العربي نيوز:
بدأت المملكة العربية السعودية، حسم صراع النفوذ مع الامارات في اليمن، عبر تنفيذ ما وصفه مراقبون "انقلابا عسكريا" في محافظة ارخبيل جزيرة سقطرى، تمثل في اختراق لمليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وتحريضها ضد الامارات، وتعيين قائد جديد للقوات السعودية في الارخبيل.
واصدرت المملكة العربية السعودية، قرارا بتعيين العميد ركن بحري عبدالوهاب علي القحطاني قائدا جديدا لقواتها (808 للدعم والاسناد) في محافظة أرخبيل سقطرى، خلفا للقائد المُقال العميد ركن بحري فهد بن سعيد الشطفان، بالتزامن مع تغذية احتجاجات مليشيا "الانتقالي الجنوبي" ضد الامارات بالارخبيل.
بالمقابل، تصاعدة حدة التوتر في محافظة أرخبيل سقطرى، على إثر قيام سلطات "المجلس الانتقالي الجنوبي"، والقوات الإماراتية في الجزيرة بقطع رواتب وحوافز وتغذية المجندين الموالين لهما، على خلفية رفض توجيهاتهم بالامتناع عن الالتحاق بدورات تدريب عسكرية تنظمها السعودية في المحافظة.
وأكدت مصادر محلية وعسكرية متطابقة في محافظة سقطرى، أن "العشرات من مجندين الانتقالي الجنوبي تجمهروا بزيهم العسكري الأحد (14 سبتمبر) أمام مبنى السلطة المحلية في المحافظة واحكموا الطوق عليها، للمطالبة بصرف مخصصاتهم المالية، المستحقة عن تجنيدهم من جانب القوات الاماراتية".
بالتوازي، وصل عدد من الضباط الإماراتيين إلى محافظة أرخبيل سقطرى، بينهم حمد بن غاشم الزعابي ابو راشد وأبو خالد الشامسي، لترتيب الملف الأمني وإحتواء احتجاجات جنود ذراعها السياسي والعسكري في الارخبيل ومحافظات جنوب اليمن، "المجلس الانتقالي الجنوبي" ضد القوات الإماراتية.
وبحسب المصادر المحلية، في سقطرى فإن "الإمارات فتحت معسكرا تدريبا قبل عام في سقطرى في موقع لكتيبة (ك3) تتبع اللواء أول مشاه بحري، بالقرب من مطار سقطرى وعلى مقربة من معسكر ‘قوات الواجب السعودية 808‘، وقامت بتدريب ثلاث دفع عسكرية لأكثر من ألف جندي من جميع الوحدات".
موضحة أن "الامارات جندت أيضا من الشباب المدنيين"، وأن "كل الدفع الثلاث تم تحويلها إلى معسكر الحزام الأمني بدلاً من عودة أفراد الدفع إلى وحداتهم العسكرية والأمنية، على أن يخضعوا تحت إدارة القوات الاماراتية بقيادة العقيد محمد أحمد الفعرهي، وجرى تسليمهم عتادا وأطقما عسكرية وتمويل اماراتي".
وذكرت: إنه "وبعد أشهر تم تحويل كل الدفع التي دربها الضباط الاماراتيون إلى معسكر القوات الخاصة، ليلتحقوا بأفراد لواء ‘الحزام الأمني‘ الذي دربته القوات السعودية وحولته إلى ‘اللواء الثالث حماية رئاسية‘. ما أثار حيفظة الامارات، وأستدعت لسقطرى أركان الحزام الأمني التابع للانتقالي العميد أوسان العنشلي".
مشيرة إلى أن "القائد اوسان العنشلي، استدعى منتسبي لواء الحزام الامني سابقا الحماية الرئاسية لاحقا، قبل ثلاثة أشهر وقام بتدريبهم واستكمل تدريبها وحضر حفل التخرج المحافظ المُعين من الانتقالي الجنوبي، رأفت الثقلي في أغسطس الماضي، بالتوازي مع زيارة وزير الدفاع الفريق ركن محسن الداعري لسقطرى".
وأفادت المصادر، بأن ""الضباط الإماراتيون ابلغوا قبل ايام التاجر المتعهد بالتغذية (مطعم شبوة في سقطرى) بانتهاء العقد، وأن يبلغ قيادة القوات الخاصة في سقطرى بقطع التغذية، كما قام بإخلاء عهدته، بالتزامن مع تأخير صرف رواتب المجندين من الامارت في الكتيبة (ك3) لثلاثة اشهر، ما اثار احتجاجاتهم".
موضحة أن "الأفراد الذين دربتهم الإمارات لأكثر من سنة كانت تعطيهم حافز 500 درهم وقبل ثلاثة أشهر قطعت عنهم تلك الحافز، وعقب ذلك تم إبلاغهم بانقطاع التموين في الغذاء، وسحبت كل الاطقم العسكرية إلى حوش المقاول عمر الزبيدي. ما ينذر بمزيد من التصعيد، حال عدم الاستجابة لمطالب المحتجين".
وتشهد محافظة ارخبيل سقطرى، بين الحين والاخر، احتجاجات شعبية على تدهور الاوضاع واستغلال شركات وقود وكهرباء اماراتية وتابعة لأبوظبي، حاجة المواطنين باسعار مرتفعة، منذ انقلاب الامارات ومليشيا "الانتقالي الجنوبي" على السلطة المحلية التابعة للشرعية اليمنية، والسيطرة على محافظة سقطرى.
يشار إلى أن الامارات عمدت الى السيطرة على محافظة ارخبيل سقطرى، المهيمن على المحيط الهندي وبحر العرب والبحر الاحمر، عبر ارسالها قوات ومدرعات للجزيرة مطلع 2018م، من دون تنسيق مسبق مع حكومة الرئيس هادي، ثم بدعم انقلاب نفذته مليشيات "الانتقالي الجنوبي" التابع لابوظبي على الشرعية اليمنية منتصف عام 2020م.