهاب والحفاظ على ثرواتها".
تفاصيل: تحذير سعودي اخير لـ "الزُبيدي" (وثيقة)
جاء التحذير السعودي، بعدما أعلن زعيم مليشيا "الانتقالي الجنوبي" الانقلابية والمتمردة على الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة المعترف بها دوليا، عيدروس الزُبيدي أن "حضرموت عمود الدولة الجنوبية القادمة، ولن نفرط بها وسندافع عنها" أمرا مليشياته باستكمال السيطرة على كامل حضرموت.
تفاصيل: صدور امر اسقاط هذه المحافظة !
وتتزامن هذه التطورات المتسارعة مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية بحضرموت على تردي الاوضاع العامة وتدهور الخدمات والظروف المعيشية واستمرار انهيار الريال، ومطالبات مؤيدي "حلف قبائل حضرموت" بتنفيذ مطالبه التي أقرها مجلس القيادة الرئاسي في يناير 2025م، أو "مباشرة وضع اليد على السلطة والثروة على الارض".
تفاصيل: الرئاسي يحسم مصير حضرموت (قرار)
لكن حضرموت تشهد بجانب تدهور الخدمات وغلاء المعيشة جراء انهيار قيمة الريال؛ توترا متصاعدا، جراء اصرار "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات على ضم المحافظة لسيطرته ومليشياته، ومواجهته رفضا شعبيا عبر التظاهرات وكذا المواجهات، واخرها تصدي قبيلة النموري لمحاولة الانتقالي انشاء معسكر جديد لمليشياته في الديس الشرقية.
تفاصيل: نمور حضرموت يتصدون لمليشيا "الانتقالي" (فيديو)
وبدورهم، أكد عسكريون وسياسيون، أن "اصرار الانتقالي الجنوبي بدفع اماراتي على بسط سيطرته ومليشياته على حضرموت، ورفض تواجد قوات الجيش الوطني وانتشار قوات ‘درع الوطن‘ الرئاسية المدعومة سعوديا، ينذر بمعركة حسم وشيكة". ولفتوا إلى أن "بيانات الانتقالي بهذا الشأن تشي بانقلاب جديد وتسير باتجاه التصعيد العسكري".
مشيرين إلى ان مجريات الاحداث تشي بـ "تدخل التحالف بقيادة السعودية لاحتواء التوتر المتصاعد في حضرموت قبل انفجار الموقف". لافتة إلى "تصاعد الخلافات السياسية والحدودية بين السعودية والامارات، قد ينفجر عسكريا على الاراضي اليمنية، بدءا من المحافظات الشرقية، وبخاصة محافظة حضرموت".
وعمَّدت الامارات إلى تمويل انشاء وتجنيد تشكيلات عسكرية في جنوب اليمن من ذوي الانتماء السلفي تمثلت في "الوية العمالقة الجنوبية" و"كتائب أبي العباس" في تعز، والوية مليشيات "الانتقالي الجنوبي"، ودفعت باتجاه سيطرتها على شبوة وحضرموت والمهرة، ما اعتبرته السعودية "تهديدا يمس امنها القومي".
بدورها، سعت السعودية، في مقابل تحركات الامارات ومليشياتها في اليمن، الى اتباع النهج الاماراتي نفسه، وعمدت مع بداية العام 2022 الى تمويل إنشاء ما بات يعرف باسم "قوات درع الوطن"، من سلفيي الجنوب لتكون قوات موازية لمليشيات الامارات السلفية باختلاف مسمياتها وتشكيلاتها المتعددة في جنوب اليمن.
وظلت السعودية تجاهر بمساعيها، منذ ما قبل بدء الحرب وتدخلها العسكري في اليمن بعمليات "عاصفة الحزم"، إلى مد انبوب إلى البحر العربي لتصدير النفط من منطقة خرخير الحدودية مع اليمن في الربع الخالي. وقد تصدت قبائل المهرة لعمليات مد الانبوب في نوفمبر 2018م وقابلتها القوات السعودية بإطلاق الرصاص الحي موقعة قتلى وجرحى.
شاهد .. تفاصيل اطلاق النار على المواطنين بالمهرة
بقيت محافظات حضرموت والمهرة وسقطرى بعيدات عن الانقلاب الحوثي العفاشي. لكن قوات التحالف السعودية الاماراتية سارعت للانتشار في المحافظات الثلاث، وانشاء قواعد عسكرية تضم قوات امريكية وبريطانية، على نحو دعا سياسيين بارزين في الشرعية اليمنية، الى الاعلان عن "اطماع التحالف في اليمن، موقعا وثروات".
يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى للسيطرة على ثروات المحافظات الشرقية النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها بالقوة.