العربي نيوز:
هزت فضيحة مجلجلة قيادات المليشيا الانقلابية، واجبرتها على التراجع عن المضي في اجراءات اكتساب شهادات أكاديمية وواجهات علمية مزيفة لها وتجميد مساعيها لاكتساب شهادات ودرجات علمية اكاديمية، عقب فضيحة احد ابرز هذه القيادات بواقعة تزوير وسرقة رسالة علمية لنيل درجة الماجستير.
جاء هذا بعدما قرر مجلس جامعة عدن، بالاجماع، الغاء درجة الماجستير الممنوحة للقيادي البارز في "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وعضو هيئة رئاسته، والمُعين وكيلا مساعدا لمحافظ عدن، عبدالرؤوف السقاف، لثبوت سرقته رسالة الماجستير عنوانا ومضمونا عن طالب اخر.
كما قرر مجلس جامعة عدن، بإيقاف الدكتور علي ابو بكر الزامكي المشرف على رسالة الماجستير المقدمة باسم القيادي بالانتقالي عبدالرؤوف السقاف، عن الإشراف على الرسائل العلمية وإحالته للتحقيق، بعد اكتشاف تطابق كبير بين رسالتي ماجستير أُعدّتا بإشرافه لباحثين مختلفين.
شاهد .. قرارات حازمة لمجلس جامعة عدن
والاثنين (3 مارس) أصدر رئيس جامعة عدن قرارًا بإقالة الدكتور علي أبو بكر الزامكي من منصبه كنائب في عمادة كلية العلوم الإدارية للشؤون الأكاديمية، عقب الفضيحة التي شهدتها الجامعة وثبوت سرقة رسالة ماجستير لقيادي في مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعومة إماراتيا.
مصادر أكاديمية، في جامعة عدن، أفادت بأن رئيس الجامعة أصدر قرارا بإقالة الدكتور الزامكي من عمادة كلية العلوم الإدارية وتعيين الدكتورة حكمت صلاح علي علان خلفًا له، على خلفية تجاوزات أكاديمية تتعلق بالإشراف على رسالتي ماجستير متطابقتين، ولضمان نزاهة البحث العلمي بالجامعة.
ونوهت إلى أن عددا من القيادات المحسوبة على "المجلس الانتقالي الجنوبي"، بادرت إلى تجميد وسحب رسائل علمية كانت تقدمت بها لنيل درجات اكاديمية بين الماجستير والدكتوراه، عقب انكشاف واقعة سرقة رسالة ماجستير حرفيا ونسبها لاحد قيادات المجلس (السقاف)، والغاء منح الماجستير له.
يأتي هذا بعدما نشر الباحث علي عبدالله الشاعري شكوى عن سرقة رسالته لنيل الماجستير حرفيا من جانب الوكيل المساعد لمحافظة عدن وعضو هيئة رئاسة "الانتقالي الجنوبي"، عبدالرؤوف السقاف، مستغلا مساعدته بمرض والدته، قبل ان يتم اجباره على حذف شكواه من على حسابه بمنصة "فيس بوك".
شاهد .. باحث يمني يفضح قيادي في "الانتقالي"
لكن ناشطين يمنيين وثقوا تسجيلا صوتيا للباحث اليمني علي عبدالله الشاعري، بتفاصيل واقعة سرقة رسالته لنيل الماجستير، قبل اجباره على حذف شكواه من على حائطه الرسمي بمنصة "فيس بوك"، تحت تهديد القيادي في "الانتقالي الجنوبي" عبدالرؤوف السقاف، ومرافقيه في مليشيا "الانتقالي".
شاهد .. تسجيل يكشف فضيحة قيادي في "الانتقالي"
وتتواصل مظاهر الفوضى والعبث الاداري والمالي، والانتهاكات من مليشيا "الانتقالي الجنوبي" لحرمات المواطنين وحقوقهم، وكان من بين ابرزها اعتقال العشرات من المحتجين على تدهور الاوضاع الخدمية والمعيشية والاقتصادية ، بدعوى أنهم "عناصر مندسة في خلية لاسقاط عدن" حسب زعم المليشيا.
تفاصيل: المليشيا تنفذ مداهمات واعتقالات بالجملة
تأتي الاقتحامات والاعتقالات والاغتيالات، عقب ايام على إضطرار رئيس ما يسمى "الدائرة الامنية" في "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، أحمد حسن المرهبي، للفرار امام اثبات القضاء سلسلة جرائمه المروعة بحق المواطنين، واللحاق بيسران المقطري قائد ما يسمى "قوات مكافحة الارهاب" التابعة لـ "الانتقالي".
تفاصيل: فرار رئيس أمنية "الانتقالي" لهذه الدولة
وتتابع هذه التطورات، بعد تسليم الامارات، إدارة عشرات الألوية لمليشياتها المحلية في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات الجنوبية إلى احد ابرز قياداتها الذي يوصف بأنه "اخر اقوى رجالها في جنوب اليمن"، إثر فضيحة اختطاف المقدم علي عشال، اخر ضحايا جرائم اختطافات مليشيا "الانتقالي" واغتيالاتها.
تفاصيل: الامارات تسلم امن الجنوب لرجلها الاخير
دأبت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" على قمع وتكميم افواه منتقدي فسادها وجرائمها ونفوذ الامارات بمئات الاغتيالات والمداهمات والاختطافات والاعتقالات في سجون غير قانونية وسرية أبرزها في معسكر النصر بمديرية خور مكسر وسجن بئر احمد وقاعة وضاح، وغيرها من السجون المكتظة بآلاف المعتلقلين والمخفيين قسرا.
مولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.
وعقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.
بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.
ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم شبوة نهاية العام 2021م.
تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.
وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي".
تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)
عمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين والعيب الاسود، شملت اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء.
وأطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي عبداللطيف السيد.
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.