الجمعة 2025/10/31 الساعة 04:48 ص

اعتقال ضابط ارتكب فضيحة! (فيديو)

العربي نيوز:

اتخذت وزارة الداخلية، اجراء غير مسبوق، واعتقلت ضابطا برتبة نقيب وجمع الجنود العاملين معه، على خلفية ارتكابه فعلا فاضحا وجريما يعاقب عليها القانون، و"تتنافى مع قيم الانضباط والمسؤولية"، بتقطعه لشاحنات النقل وابتزاز سائقيها والاعتداء عليهم، في ابين.

أكدت حدوث الواقعة إدارة أمن أبين، الخميس (30 اكتوبر)، وأعلنت في بيان لها، عن أن "أجهزة الأمن ضبطت قائد وأفراد نقطة الفيض الأمنية في منطقة أمعين بمديرية لودر، التي تعرض فيها المواطن المصري للابتزاز والاعتداء، وجرى ضبطهم، وإيداعهم السجن".

وانتشر على منصات التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، يظهر فيه لحظة التقطع لشاحنة بنقطة الفيض ومشهد فيديو لحظة تعرض سائق شاحنة نقل مصري، للاعتداء، والتلفظ بألفاظ جارحة، واتهامات باطلة، ووصفها أمن أبين بأنها "تتنافى مع قيم الانضباط والمسؤولية".

في المقابل، نشرت إدارة أمن أبين على حائطها بمنصة "فيس بوك" مشهد فيديو، للحظة القبض على الضابط المتورط في عملية التقطع ويدعى النقيب صالح علي العميري (أبو قحطان)، مع جميع أفراده، وسيطرة أجهزة الامن على نقطة التفتيش الامنية بمديرية لودر على الخط الدولي.

في السياق، أعلنت وزارة الداخلية عن "تشكيل وزير الداخلية ابراهيم حيدان، لجنة متخصصة للتحقيق في حوادث التقطعات في أبين، برئاسة اللواء الركن محمد مساعد الأمير وكيل قطاع الأمن والشرطة، وعضوية الوكيل المساعد لعمليات الشرطة، ومدير عام البحث الجنائي.

وأفاد الموقع الالكتروني لوزارة الداخلية، الخميس (29 اكتوبر) بأن اللجنة التي شكلها وزير الداخلية "باشرت مهمتها اليوم (الخميس) وستختص بمباشرة التحقيق الميداني وجمع الاستدلالات حول وقائع التقطعات، ورفع تقرير مفصل وشامل بالنتائج والتوصيات لقيادة الوزارة".

يأتي هذا في ظل تصاعد مظاهر الفوضى والانفلات الامني والإداري والمالي، في عدن ومدن ومحافظات سيطرة مليشيا "الانتقالي الجنوبي"، وتفاقم الاعتداءات على المواطنين وحرمات منازلهم واراضيهم واراضي الدولة والنهب للايرادات العامة للدولة، وجرائم الاغتيالات والاختطافات والاعتقالات خارج القانون، من دون ضبط الجناة.

وعمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات جنوب البلاد بغطاء "مكافحة الارهاب"، وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين بما فيها "العيب الاسود"، عبر اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال المواطنين الابرياء، المعارضين استبدادها وفسادها.

كما أطلقت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بينهم القيادي عبداللطيف السيد.

تبنت الامارات، جمع الآلاف من عناصر تنظيم "القاعدة" في جنوب اليمن، لتشكيل مليشيات "مقاومة جنوبية" إبان حرب عدن 2015م، ضمت قيادات سلفية "جامية" جنوبية بارزة امثال: هاني بن بريك، وعبدالرحمن المحرمي، ومحسن الوالي، وحمدي شكري، وعبداللطيف السيد، وبسام المحضار، وغيرهم.

تفاصيل: الامارات تمول "القاعدة" باليمن (وثيقة)

ومولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها العسكرية في "التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن" نهاية مارس 2015م؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد محاولة فصل جنوب اليمن عن دولة الوحدة.

عقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.

بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.

ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى (يونيو 2020م)، ووصولا إلى السيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم محافظة شبوة نهاية العام 2021م.

تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن، واستمرار انهيار قيمة العملة الوطنية.

وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي الجنوبي".

تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)

يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.