العربي نيوز:
اقدمت قوات "درع الوطن" التابعة لرئيس مجلس القيادة الرئاسي القائد الاعلى للقوات المسلحة والامن، على خطوة غير مسبوقة وغير متوقعة، واستجابت لأول مرة، إلى دعوة اطلقتها جماعة الحوثي الانقلابية، بشأن فتح الطرقات المغلقة جراء الحرب المتواصلة للسنة العاشرة تواليا.
أكد هذا في بيان صادر عن اللواء الرابع من الفرقة الثالثة لقوات "درع الوطن"، اعلن عن "إعادة فتح طريق المحلحل في محافظة أبين" مع تحديد مجموعة من الإجراءات الضرورية التي يجب الالتزام بها من جميع مستخدمي الطريق، للحد من الأنشطة غير القانونية وتعزيز الأمن المحلي".
وشملت الاجراءات التي اعلنتها قوات "درع الوطن" ستة اشتراطات وتحذيرات رئيسة، ضمت: "منع تهريب الاسلحة، حظر تهريب المشتقات النفطية، منع تهريب المهاجرين الافارقة غير الشرعيين، محاربة تهريب المخدرات، منع نقل الأشخاص مجهولي الهوية، وتحديد مواعيد محددة للعبور".
وفق بيان "درع الوطن" الذي حصلنا على نسخة منه، فإنه "سيتم منع مرور أي أسلحة عبر الطريق، مع مصادرة أي أسلحة يتم ضبطها واتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة ضد المخالفين". موضحا أن "هذه الخطوة تُعد جزءًا من الجهود المبذولة للحفاظ على السلم الأهلي ومنع العنف المسلح في المنطقة".
مضيفا: "يشمل القرار منع تهريب أي مواد بترولية أو مشتقات نفطية عبر الطريق، في إطار محاربة التجارة غير القانونية التي تضر بالاقتصاد المحلي". وأردف: "لن يسمح بمرور المهاجرين الأفارقة المعروفين بالأحباش عبر الطريق، وذلك في خطوة تهدف للحد من تدفق المهاجرين غير القانونيين".
وتابع بيان "درع الوطن" قائلا: "يمنع نقل الأفراد الذين لا يحملون وثائق هوية معترف بها أو المتنقلين بشكل غير موثق عبر سيارات المواطنين". معلنا أن الاجراءات ستشمل أيضا "رقابة مشددة على تهريب المخدرات والمواد المحظورة، من أجل تقليل هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد المجتمع والأمن".
ونوه البيان إلى أن السماح بالعبور من طريق المحلحل، سيكون مقيدا بمواعيد "وسيتم تنظيم العبور وفقًا لجدول زمني محدد، حيث يُسمح بالتنقل عبر الطريق من الساعة 6 صباحًا حتى الساعة 10 مساءً فقط. هذا التوقيت يهدف لضمان سلامة الجميع ومنع حركة المرور غير المنظمة خلال الليل".
مؤكدا في المقابل "أن أي مخالفة لهذه الشروط قد تؤدي إلى إغلاق الطريق بشكل كامل" وأن "قوات درع الوطن ستتخذ إجراءات صارمة ضد المخالفين". داعيا جميع المواطنين، خاصة رجال القبائل، إلى "التعاون الكامل مع هذه الإجراءات، من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، وحماية المصلحة العامة".
من جانبها، سارعت جماعة الحوثي الانقلابية، إلى الاحتفاء بما اعتبرته "نجاح المبادرة" المعلنة من جانبها لفتح الطرقات العامة المغلقة جراء تداعيات الحرب المتواصلة للسنة العاشرة على التوالي. وبثت تقارير مصورة لعملية اعادة فتح طريق عقبة المحلحل الرابطة بين محافظتي البيضاء وأبين.
شاهد .. فتح طريق المحلحل بين البيضاء وابين (فيديو)
وأحرجت جماعة الحوثي الانقلابية، "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات بإعلان مبادرة جديدة وجريئة تتعلق بفتح الطرق الرابطة بين محافظات سيطرة الجماعة والمحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرة مليشيا "الانتقالي"، والتي تجني منها ايرادات مالية جمركية هائلة.
جاء هذا في بيان أصدرته ليل الخميس (13 مارس) سلطات جماعة الحوثي في محافظة ابين، وأعلنت فيه: أنها "أعادت فتح طريق عقبة المحلحل وتبدي استعدادها لفتح طريق عقبة ثرة، التي تربط بين محافظتي أبين والبيضاء، بهدف تخفيف معاناة المواطنين". حسب تعبيرها.
ونقلت وكالة الانباء "سبأ" التابعة لسلطات جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء، عن البيان: "نعلن انفتاحنا أمام كل المبادرات المحلية التي تسهم في إنهاء معاناة المواطنين، ودعمنا لكافة المبادرات القبلية الهادفة إلى فتح الطرقات العامة في المحافظة والمحافظات المجاورة".
مضيفة في إلقاء الكرة بمرمى "الانتقالي": "نؤكد الاستعداد التام للتنسيق بشأن فتح طريق عقبة ثرة الاستراتيجية الرابطة بين محافظتي البيضاء وأبين، في حال وافقت الاطراف الاخرى على هذه المبادرة التي تهدف لرفع معاناة شريحة واسعة من المواطنين".
وتابعت في ادانة "الانتقالي" بعرقلة فتح العقبتين: "سبق وأن أعلنا عن فتح طريق ثرة من طرف واحد لتخفيف معاناة المواطنين، إلا أن الأطراف الأخرى لم تستجب لهذه المبادرة". واختتمت بـ "دعوة الاطراف الاخرى للتعامل مع المبادرة بعقلانية ومسؤولية".
شاهد .. اعلان حوثي يحرج "الانتقالي"
يأتي الاعلان الحوثي في وقت يشكو المواطنين في محافظتي البيضاء وابين، من معاناة كبيرة تستنزف الجهد والوقت والمال، جراء استمرار اغلاق عقبتي "المحلحل" و"ثرة"، والاضطرار لسلك طرق بديلة صخرية وعرة، ودفع التعرفة الجمركية اضعافا مضاعفة.
وسبق أن رفعت قبائل محافظتي البيضاء وأبين مناشدات متعاقبة إلى جميع الاطراف تطالبهم بالاتفاق على فتح طريق "المحلحل" و"ثرة"، وتناشد مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية و"الانتقالي الجنوبي" التجاوب مع اعلانات جماعة الحوثي بهذا الشأن.
لكن "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، تصر على ابقاء الطريقين مغلقتان، وسط اتهامات قبلية بأن "الانتقالي يغلب مصالحه ويافع على مصالح المواطنين وقبائل ابين"، ويصر على "استمرار جني ايرادات جمركية هائلة تجبيها المليشيا مرتين في منافذ الطرق البديلة".
وسبق أن رفض "الانتقالي الجنوبي" رسميا، مساعي جماعة الحوثي عبر لجنة وساطة مجتمعية وقبلية لفتح الطريق بين دمت والضالع، في (12 مارس 2024م)، بدعوى أن "فتح الطرقات المغلقة يجب أن يتم وفق ترتيبات مسبقة واتفاقات موقعة وضمانات دولية وأممية".
قابلت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" وفد لجنة الوساطة المدنية وجماعة الحوثي والتجمعات القبلية المرافقة لدى الشروع في فتح طريق "صنعاء-عدن" عبر محافظة الضالع، بإطلاق كثيف للنيران في قرية "الزيلة" بمنطقة مريس، ما اسفر عن وفاة حامل الراية البيضاء.
تفاصيل: وفاة حامل الراية البيضاء في الضالع (صور)
يشار إلى أن الحرب المتواصلة للسنة العاشرة، القت بتداعيات كبيرة على كواهل المواطنين، اقتصاديا وخدميا ومعيشيا، ويأتي اغلاق الطرقات على خطوط تماس الجبهات، ابرز اوجه المعاناة المريرة التي يتجرعها المواطنون في التنقل وبالمثل حركة نقل السلع والبضائع.