العربي نيوز:
شهدت الحدود اليمنية البرية مع المملكة العربية السعودية، مذبحة كبرى، مروعة وشنيعة، غير متوقعة ولا مسبوقة، فجعت ملايين اليمنيين وأدمت قلوبهم، خصوصا مع تجاهل الحكومة اليمنية المعترف بها ما حدث ويحدث في منفذ الوديعة الحدودي منذ ايام.
وأكد آلاف المزراعين اليمنيين ومصدرو البصل اليمني الاحمر، الى المملكة العربية السعودية، أنهم تفاجأوا بـ "تعرضهم لإبتزاز مالي وفرض جبايات باهظة عليهم في منفذ الوديعة الحدودي بين اليمن والمملكة، من دون أي وجه حق وبطرق مخالفة للقانون".
موضحين في شكوى تقدموا بها لمدير عام منفذ الوديعة الحدودي، وتداولها ناشطون على نطاق واسع بمنصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي، أنه "يتم فرض مبلغ 2000 ريال سعودي عن كل شاحنة، بعد أن كان يفرض عليهم مبلغ 1000 ريال سعودي".
وذكر تجار تصدير البصل اليمني في شكواهم: أن "قائد كتيبة اللواء 141 عمير مرشد العزب مع مسلحيه يقودون عملية فرض الجبايات غير القانونية والتعسفية بحق مصدري البصل". منوهين إلى انهم "خاطبوا الجهات المعنية مرارًا لوقف هذه التجاوزات".
مؤكدين أن شكواهم لم تجد تفاعلا من الجهات الحكومية المعنية في المنفذ و"أن الوضع لا يزال كما هو". واشاروا إلى أنهم بصدد "تقديم شكاوى رسمية إلى الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، ووزارة الصناعة والتجارة، والنائب العام لمحاسبة مرتكبي هذه التجاوزات".
ووجه تجار ومصدري البصل اليمني الى السعودية، بختام رسالة شكواهم لمدير منفذ الوديعة "مناشدة السلطات المعنية التدخل العاجل لوقف هذه الممارسات". محذرين من أن "استمرارها سيؤدي إلى خسائر كارثية للقطاع الزراعي في اليمن، تفاقم معاناته الكبيرة".
في المقابل، خلا لقاء رئيس مجلس الوزراء الدكتور احمد عوض بن مبارك مع مدير عام منفذ الوديعة الحدودي، عامر الصيعري، من أي تطرق لشكوى مصدري البصل اليمني، واحتجاجاتهم المتواصلة في المنفذ، ما زاد من سخط المزارعين والمصدرين للبصل.
ونقلت وكالة الانباء الحكومية (سبأ) أن رئيس مجلس الوزراء احمد بن مبارك خلال لقائه الأربعاء (4 مارس) مدير عام منفذ الوديعة، الصيعري، "وجّه باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع ازدحام وتكدّس المسافرين في منفذ الوديعة الحدودي بين اليمن والسعودية".
مضيفة: "وشدّد بن مبارك، خلال لقائه في العاصمة المؤقتة عدن، مدير منفذ الوديعة عامر الصيعري، على مضاعفة الجهود لحلّ مشاكل تكدّس المسافرين، والعمل من أجل ضمان وصولهم إلى المنفذ السعودي بسهولة ويُسر". دون اي اشارة لأزمة مصدري البصل.
وأفادت بأن "مدير منفذ الوديعة الصيعري اطلع رئيس الوزراء، على وضع المنفذ والمعوقات والعراقيل التي تؤدي إلى تكدّس المسافرين، وآليات حلّها. وأكّد أن أعمال تطوير وتأهيل المنفذ سيتم الانتهاء منها في عيد الأضحى المبارك، ما سيساهم في إحداث نقلة نوعية".
من جانبهم وصف سياسيون واقتصاديون في تعليقهم على أزمة الجبايات التعسفية المفروضة على مصدري البصل بأنه "مذبحة دامية للدولة والقانون". مشيرين إلى أن "الاقتصاد اليمني يوشك أن ينهار والعملة اليمنية تواصل الانهيار وقطاع الزراعة لا يحتمل المزيد".
يشار إلى أن منفذ الوديعة الحدودي، هو المنفذ البري الوحيد بين اليمن والمملكة بعد اغلاق منفذ الطوال، جراء الحرب، ويشهد ازدحاما دائما يتسبب بمعاناة المسافرين والمعتمرين بجانب عراقيل وجبايات تعسفية تعترض المزارعين ومصدري المنتجات الزراعية اليمنية.