العربي نيوز:
فقدت المملكة العربية السعودية، في اليمن، جنودا تابعين للقوات المشتركة، في كمين مسلح نصبه مسلحون مجهولون، أوقع قتيلا وجرحى اخرين، جرى اسعافهم الى مشفى في المملكة لتلقي العلاج، إثر استهدفهم اثناء سيرهم في طريق "العبر-شبوة" بمحافظة حضرموت.
وأفادت مصادر عسكرية ومحلية متطابقة أن مسلحين مجهولين نصبوا كمينا مسلحا لآلية تابعة للفرقة الثانية من قوات "درع الوطن" الممولة من المملكة العربية السعودية، على طريق "العبر-شبوة"، ادى الى اشتباكات مع الجنود في الآلية (صهريج مياه) اسفرت عن مقتل جندي واصابة اثنين.
موضحة أن "اشتباكات اندلعت ظهر الجمعة، بعد اعتراض مسلحين الالية العسكرية التابعة لقوات درع الوطن وتوجيه أسلحتهم على الجنود التي بداخلها ومطالبتهم بتسليم السيارة. واسفرت الاشتباكات عن مقتل الجندي سالم احمد باقديم واصابة جنديين جرى اسعافهم إلى احد مشافي المملكة".
وذكرت المصادر العسكرية والمحلية المتطابقة في محافظة حضرموت، أن "الاشتباكات اسفرت ايضا عن اصابة اثنين من المهاجمين، الذين اضطروا الى الفرار مع جرحاهم عقب فشلهم في نهب الالية العسكرية التابعة للفرقة الثانية من قوات درع الوطن والتي جرى اعطابها اثناء الاشتباكات".
يأتي الكمين عقب ثلاثة اشهر، على حادثة اطلاق النار على منتسبي القوات السعودية في مقر قيادة المنطقة العسكرية الاولى بمدينة سيئون، مساء الجمعة (8 نوفمبر)، ومقتل ضابطين سعوديين واصابة ثالث وجنديين اخرين، بنيران جندي يمني ردا على اهانة تلقاها من المندوب السعودي لقوات التحالف، على خلفية مناصرة غزة و"حماس".
تفاصيل: انكشاف دوافع قتل ضباط سعوديين بسيئون
وجاءت حادثة سيئون عقب توجيه محافظة حضرموت نهاية اكتوبر 2024م، صفعة قوية وللتحالف بقيادة السعودية والامارات، استنفرت ردها سريعا، بتكليف رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" عيدروس الزبيدي، لقاء خصمه سياسيا، الشيخ احمد صالح العيسي، لأول مرة، لابلاغه احتجاجا رسميا على تأييد بطولة حضرموت لغزة.
تفاصيل: كشف دافع قهري للقاء الزُبيدي والعيسي
لكن كمين الجمعة (21 فبراير) في خط "العبر-شبوة"، يتزامن مع تصاعد موجة الرفض الشعبي في محافظات اليمن الشرقية لانتشار قوات "درع الوطن" التي تبنت السعودية نهاية 2021م انشاءها وتجنيد منتسبيها من السلفيين بالمحافظات الجنوبية، قبل ان يصدر قرار جمهوري بانشائها واتباعها برئيس مجلس القيادة الرئاسي مطلع 2023م.
تفاصيل: اليوم .. مفاجأة كبرى للتحالف باليمن
وتصاعد الغضب الشعبي، بعدما بدأت السعودية، ضمن قيادتها التحالف، توجهاتها الجديدة لتمويل انشاء وتجنيد وتسليح قوات جديدة من عناصر سلفية، تنتمي الى المحافظات الجنوبية لتكون بموازاة مليشيا الامارات، في محافظة المهرة، امتدادا لسيناريو بسط نفوذها في باقي محافظات اليمن الشرقية: شبوة وحضرموت.
تفاصيل: السعودية تمول قوات جديدة في اليمن
سبق للإمارات عقب وصول قواتها الى المهرة، ثم السعودية، إنشاء معسكرات ونقاط أمنية في مختلف مديريات المحافظة، اثارت حفيظة السكان واحتجاجاتهم وتنفيذ اعتصامات مناهضة، ما اضطر السعودية لسحب قواتها تدريجيا من المواقع والنقاط والاحتفاظ بها في مطار الغيظة، الذي يضم قوات امريكية وبريطانية.
وتجسيدا لصراع بسط النفوذ المحتدم بين السعودية والامارات في اليمن، عمد الإعلام الاماراتي الى السعي لتأجيج الخلافات بين السعودية والاطراف المحلية في المهرة، زاعما تصدي حزب الاصلاح لتشكيل القوات السلفية في المهرة. في حين يؤيد الحزب السياسة السعودية في اليمن ويتقاطع مع السلفيين، في قضايا عدة.
من جانبهم، ابرز مراقبون سياسيون للشأن اليمني، تداعيات خطيرة لانشاء السعودية هذه القوات من العناصر السلفية في محافظة المهرة، "تتجاوز المحافظة الى سلطنة عُمان الواقعة على الحدود معها". مشيرين إلى أن "وتصدير هذا التيار السلفي إلى حدود سلطنة عمان من شأنه أن يثير حساسية كبيرة لدى مسقط".
وعمَّدت الامارات إلى تمويل انشاء وتجنيد تشكيلات عسكرية في جنوب اليمن من ذوي الانتماء السلفي تمثلت في "الوية العمالقة الجنوبية" و"كتائب أبي العباس" في تعز، والوية مليشيات "الانتقالي الجنوبي"، ودفعت باتجاه سيطرتها على شبوة وحضرموت والمهرة، ما اعتبرته السعودية "تهديدا يمس امنها القومي".
بدورها، سعت السعودية، في مقابل تحركات الامارات ومليشياتها في اليمن، الى اتباع النهج الاماراتي نفسه، وعمدت مع بداية العام 2022 الى تمويل إنشاء ما بات يعرف باسم "قوات درع الوطن"، من سلفيي الجنوب لتكون قوات موازية لمليشيات الامارات السلفية باختلاف مسمياتها وتشكيلاتها المتعددة في جنوب اليمن.
وظلت السعودية تجاهر بمساعيها، منذ ما قبل بدء الحرب وشنها "عاصفة الحزم"، إلى مد انبوب من حضرموت أو المهرة، إلى البحر العربي لتصدير النفط من منطقة خرخير الحدودية مع اليمن في الربع الخالي. وقد تصدت قبائل المهرة لعمليات مد الانبوب في نوفمبر 2018م واطلقت القوات السعودية عليها النار موقعة قتلى وجرحى.
شاهد .. تفاصيل اطلاق النار على المواطنين بالمهرة
يشار إلى أن محافظات حضرموت والمهرة وسقطرى ظلت بعيدة عن الانقلاب الحوثي العفاشي. لكن قوات التحالف السعودية الاماراتية سارعت للانتشار في المحافظات الثلاث، وانشاء قواعد عسكرية تضم قوات امريكية وبريطانية، على نحو دعا سياسيين بارزين في الشرعية اليمنية، الى الاعلان عن "اطماع التحالف في اليمن، موقعا وثروات".
