السبت 2025/03/22 الساعة 08:48 ص

السعودية توجه صفعة قوية للزُبيدي (بيان)

العربي نيوز:

وجهت المملكة العربية السعودية، للتو، رسميا وعلى اعلى مستوى، اقوى صفعة لرئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، عيدروس الزُبيدي، اعتبرها مراقبون "صفعة قوية تعيد تحجيم الزُبيدي ومجلسه بعد تجاوزه حده".

جاء هذا باستقبال وزير الدفاع السعودي ومسؤول ملف اليمن، الامير خالد بن سلمان، لرئيس "حلف قبائل حضرموت" و"مؤتمر حضرموت الجامع" الشيخ عمرو بن حبريش، بعدما اقلته من حضرموت على متن طائرة سعودية عسكرية.

ونشر "حلف قبائل حضرموت" ليل الجمعة (21 مارس) على حائطه الرسمي بمنصة "فيس بوك" صورة اللقاء، وقال: "خلال اجتماعنا مع الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع في المملكة العربية السعودية الشقيقة في مدينة جده".

موضحا أن اللقاء جرى "مساء يوم الخميس 20 رمضان لهذا العام 1446هـ"، وأنه "تم مناقشة الأوضاع على مستوى اليمن عامة، وكانت حضرموت حاضرة بكل استحقاقاتها السياسية منها والأمنية والاحتياجات الخدمية الهامة".

وفقا لبيان اصدره رئيس "حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع"، عمرو بن حبريش عن اللقاء فقد: "التمسنا الصدق والجدية وكل ما يبشر بالخير الواعد، وان شاء الله تشهد هذه الملفات متغيرات إيجابية في المستقبل القريب".

وتابع: "وأننا من حضرموت لن نكون الا سندا وعونا لهذه النوايا المخلصة، ولهذه القيادة العربية الرشيدة في كل النوائب والمهام وبما يخدم الجميع ويحقق الاستقرار بكل ألوانه السياسي والأمني والاجتماعي" في اشارة لتهديدات "الانتقالي".

مختتما: "لهم منا جزيل الشكر وفائق الاحترام على كل ما حضينا به من معاملة حسنة واستقبال وتقدير، يعبر عن عمق الترابط الأخوي المشترك. حفظ الله المملكة قيادة وشعب ممثلة بالملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده ووزير الدفاع".

شاهد .. السعودية تدعم حبريش ضد الزُبيدي

وهبطت طائرة عسكرية تابعة للقوات الجوية السعودية، بمطار سيئون، الثلاثاء (18 مارس) وأقلت رئيس "حلف قبائل حضرموت" الشيخ عمرو بن حبريش العليي، وقائد قواته المستحدثة مبارك العوبثاني، إلى المملكة العربية السعودية.

وفقا لصحيفة "صوت حضرموت"، فأن "الشيخ عمرو بن حبريش وبرفقته قائد قوات حماية حضرموت اللواء مبارك أحمد العوبثاني اتجها إلى السعودية تلبيةً لدعوة رسمية من الأشقاء في ‎الرياض". من دون أن تورد تفاصيل اضافية.

شاهد .. طائرة سعودية تقل حبريش الى المملكة (صور)

لكن مصادر محلية متطابقة في محافظة حضرموت افادت بأن "الزيارة تهدف لبحث المستجدات في حضرموت، ومناقشة آليات تنفيذ مطالب وحقوق أبناء المحافظة، لضمان شراكتهم العادلة في السلطة والثروة". عقب تهديد "الانتقالي" حلف حضرموت.

والاثنين (17 مارس)، أعلن "حلف قبائل حضرموت" عن تأجيل لقاء كان دعا لعقده الأربعاء (19 مارس)، عقب بيانات اصدرتها مليشيا "الانتقالي" تهاجم القوى والمكونات الحضرمية المناوئة لسعي "الانتقالي" ضم حضرموت لسيطرته، وتهددها باستخدام القوة المسلحة ضدها.

تزامن، هذا مع اطلاق رئيس "حلف قبائل حضرموت" الشيخ عمرو بن حبريش، تصريحا قال فيه: إنهم في الحلف "لا يعترفون برئيس مجلس القيادة الرئاسي ولا بأعضاء المجلس" وأن "أي زيارة لهم غير مرحب بها ما لم يتم تمكين أبناء حضرموت من حقوقهم المشروعة بالشراكة".

ورد على اتهامات وتهديدات رئيس "الانتقالي" عيدروس الزُبيدي، بقوله: ""نحن في أرضنا، ليس لنا أطماع خارج حضرموت، ولا نحن متنفذون مثل الجهات المتنفذة الأخرى". وأردف: "من ينتقدوننا يجندون خارج الدولة، ولديهم معسكرات خارج الدولة، ولديهم أعلام غير أعلام الدولة".

مضيفا في كلمته المصورة: "يتطلع اهالي حضرموت الى بناء دولة مؤسسات ونظام وقانون ويكونون شركاء فيها بالسلطة والثروة. نحن مقتنعون بمواقفنا وبأرضنا وبالدفاع عنها" وتابع: "من يحق له أن ينتقد؟ من يطالب بأن يكون جزءًا من الدولة؟ أم من يختصر الدولة وينشئ المعسكرات؟".

وتابع قائلا: إن من يختصر الدولة وينشئ المعسكرات والقوى العسكرية والأرتال خارج مؤسسات الدولة ونظامها. هؤلاء لديهم طموح أن يحكموا، حتى باسم قبيلة أو دولة، يريدون دولة لهم". ورد على مزاعم "الانتقالي"، بقوله: إن "حلف القبائل هو من واجه تنظيم القاعدة وأمّن المنشآت النفطية".

جاءت تصريحات عمرو بن حبريش، بعد زيارة نفذها رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، عيدروس الزُبيدي إلى مدينة المكلا، قابلها المواطنون باحتجاجات وهتافات اطلقوها لدى عبور موكب الزُبيدي رددت "برع يا سرق"، وعبرت عن رفض استقبال الزُبيدي ومليشياته بحضرموت.

شاهد .. استقبال مُهين للزبيدي في المكلا (فيديو)

ونفذ عيدروس الزُبيدي، منذ بداية شهر رمضان (مارس الجاري) زيارات إلى المحافظات الجنوبية، وسط احتجاجات شعبية على زيارته، والقى في كل محافظة خطابا، تعمد في جميعها تسويق نفسه رئيسا لما يسميه "دولة الجنوب" وتقديم وعود بالخدمات وانهاء انتهاكات مليشياته بزعم "بسط الامن والاستقرار".

تفاصيل: اهانات شعبية تطارد الزُبيدي (فيديوهات)

حرص الزُبيدي في خطاباته التي القاها في كل محافظة جنوبية وصل اليها، وفي مدينة المكلا خصوصا، على التحريض ضد قوات الجيش والامن الحكومية بوصفها "قوى الاحتلال والارهاب"، وتهديد "حلف قبائل حضرموت"، وتبرير مشاركته بالمجلس الرئاسي بأنه "موقفت"، والتعهد بانفصال جنوب اليمن، حد قوله.

شاهد .. الزُبيدي يتعهد بفصل جنوب اليمن

ووجهت المملكة العربية السعودية، الاثنين (17 مارس) تحذيرا جديدا اعتبره مراقبون "تحذيرا أخيرا" إلى رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" عيدروس الزُبيدي، عقب خطابه التحريضي لمليشياته الممولة من الامارات، بالبدء في اسقاط محافظة حضرموت بزعم "حمايتها من قوى الارهاب والحفاظ على ثرواتها".

تفاصيل: تحذير سعودي اخير لـ "الزُبيدي" (وثيقة)

جاء التحذير السعودي، بعدما أعلن زعيم مليشيا "الانتقالي الجنوبي" الانقلابية والمتمردة على الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة المعترف بها دوليا، عيدروس الزُبيدي أن "حضرموت عمود الدولة الجنوبية القادمة، ولن نفرط بها وسندافع عنها" أمر مليشياته باستكمال السيطرة على كامل حضرموت.

تفاصيل: صدور امر اسقاط هذه المحافظة !

وتتزامن هذه التطورات المتسارعة مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية في مدينة المكلا، على تردي الاوضاع العامة وتدهور الخدمات والظروف المعيشية واستمرار انهيار الريال، ومطالبات الموالين لحلف قبائل حضرموت" بتنفيذ مطالب الحلف التي أقرها مجلس القيادة الرئاسي في يناير الفائت، أو "مباشرة السيطرة على حضرموت".

تفاصيل: الرئاسي يحسم مصير حضرموت (قرار)

لكن حضرموت تشهد بجانب تدهور الخدمات وغلاء المعيشة جراء انهيار قيمة الريال؛ توترا متصاعدا، جراء اصرار "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات على ضم المحافظة لسيطرته ومليشياته، ومواجهته رفضا شعبيا عبر التظاهرات وكذا المواجهات، واخرها تصدي قبيلة النموري لمحاولة الانتقالي انشاء معسكر جديد لمليشياته في الديس الشرقية.

تفاصيل: نمور حضرموت يتصدون لمليشيا "الانتقالي" (فيديو)

وبدورهم، أكد عسكريون وسياسيون، .أن "اصرار الانتقالي الجنوبي بدفع اماراتي على بسط سيطرته ومليشياته على محافظة حضرموت، ورفض تواجد قوات الجيش الوطني وانتشار قوات درع الوطن الرئاسية، ينذر بمعركة حسم وشيكة". ولفتوا إلى أن "بيانات الانتقالي بهذا الشأن تشي بانقلاب جديد وتسير باتجاه التصعيد العسكري".

مشيرين إلى ان مجريات الاحداث تشي بـ "تدخل التحالف بقيادة السعودية لاحتواء التوتر المتصاعد في حضرموت قبل انفجار الموقف". لافتة إلى "تصاعد الخلافات السياسية والحدودية بين السعودية والامارات، قد ينفجر عسكريا على الاراضي اليمنية، بدءا من المحافظات الشرقية، وبخاصة محافظة حضرموت".

وعمَّدت الامارات إلى تمويل انشاء وتجنيد تشكيلات عسكرية في جنوب اليمن من ذوي الانتماء السلفي تمثلت في "الوية العمالقة الجنوبية" و"كتائب أبي العباس" في تعز، والوية مليشيات "الانتقالي الجنوبي"، ودفعت باتجاه سيطرتها على شبوة وحضرموت والمهرة، ما اعتبرته السعودية "تهديدا يمس امنها القومي".

بدورها، سعت السعودية، في مقابل تحركات الامارات ومليشياتها في اليمن، الى اتباع النهج الاماراتي نفسه، وعمدت مع بداية العام 2022 الى تمويل إنشاء ما بات يعرف باسم "قوات درع الوطن"، من سلفيي الجنوب لتكون قوات موازية لمليشيات الامارات السلفية باختلاف مسمياتها وتشكيلاتها المتعددة في جنوب اليمن.

وظلت السعودية تجاهر بمساعيها، منذ ما قبل بدء الحرب وتدخلها العسكري في اليمن بعمليات "عاصفة الحزم"، إلى مد انبوب إلى البحر العربي لتصدير النفط من منطقة خرخير الحدودية مع اليمن في الربع الخالي. وقد تصدت قبائل المهرة لعمليات مد الانبوب في نوفمبر 2018م وقابلتها القوات السعودية بإطلاق الرصاص الحي موقعة قتلى وجرحى.

شاهد .. تفاصيل اطلاق النار على المواطنين بالمهرة 

بقيت محافظات حضرموت والمهرة وسقطرى بعيدات عن الانقلاب الحوثي العفاشي. لكن قوات التحالف السعودية الاماراتية سارعت للانتشار في المحافظات الثلاث، وانشاء قواعد عسكرية تضم قوات امريكية وبريطانية، على نحو دعا سياسيين بارزين في الشرعية اليمنية، الى الاعلان عن "اطماع التحالف في اليمن، موقعا وثروات".

يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى للسيطرة على ثروات المحافظات الشرقية النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها بالقوة.