العربي نيوز:
كشفت الناشطة السياسية والحقوقية الحائزة جائزة نوبل للسلام، توكل عبدالسلام كرمان، عن سر خطير وهام بشأن العاصمة صنعاء، وما ينتظرها خلال الايام المقبلة، من مصير مماثل للعاصمة السورية دمشق، بدعم من التحالف العربي والتحالف الدولي بقيادة كل من الامارت واميركا وبريطانيا.
وقالت كرمان في تدوينة على حائطها الرسمي بمنصة "فيس بوك"، السبت (14 ديسمبر): "بعد دمشق وبيروت تبقت ثلاث عواصم مشتاقة لعودة أبنائها: صنعاء - بغداد - طهران". وأردفت: "ولا بد مما ليس منه بد". في اشارة الى التدخل العسكري الامريكي المرتقب في اليمن بطلب من الشرعية.
يأتي هذا، عقب اقل من 24 ساعة، على طلب الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي، رسميا، تدخلا عسكريا امريكيا واسعا في اليمن دعما لمعركة الحسم مع الحوثيين، التي كان اقرها اتفاق ابوظبي بشأن استئناف الحرب في اليمن لانهاء تهديدات الحوثيين للملاحة، عبر تحالف اقليمي بقيادة الامارات ودعم اميركا وبريطانيا.
تفاصيل: الشرعية تطلب رسميا تدخلا امريكيا عسكريا
يترافق طلب الشرعية رسميا من امريكا بدعم استئناف الحرب ضد جماعة الحوثي، مع توجيه القائد العام لألوية "العمالقة الجنوبية" والمشرف على مليشيات "الانتقالي الجنوبي"، عبدالرحمن المحرمي (ابو زرعة) وزير الخارجية بحشد الدعم الدولي لاستئناف الحرب.
شاهد .. المحرمي يوجه الخارجية بحشد دعم الحرب
واختارت اميركا قائدا عسكريا يمنيا وقررت دعمه لمهمة حاسمة، شبهتها بمهمة الحسم السريع في سوريا، وأكدت أنها تراهن عليه في الاطاحة بجماعة الحوثي بدءا من الساحل الغربي لليمن وصولا الى العاصمة صنعاء، وقدرته على استغلال العقيدة القتالية السُنية للمقاتلين الاخوان والسلفيين، في التشكيلات المدعومة من السعودية والامارات.
أكدت هذا تقارير دولية عدة، استعرضتها قناة "بلقيس" الفضائية، في برنامجها السياسي الاستقصائي "من الاخر"، اتفقت في أن رهان اميركا وبريطانيا واوروبا في انهاء تهديدات جماعة الحوثي للملاحة الدولية والاطاحة بها من الحديدة وحتى صنعاء؛ ينصب على طارق عفاش قائد ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة من الامارات في الساحل الغربي.
موضحة تحت عنوان: "هل يكون طارق صالح ‘جولاني‘ اليمن ؟" أن "كيفية أخذ حملة مناهضة للحوثيين كانت موضوعًا ساخنًا في المؤتمرات رفيعة المستوى المنعقدة نهاية هذا الأسبوع في كل من البحرين والدوحة". وأن النقاشات خلصت إلى أن طارق عفاش يستطيع توحيد حزب الاصلاح والانتقالي الجنوبي والعمالقة الجنوبية "ويصبح لاعبًا مستقلًا رابعًا في هذا المزيج".
شاهد .. كشف هوية "جولاني" اليمن (فيديو)
في السياق، اكد موقع (maritime-executive) الامريكي المتخصص في رصد التطورات العسكرية عالميا، تسريبات اتفاق ابوظبي بين الامارات والرئيس رشاد العليمي ونوابه: عيدروس الزبيدي وعبدالرحمن المحرمي وطارق عفاش، بشأن خطة عسكرية من محورين لانهاء تهديدات جماعة الحوثي للملاحة الدولية، تتضمن استئناف الحرب في اليمن.
تفاصيل: امريكا تؤكد اتفاق ابوظبي بشأن اليمن
تفاصيل: قرار امريكي باسقاط اتفاق استوكهولم
وكشف الموقع الامريكي في تقرير له، الاربعاء (11 ديسمبر) عن مداولات لقاءات مكثفة رفيعة المستوى عقدت في عاصمتين من دول الخليج العربي، نهاية الأسبوع الماضي لتفعيل العمليات العسكرية ضد جماعة الحوثي في اليمن. وقال: إن إحدى الفكر التي يناقشها القادة الإقليميون وخبراء الأمن كانت تتمثل في إعادة تنشيط القوات التي يسيطر عليها طارق صالح".
مضيفا: إن طارق صالح نجل شقيق الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، الذي اغتيل من قبل حلفائه الحوثيين السابقين في ديسمبر 2017، ويقود قوات المقاومة الوطنية المدعومة التي تمولها الإمارات وتسيطر حاليًا على ساحل جنوب غرب اليمني (المخا) - والتي انسحبت من الحديدة في عام 2022م يضغط الآن لاستعادتها". مؤكدا "تأثير ذلك اقتصاديا على الحوثيين".
وتابع قائلا: إن استئناف الحرب بقيادة طارق عفاش وفصائل المقاتلين السلفيين المدعومين من الامارات "لن يكون لها بالضرورة تأثير فوري على حملة الحوثيين لمكافحة الشحن إذا استمر الحوثيون في السيطرة على الساحل اليمني شمالًا". مشددا على أن "إخراج الحوثيين من الحديدة سيكون له تأثير كبير على الحوثيين اقتصاديًا، وعلى العمليات الإنسانية في مناطق الحوثي".
معززا الاتهامات التي توجهها جماعة الحوثي بأن "الولايات المتحدة الامريكية هي من تعرقل توقيع اتفاق خارطة السلام في اليمن والبدء في تنفيذ التزاماتها الانسانية والاقتصادية وتبعا السياسية"، في سياق استباق الجماعة الترتيبات الامريكية الاماراتية لما سمته "معركة الحسم للحرب في اليمن". بموجب الخطة العسكرية التي طرحتها الامارات وعرضت تمويلها.
تفاصيل: اعلان حوثي جريء بشأن السلام لأول مرة
وعلق على المخاوف الدولية من "خطر إعادة فتح الحرب الأهلية"، بالاشارة الى "الانقسام الفعال لليمن بين الحوثيين، والحكومة المعترف بها المدعومة من السعوديين، والانفصاليين الجنوبيين المدعوم من الإماراتيين". وعقب الموقع الامريكي المتخصص بالشؤون العسكرية قائلا: "أن طارق صالح قد يصبح لاعبًا مستقلًا رابعًا في هذا المزيج"، حد تأكيده.
شاهد .. امريكا ترشح طارق عفاش لمهمة الجولاني
بالمقابل، وجدت هذه التسريبات اصداء تتسع بين اليمنيين على منصات التواصل الاجتماعي، بين فريق مؤيدين وفريق معارضين لما اعتبروه "استغلال طارق عفاش مقاتلي السنة لتحقيق مصالحه الشخصية". معلقين بقولهم: "الاخوان والسلفيين سيقاتلون في الميدان والسلطة لطارق عفاش" و"التضحيات على التيارات الدينية واصحاب اللحى والمكاسب للعلمانيين حالقي الشوارب".
وشارك طارق عفاش وأحمد علي عفاش مع الرئيس الاسبق علي عفاش، في انقلاب 21 سبتمبر 2014م بتسليم جماعة الحوثي معسكرات ومخازن اسلحة الجيش، قبل أن يعلنا شراكتهما بسلطات الانقلاب، في اغسطس 2016م، وجاهر طارق بمشاركة كتائب قناصته لمليشيا الحوثي، في الهجوم على الحديدة وتعز وعدن وباقي المحافظات.
شاهد .. طارق يعلن عن دفعة قناصة جديدة الى تعز
شاهد .. جنوبيون ينشرون فيديو فاضح لطارق عفاش
لكن طارق عفاش، بعد انفجار الصراع بين عمه علي عفاش والحوثيين على تقاسم غنائم ومكاسب الانقلاب نهاية 2017م، تمكن من الفرار الى شبوة، والتحق بالتحالف وتبنت الامارات تمويل تجميعه ضباط ومنتسبي الجيش العائلي (الحرس الجمهوري) الى معسكر "بير احمد" في عدن ثم الساحل الغربي، وتنصيبه حاكما عسكريا للساحل ووكيلا لأجندة أطماعها في اليمن.
استطاع طارق عفاش خلال اقل من عام، الاستيلاء على تضحية المقاومة التهامية و"العمالقة الجنوبية" بآلاف الشهداء والجرحى، وبسط سيطرته على مديريات الساحل الغربي المحررة، بعد تفكيكه هذه الالوية وضم قواتها بترغيب الاموال وعطايا السيارات وترهيب الاعتقال والاغتيال، الذي طال العشرات من القيادات العسكرية التهامية والجنوبية.
ومع ان طارق عفاش رفع شعار "تجاوزت خلافات الماضي وتوحيد الصف الجمهوري والمعركة ضد الحوثيين". إلا أن الوقائع اثبتت زيف شعاره، وأكدت تحركاته وتوجهاته، سعيه إلى اعلان جمهوريته في الساحل الغربي لليمن، عبر انكبابه على استكمال السيطرة وبسط نفوذه على مديريات الساحل الغربي (التهامي) المحررة في محافظتي الحديدة وتعز.
كما فاجأت قوات طارق عفاش (المقاومة الوطنية حراس الجمهورية) والوية العمالقة الجنوبية والمقاومة التهامية الموالية لطارق، الجميع ليلة 11 نوفمبر 2021م بانسحابها من اطراف مدينة الحديدة وكيلو 16 ومديريات الدريهمي والجاح وغيرها بكامل عديدها وعتادها، في وقت تتحدث عن انها "تسعى لتحرير صنعاء".
تفاصيل: اول موقف رسمي للشرعية يحسم جدل انسحابات الحديدة
وسبق أن كشف عسكريون وسياسيون عن دوافع خطيرة لهذا الانسحاب المفاجئ من جانب قوات طارق عفاش والوية "المقاومة التهامية" و"العمالقة الجنوبية" الموالية له في "القوات المشتركة"، بينها ما سموه عملية "القوس الذهبي" الهادفة للسيطرة على مساحة بشكل قوس تمتد من ريف تعز إلى باب المندب.
تفاصيل: الشرعية تكشف سر انسحاب طارق من الساحل الغربي (وثيقة)
جاء الانسحاب المفاجئ لقوات طارق عفاش وألوية "القوات المشتركة" الموالية له من مساحة 110 كم مربع في مديريات ومدينة الحديدة، تدشينا رسميا لاجراءات انشاء اقليم جديد، هو الاهم في اليمن، بالنظر لموقعه واهميته الاستراتيجية سياسيا واقتصاديا وعسكريا، محليا واقليميا ودوليا، باشراف مباشر من التحالف.
تفاصيل: شاهد .. تدشين الاقليم الجديد والاهم في اليمن
وتفاقمت معاناة ملايين المواطنين في مديريات الساحل الغربي التهامي الخاضعة لسيطرة قوات طارق عفاش، جراء ممارسات الاخيرة التعسفية واستباحتها الاراضي العامة والخاصة بالبسط والنهب، وجباية الاتاوات غير القانونية، ونهب الايرادات العامة، والهيمنة على السلطات المحلية لخدمة مصالح طارق عفاش وشركات حاشيته بقطاع الخدمات.
كما انتشرت في مديريات الساحل الغربي المحررة، سجون غير قانونية، تضم آلاف المعتقلين لانتقادهم او اعتراضهم على ممارسات قوات طارق ونفوذ الامارات، وكان اخر ابرز جرائمها قتل المعتقل التهامي علي شجيعي تحت التعذيب، بسجن معسكر "ابو موسى الاشعري"، امتدادا لجرائم مماثلة، وثقتها منظمات حقوقية عدة بينها منظمة سام، ومقرها جنيف.
تفاصيل: وثائق تفضح فظاعات سجون طارق عفاش (اسماء)
بالمقابل، استغل طارق عفاش، مخاوف التحالف بقيادة السعودية والامارات، وانتكاساته في الحرب على الحوثيين، للتشكيك في القوى الوطنية المنخرطة في مواجهة الانقلاب منذ 2014م، وظل حتى بعد التحاقه بتحالف دعم الشرعية 2018م، يناصب هذه القوى العداء، اعلاميا وسياسيا وعسكريا، ويجاهر بتمرده على الشرعية ممثلة بالرئيس هادي والحكومة اليمنية.
ومطلع ابريل 2022م توج التحالف بقيادة السعودية والامارات، تمرد طارق عفاش على الشرعية، عبر الضغط على الرئيس هادي ونائبه الفريق علي محسن، للتنحي وتفويض الصلاحيات ونقل السلطة لمجلس قيادة رئاسي، يرأسه احد رموز النظام السابق ويضم قيادات مليشيات السعودية والامارات في جنوب اليمن (الانتقالي الجنوبي والعمالقة الجنوبية) وغربه (طارق عفاش).
يشار إلى أن طارق عفاش يسعى إلى إعادة النظام العائلي السابق لعمه الرئيس الاسبق علي عفاش، واستعادة حكم اليمن، عبر الارتهان الكامل لاجندة اطماع التحالف بقيادة السعودية والامارات في اليمن والمنطقة عموما، وعرض خدماته للكيان الاسرائيلي، وامريكا وبريطانيا، في تأمين الملاحة البحرية لسفنها عبر مياه اليمن الاقليمية في باب المندب والبحر الاحمر.