العربي نيوز:
تشهد محافظة حضرموت، حالة غليان شعبي وقبلي غير مسبوقة، تجاوزت الاحتجاجات إلى اعلان بيانات تتضمن تهديدا ووعيدا قبليا بتحرك وتمرد واسع يشمل اقتحام السجون وإدارات الامن وتحرير المعتقلين على خلفية ارائهم ومواقفهم من مليشيا "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات.
وأمهلت قبائل آل الديني في حضرموت، السلطات الامنية ومليشيا "الانتقالي" اربعا وعشرين ساعة لإطلاق سراح رئيس تحرير صحيفة "اخبار حضرموت" ومدير تحرير موقع "مراقبون برس" عماد الديني، الذي اقتحمت منزله بالمكلا فجر الخميس وروعت اطفاله بالاعتداء عليه واختطافه.
تفاصيل: المليشيا تفزع حيا بحملة اعتقال مروعة
بالتوازي، شهدت مدينة المكلا اليوم السبت (22 فبراير) احتجاجات شعبية على استمرار اختطاف مليشيا "الانتقالي الجنوبي"، بسام باحشوان، منذ أكثر من شهرين دون معرفة مكان احتجازه أو التهم الموجهة إليه، وبطريقة تعسفية ومخالفة للقوانين والأعراف، وتتجاوز السلطات الامنية الحكومية.
وطالبت أسرة باحشوان والمشاركون في الوقفة الاحتجاجية بـ "الإفراج الفوري عن سالم باحشوان". داعين في بيان "المجتمع المحلي والدولي إلى التحرك الفوري لإنهاء معاناة المختطف وأسرته، التي لم تتلق منذ اختطافه بتاريخ 3 ديسمبر 2024، أي معلومات عن مكان احتجازه أو التهم الموجهة إليه".
مؤكدة أن "ما تعرض له بسام باحشوان من مداهمة منزله أمام أسرته واعتقاله بطريقة وحشية يعكس انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان والقانون، ويمثل تعديًا سافرًا وغير مقبول على كرامة المواطنين وأمنهم في حضرموت". مشيرة إلى "عجز اللجنة الامنية بالمحافظة بحجة ان قوات الاختطاف لا تخضع لها".
وحمَّل البيان ما يسمى قوات "الدعم الأمني"، التابعة لقوات التحالف في الساحل بقيادة دولة الإمارات "المسؤولية الكاملة عن سلامة بسام باحشوان، والكشف الفوري عن مكان احتجازه". مؤكدا أن "الرفض القاطع لتحويل حضرموت إلى منطقة لانتهاكات حقوق الإنسان أو ساحة لتصفية الحسابات الخارجية".
يأتي هذا في وقت تصدر "الانتقالي الجنوبي" الانفصالي التابع للامارات ومليشياته، اطراف الحرب في اليمن، على صعيد انتهاك حقوق الانسان والمواطنة وفي مقدمها حرية التعبير، عبر تنفيذه جرائم اختطافات واعتقالات واغتيالات للسياسيين والاعلاميين والناشطين بمناطق سيطرته.
أكدت هذا تقارير سنوية لمنظمات حقوقية متخصصة محلية واقليمية، اخرها، تقرير مرصد الحريات الإعلامية، لشهر اكتوبر 2024م، أكد توثيق العديد من الانتهاكات ضد صحفيين يمنيين في اليمن، أغلبها وقعت في مناطق الحكومة ومليشيا الانتقالي المدعومة إماراتيا.
وقال التقرير الشهري للمرصد "إنه رصد خلال أكتوبر الماضي 6 انتهاكات بحق صحفيين، بينها 5 انتهاكات منسوبة للحكومة اليمنية والأطراف المتواجدة في مناطق سيطرتها، وحالة واحدة ضد مجهولين". وأكد أن "8 صحفيين ما يزالون قيد الاعتقال بمناطق الحكوم".
مضيفا: إن "الانتهاكات توزعت بين حالتي اعتقال، وحالة احتجاز واحدة، وحالتي استجواب ومحاكمة صحفيين على خلفية نشاطهم الإعلامي، وحاله تهديد". وأردف: اعتقلت السلطات في عدن الصحفي محمد اليزيدي 15 يوما بشكوى من عضو الرئاسي فرج البحسني".
وتابع: إن الصحفي محمد اليزيدي، كان “قد ترك محافظة حضرموت إلى عدن لمواصلة عمله، خوفاً على حياته بعد تعرضه لحملة تهديد وملاحقة من قبل الجهات الامنية بحضرموت خلال فترة حكم اللواء فرج البحسني محافظا لمحافظة حضرموت". وقائدا للمنطقة العسكرية.
مؤكدا أن “8 صحفيين ما يزالون قيد الاعتقال وهم: “وحيد الصوفي، محمد المقري، ناصح شاكر، نبيل السداوي، أحمد ماهر، فهد الأرحبي، محمد المياحي، ومحمد الحطامي”، بعضهم يقبعون خلف القضبان منذ أكثر من تسعة أعوام، بينما ثلاثة منهم مختفين قسريًا".
والاربعاء (20 نوفمبر) نفذ قائد مليشيا "الانتقالي الجنوبي" في محافظة شبوة، علي مجور، حملة قمع للمعلمين والمعلمات شملت الاعتداء على معلمين ومعلمات نفذوا وقفة احتجاجية صباح الاربعاء (20 نوفمبر) أمام مقر السلطة المحلية بمدينة عتق للمطالبة برواتبهم".
تفاصيل: قيادي بالمليشيا يجلد معلمين ! (فيديو)
يترافق هذا مع مواصلة مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، منذ أيام، تنفيذ حملة مداهمات واسعة لمنازل المواطنين في العاصمة المؤقتة عدن، واعتقال الشباب والمواطنين المشاركين في احتجاجات تدهور الاوضاع، بتهمة "المشاركة بمخطط تخريبي يسعى إلى اسقاط عدن" حد زعمها.
تفاصيل: المليشيا تنفذ مداهمات واعتقالات بالجملة
وتتواصل مظاهر الانفلات الامني وانتهاكات مليشيا "الانتقالي الجنوبي" لحرمات المواطنين وحقوقهم، وكان من بين ابرزها اقتحامها منزل الناشطة العدنية حمدة مبروك، نائب رئيس دائرة المرأة في منتدى أبناء عدن والجنوب المهجرين قسرياً، ومحاولة اختطافها، على خلفية انتقادها "الانتقالي".
تفاصيل: المليشيا تقتحم منزل امرأة بالعاصمة (فيديو)
تأتي هذه الاقتحامات والاعتقالات، عقب إضطرار رئيس ما يسمى "الدائرة الامنية" في "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، أحمد حسن المرهبي، للفرار امام اثبات القضاء سلسلة جرائمه المروعة بحق المواطنين، واللحاق بيسران المقطري قائد ما يسمى "قوات مكافحة الارهاب" التابعة لـ "الانتقالي".
تفاصيل: فرار رئيس أمنية "الانتقالي" لهذه الدولة
وتتابع هذه التطورات، بعد تسليم الامارات، إدارة عشرات الألوية لمليشياتها المحلية في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات الجنوبية إلى احد ابرز قياداتها الذي يوصف بأنه "اخر اقوى رجالها في جنوب اليمن"، إثر فضيحة اختطاف المقدم علي عشال، اخر ضحايا جرائم اختطافات مليشيا "الانتقالي" واغتيالاتها.
تفاصيل: الامارات تسلم امن الجنوب لرجلها الاخير
دأبت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" على قمع وتكميم افواه منتقدي فسادها وجرائمها ونفوذ الامارات بمئات الاغتيالات والمداهمات والاختطافات والاعتقالات في سجون غير قانونية وسرية أبرزها في معسكر النصر بمديرية خور مكسر وسجن بئر احمد وقاعة وضاح، وغيرها من السجون المكتظة بآلاف المعتلقلين والمخفيين قسرا.
مولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.
وعقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.
بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.
ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم شبوة نهاية العام 2021م.
تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.
وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي".
تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)
عمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين والعيب الاسود، شملت اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء.
وأطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي عبداللطيف السيد.
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.