العربي نيوز:
كشفت مصادر دبلوماسية وسياسية مطلعة، عن تعديلات على "خارطة الطريق الى السلام في اليمن" التي افضت اليها مفاوضات السعودية وجماعة الحوثي طوال عامين وتبنتها الامم المتحدة نهاية 2023م، تعيد النظام العائلي لنظام الرئيس الاسبق علي صالح عفاش، وتتجاوز تضحيات اليمنيين وثورة الشباب (11 فبراير) للاطاحة به.
جاء هذا في سياق ازاحة دبلوماسيين وسياسيين الستار عن خلفيات صادمة للاعلان الحوثي المفاجئ، الاثنين (9 ديسمبر) بشأن السلام في اليمن والعرض الذي تقدمت به للامم المتحدة للبدء في تنفيذ "خارطة الطريق الى السلام في اليمن"، التي افضت اليها مفاوضات الجماعة والسعودية وتبنتها الامم المتحدة نهاية 2023م.
وكشفت المصادر الدبلوماسية والسياسية المتطابقة، أن السعودية ماضية في تنفيذ تفاهماتها الاخيرة مع جماعة الحوثي بوساطة ايرانية، "وطرحت قائمة باسماء فريقي التفاوض ورسم ملامح المرحلة الانتقالية" وأن "الحوثي يرفض مناقشة الاسماء قبل حل الملف الاقتصادي الذي تعرقلة أمريكا على حد تعبير وزير خارجيته".
موضحة أن "السعودية طرحت قائمة فريقي التفاوض استجابة لاشتراط جماعة الحوثي عبر الوساطة الايرانية تغيير بعض اعضاء مجلس القيادة الرئاسي للتوقيع على خارطة السلام، وللبدء بحسم ملف تمويل رواتب جميع موظفي الدولة عبر تشكيل لجنة مشتركة لإدارة موارد الدولة وفي مقدمها ايرادات النفط والغاز".
ولفتت إلى أن "القائمة المقترحة من السعودية لاسماء فريقي التفاوض، معظمها من قيادات المؤتمر الشعبي العام الموالية لجماعة الحوثي وفي صفوف الشرعية، على نحو يقر باتجاه السعودية نحو تسليم اليمن في المرحلة الانتقالية لتحالف عفاشي حوثي". منوهة بـ "ضغوط سعودية تمارس على جميع الاطراف للموافقة".
وفقا للمصادر الدبلوماسية والسياسية المتطابقة، فإن "اجتماعات فريقي التفاوض ورسم ملامح المرحلة الانتقالية، ستكون تحت اشراف رئيس المجلس السياسي الاعلى لسلطات شريكي الانقلاب، جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي العام جناح الرئيس الاسبق علي صالح عفاش، القيادي الحوثي البارز مهدي المشاط".
وأفادت بأن القائمة المقترحة من السعودية، تضم في فريق صنعاء، من المؤتمر الشعبي: صادق أمين أبو رأس، عبدالعزيز بن حبتور، جابر عبدالله الوهباني، مبارك صالح المشن الزايدي، خالد سعيد الديني. ومن جماعة الحوثي: محمد علي الحوثي، محمد صالح النعيمي، والحزب الاشتراكي سلطان احمد السامعي".
مضيفة: بالمقابل، فريق الشرعية يضم من المؤتمر الشعبي: أحمد علي عبدالله صالح، أبو بكر عبدالله القربي، ومن حزب الاصلاح: عبدالله عبدالله العليمي، وحزب الرشاد: محمد موسى العامري، والناصري: عبدالملك المخلافي، ومن الجنوب: فرج سالمين البحسني، وهيثم قاسم طاهر، ومحمود احمد الصبيحي".
وتتوافق هذه التسريبات الدبلوماسية والسياسية، مع اصدار جماعة الحوثي الانقلابية، الاحد (8 ديسمبر) اعلانا مفاجئا بشأن الحرب في اليمن و"ملل الشعب"، و"رفض العودة الى نقطة الصفر"، في اول رد على ترتيبات استئناف الحرب وبدء معركة الحسم المُقرة في اتفاق ابوظبي بتشكيل تحالف اقليمي بقيادة الامارات ودعم امريكا وبريطانيا.
جاء هذا خلال لقاء جمع في العاصمة صنعاء، الاحد (8 ديسمبر) وزير الخارجية بحكومة جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي جناح الرئيس الاسبق علي عفاش غير المعترف بها دوليا، مع المسؤول السياسي بمكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، روكسانه بازرجان، وتضمن تقديم الجماعة عرضا مفاجئا وصف بأنه "أول تنازل للسلام".
ونقلت وكالة الانباء (سبأ) التابعة لسلطات الحوثيين في صنعاء، عن الوزير الحوثي جمال عامر أن حكومته "تدعم تشكيل لجنة اقتصادية مشتركة بإشراف أممي لإدارة وتصدير الثروات النفطية وإيداع إيراداتها لمواجهة عملية صرف مرتبات موظفي الدولة". معتبرا اللجنة "بمثابة الأساس لمعالجة بقية القضايا الاقتصادية والخدمية العالقة".
مشيرة إلى أن الوزير الحوثي عزا موافقة الجماعة على تشكيل اللجنة الى ان "الشعب اليمني ملّ من أي تسويف مرتبط بمستقبله". حسب تعبيره. ومطالبته المبعوث الاممي الى اليمن ومكتبه بأن "لا يقتصر دورهم على حمل الرسائل فقط" و "أن يكون لديه مبادرات وتوصيات واضحة وعملية لتحقيق السلام والبناء على الخطوات والاتفاقات السابقة وليس العودة إلى نقطة الصفر".
كما طالب وزير خارجية حكومة الحوثي والمؤتمر الشعبي، المبعوث الاممي والأمم المتحدة بـ "موقف واضح من الدور الامريكي المعرقل لعملية السلام في اليمن". زاعما أن "المبعوث الأممي يعلم أن من أوقف استكمال إجراءات توقيع خارطة الطريق هي واشنطن التي ربطت مسألة التوقيع بالتصعيد في البحر الأحمر ".
شاهد .. الحوثيون يعلنون اول تنازل للشرعية
يأتي الاعلان الحوثي عقب أول تأكيد صادر عن الامم المتحدة لاتفاق ابوظبي بشأن استئناف الحرب وبدء خيار الحسم العسكري في اليمن، عبر تحالف اقليمي بقيادة الامارات، يحظى بدعم امريكي بريطاني لانهاء تهديدات جماعة الحوثي للملاحة وهجماتها المتصاعدة على الكيان الاسرائيلي وسفنه وسفن الدول الداعمة له.
تفاصيل: تأكيد اممي لاتفاق الحسم العسكري باليمن
ويترافق هذا الاعلان الخطير من المبعوث الاممي، مع تسريب مصادر دبلوماسية، استخدام واشنطن جميع اوراق ضغطها على السعودية، لتعطيل ما وصفته "خطوة متهورة ومتسرعة"، تعتزم المملكة الاقدام عليها، مع جماعة الحوثي الانقلابية، في اطار التقارب المتسارع مؤخرا بين المملكة والجماعة، بوساطة ايرانية.
تفاصيل: امريكا تمنع هذه الخطوة السعودية الحوثية
جاءت الضغوط الامريكية على المملكة العربية السعودية لايقاف اندفاعها نحو توقيع خارطة السلام مع جماعة الحوثي، بعدما "رفضت المملكة المشاركة في تمويل هذه الخطة او التنسيق لها بدعوى أنها تتعارض ومصالح المملكة في المرحلة الراهنة المقرونة بالتهدئة". حسب ما أكدت المصادر الدبلوماسية.
تفاصيل: السعودية تحسم موقفها من خطة الحسم باليمن
وبدأت السعودية مؤخرا، تحركا دبلوماسيا لافتا مع الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي بشأن احلال السلام في اليمن، بعد التفاهمات مع ايران، وابرام الاخيرة اتفاقا مع جماعة الحوثي بشأن ترتيبات التوقيع على اتفاق "خارطة السلام" التي افضت اليها مفاوضات السعودية والحوثيين بوساطة سلطنة عمان.
تفاصيل: بدء تنفيذ اتفاق سعودي ايراني حوثي !
واستطاعت ايران، نهاية نوفمبر الفائت، بطلب سعودي، ابرام اتفاق بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي الانقلابية، بشأن ترتيبات تسريع اجراءات التوقيع على اتفاق "خارطة الطريق الى السلام في اليمن" التي افضت اليها مفاوضات الجانبين في مسقط وصنعاء والرياض طوال عامين بوساطة عمانية.
كشفت هذا الاحد (23 نوفمبر)، مصادر دبلوماسية متطابقة، أفادت بأن المملكة وبعيدا عن الشرعية، أرسلت رسالة إلى إيران طلبت فيها من طهران إقناع الحوثي بالدخول في مفاوضات مباشرة بين السعودية وحكومة صنعاء من تحت الطاولة، واستعدادها لتنفيذ كل مطالب حكومة صنعاء بشرط واحد".
مضيفة: "اشترطت المملكة أن يكون الظاهر أمام الجميع ان توقيع الاتفاق بين حكومة صنعاء ومجلس القيادة الرئاسي". وأردفت: "لكن صنعاء رفضت أن يتم ذلك مع أعضاء المجلس الرئاسي الحالي، وتحفظت على بعض اعضائه، والسعودية أبدت مرونة وموافقة على الدفع بتغيير في الرئاسي لإنجاح الاتفاق".
وتابعت: "الحوثي رفض التفاوض مع البعض في المجلس الرئاسي، بزعم أن هذا المجلس سيكون عائقا ولن يقبل بخارطة الطريق، ومن ثم عرضت السعودية على الحوثي موافقتها تغيير بعض اعضاء المجلس الرئاسي، وطلب الحوثي صرف المرتبات قبل التفاهم على تغيير بعض اعضاء المجلس".
تفاصيل: ايران تبرم اتفاقا بين السعودية والحوثيين
وأكد هذه التسريبات الدبلوماسية والسياسية، نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين والمؤتمر الشعبي جناح الرئيس الاسبق علي عفاش، القيادي البارز حسين العزي، في تصريح مثير للجدل نشره الاحد (24 نوفمبر)، على حسابه الرسمي بمنصة إكس (توتير سابقا).
القيادي الحوثي حسين العزي، والذي يشغل منصب رئيس دائرة العلاقات الخارجية في المكتب السياسي لجماعة الحوثي، قال في تصريحه: "قطعت صنعاء والرياض شوطاً مهماً على طريق السلام وتظهران تصميماً تضامنياً مشتركاً على إنجاز هذه الغاية النبيلة". حسب تعبيره.
مضيفا في تعزيز التسريبات الدبلوماسية عن التفاهمات المبرمة مؤخرا بين المملكة والجماعة عبر ايران: "لذلك لن تسمحا لأي طرف فرعي داخل التحالف بمواصلة عرقلة هذا المسار". وأردف قائلا: "واعتقد من المهم أيضا أن تتخلى امريكا عن موقفها المعيق للسلام".
شاهد .. ايران تبرم اتفاقا بين المملكة والحوثيين
وشرعت المملكة العربية السعودية، الاسبوع الفائت، في تنسيق سياسي وعسكري مع ايران، على ارفع مستوى، في سياق استكمال "ترتيبات مريبة للاعتراف بجماعة الحوثي رسميا، على حساب التخلي عن الشرعية اليمنية". حسب ما كشفه سياسيون بارزون، سعوديون ويمنيون، ليل الخميس (14 نوفمبر).
كشف هذا سياسيون بارزون، سعوديون ويمنيون، عن ما سموه "صفقة كبرى" قالوا ان السعودية ابرمتها مع ايران والولايات المتحدة الامريكية على حساب الشرعية اليمنية والتخلي عنها، لصالح جماعة الحوثي الانقلابية وايقاف هجماتها المتصاعدة على الكيان الاسرائيلي وسفنه وسفن الشركات المتعاونة معه والدول الداعمة له.
وأكد سياسيون سعوديون واقليميون أن "السعودية ماضية في تعزيز علاقاتها مع ايران، على المستوى العسكري". لافتين إلى "زيارة رئيس اركان جيش السعودية الى ايران ومباحثاته مع نظيره بهذا الشأن". وإلى "ادانة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في قمة الرياض الاخيرة، الهجمات الاسرائيلية على ايران".
مشيرين إلى تأكيد الولايات المتحدة الامريكية مرارا في الاشهر الاخيرة، على لسان مسؤوليها في الخارجية الامريكية ووزارة الدفاع (البنتاغون) "تحفظ السعودية ورفضها استئناف الحرب في اليمن بزعم انه ليس في صالح المملكة الان". وإلى "تمسك الرياض بخارطة السلام التي توصلت اليها مع جماعة الحوثي".
تفاصيل: تنسيق سعودي ايراني على حساب اليمن !
ويتوافق هذا مع ما كشفه سياسيون في الولايات المتحدة الامريكية عن نوايا الرئيس الامريكي دونالد ترامب بشأن حرب اليمن، وتجاه جماعة الحوثي الانقلابية، وأنه "لا ينوي خوض حرب في اليمن" لكنه "سيلجأ الى خيارات اخرى بينها مسار دبلوماسي واقتصادي" لكبح تصعيد الحوثيين هجماتهم على الكيان الاسرائيلي وسفنه.
تفاصيل: كشف نوايا ترامب بشأن حرب اليمن
تأتي هذه التطورات، عقب اعلان المبعوث الاممي إلى اليمن، هانس غروندبيرغ، السبت (23 ديسمبر)، تبني الامم المتحدة اتفاق السعودية والحوثيين واطراف الشرعية، على "خارطة طريق للسلام في اليمن"، والتزامهم بتنفيذ تدابير إنسانية واقتصادية، ذكر بينها استنئاف صرف الرواتب وفتح المطارات والموانئ والمنافذ والطرقات.
تفاصيل: حصريا .. موعد توقيع اتفاق السلام والمرتبات
وعقدت المملكة العربية السعودية منذ سبتمبر 2022م مفاوضات غير مباشرة ومباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، افضت إلى ما سمي "خارطة الطريق للسلام في اليمن" قبل ان تعلن الامم المتحدة تبنيها في ديسمبر 2023م، بما تضمنته من اعتراف بسلطة الحوثيين وانفاذ لشروطهم.
تفاصيل: احتفاء سعودي بلقاء سلمان بهذا القيادي الحوثي !
يشار إلى ان السعودية دفعت بالوساطة العُمانية، نهاية 2021م، عقب تمادي مليشيا الحوثي الانقلابية في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.