الخميس 2024/12/05 الساعة 07:45 ص

ادانة دولية مفاجئة لطارق عفاش

العربي نيوز:

صدرت ادانة دولية مفاجئة، على ارفع مستوى، لطارق عفاش، قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات في الساحل الغربي لليمن، أكدت تسبب سوء ادارته لمديريات الساحل المحررة في تفاقم كارثي للاوضاع الانسانية فيها.

جاء هذا في اعلان أممي صادر عن مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في اليمن (OCHA)، على حسابه الرسمي بمنصة إكس (توتير سابقا)، قال: "سوء التغذية يهدد حياة الناس في مناطق الساحل الغربي لليمن، إذ يؤثر على 77 ألف من الأطفال دون الخامسة والنساء".

شاهد.. أوشا تؤكد تصاعد الفقر والجوع بالساحل الغربي

مضيفة في تقرير لها: أن الوضع الكارثي بالساحل الغربي استدعى "عقد وزارة التخطيط والتعاون الدولي ووكالات الأمم المتحدة الإنسانية اجتماعًا فنيًا رفيع المستوى لمناقشة الوضع الحرج لسوء التغذية في مديريات المخا وذ باب وموزع والوازعية وحيس والخوخة في محافظتي تعز والحديدة".

وتابعت معربة عن قلقها: "في أنحاء هذه المديريات الست، يعاني نحو 23,346 و 40,561 من الأطفال دون الخامسة من العمر من سوء التغذية الحاد الوخيم وسوء التغذية الحاد المعتدل على التوالي، وتواجه نحو 13,901 حالة من النساء الحوامل والمرضعات سوء التغذية الحاد".

من جانبها، قالت نائبة منسق الشؤون الإنسانية الدكتورة إيمان الشنقيطي: "إن معدلات سوء التغذية التي نشهدها في الساحل الغربي من اليمن هي بمثابة جرس إنذار وتضع أرواح الأطفال الأشد ضعفًا والأمهات الجدد في خطر محدق". يستدعي "إنقاذ الأرواح ومعالجة اسباب سوء التغذية".

شاهد .. تقرير اممي مفزع عن الجوع بالساحل الغربي

في السياق، سبق أن كشفت احصائية حكومية رسمية عن ارقام مفزعة وصادمة لعدد الجوعى في مدينة المخا، المقر المركزي لقيادة قوات طارق عفاش. مؤكدة أنها استقت هذه الاحصائية من مسح ميداني لعدد الاسر الفقيرة والمعدمة في المدينة، التي لا تجد قوت يومها وتواجه الجوع يوميا، وتحتاج إلى "إنقاذها من الموت".

تفاصيل: احصائية رسمية مرعبة بعدد الجوعى في المخا !!

وأثار تصاعد عدد الفقراء المعدمين والاسر الفقيرة والمعُدمة التي لا تجد قوت يومها في مدينة المخا، والبالغ عددها 2800 اسرة، وفق الاحصائية الحكومية (فبراير 2023)؛ موجة تساؤلات على منصات التواصل الاجتماعي عن مصير الايرادات الضريبية والجمركية والزكوية للمديرية، الناشطة اقتصاديا وتجاريا.

ناشطون في المخا افادوا بأن "ايرادات ميناء المخا وحده تتجاوز 20 مليار ريال يمني في الشهر، بعد تدشين خدمات التجارية واستقبال سفن المشتقات النفطية، منذ ما لا يقل عن عامين، فضلا عن الايرادات السمكية والجمركية والضريبية والزكوية، وغيرها من الاتاوات التي فرضتها سلطات قوات طارق عفاش".

منوهين بأن المخا تنشط فيها منظمات دولية واقليمية ومحلية، بمجال الدعم والاغاثة الانسانية "لكن توزيع مساعداتها يخضع لفرز من ما يسمى الخلايا الانسانية بالمكتب السياسي لقوات طارق، وفقا لمعايير الولاء السياسي لطارق والرئيس الاسبق علي عفاش". لافتين إلى "عمليات نهب منظمة للمنح والايرادات".

وتفاقمت معاناة ملايين المواطنين في مديريات الساحل الغربي التهامي الخاضعة لسيطرة قوات طارق عفاش، جراء ممارسات الاخيرة التعسفية واستباحتها الاراضي العامة والخاصة بالبسط والنهب، وجباية الاتاوات غير القانونية، ونهب الايرادات العامة، والهيمنة على السلطات المحلية لخدمة مصالح طارق عفاش وشركات حاشيته بقطاع الخدمات.

كما انتشرت في مديريات الساحل الغربي المحررة، سجون غير قانونية، تضم آلاف المعتقلين لانتقادهم او اعتراضهم على ممارسات قوات طارق ونفوذ الامارات، وكان اخر ابرز جرائمها  قتل المعتقل التهامي علي شجيعي تحت التعذيب، بسجن معسكر "ابو موسى الاشعري"، امتدادا لجرائم مماثلة، وثقتها منظمات حقوقية عدة بينها منظمة سام، ومقرها جنيف.

تفاصيل: وثائق تفضح فظاعات سجون طارق عفاش (اسماء)

شارك طارق عفاش وأحمد علي عفاش مع الرئيس الاسبق علي عفاش، في انقلاب 21 سبتمبر 2014م بتسليم جماعة الحوثي معسكرات ومخازن اسلحة الجيش، قبل أن يعلنا شراكتهما بسلطات الانقلاب، في اغسطس 2016م، وجاهر طارق بمشاركة كتائب قناصته لمليشيا الحوثي، في الهجوم على الحديدة وتعز وعدن وباقي المحافظات.

شاهد .. طارق يعلن عن دفعة قناصة جديدة الى تعز 

شاهد .. جنوبيون ينشرون فيديو فاضح لطارق عفاش 

لكن طارق عفاش، بعد انفجار الصراع بين عمه علي عفاش والحوثيين على تقاسم غنائم ومكاسب الانقلاب نهاية 2017م، تمكن من الفرار الى شبوة، والتحق بالتحالف وتبنت الامارات تمويل تجميعه ضباط ومنتسبي الجيش العائلي (الحرس الجمهوري) الى معسكر "بير احمد" في عدن ثم الساحل الغربي، وتنصيبه حاكما عسكريا للساحل ووكيلا لأجندة أطماعها في اليمن.

استطاع طارق عفاش خلال اقل من عام، الاستيلاء على تضحية المقاومة التهامية و"العمالقة الجنوبية" بآلاف الشهداء والجرحى، وبسط سيطرته على مديريات الساحل الغربي المحررة، بعد تفكيكه هذه الالوية وضم قواتها بترغيب الاموال وعطايا السيارات وترهيب الاعتقال والاغتيال، الذي طال العشرات من القيادات العسكرية التهامية والجنوبية.

ومع ان طارق عفاش رفع شعار "تجاوزت خلافات الماضي وتوحيد الصف الجمهوري والمعركة ضد الحوثيين". إلا أن الوقائع اثبتت زيف شعاره، وأكدت تحركاته وتوجهاته، سعيه إلى اعلان جمهوريته في الساحل الغربي لليمن، عبر انكبابه على استكمال السيطرة وبسط نفوذه على مديريات الساحل الغربي (التهامي) المحررة في محافظتي الحديدة وتعز.

كما فاجأت قوات طارق عفاش (المقاومة الوطنية حراس الجمهورية) والوية العمالقة الجنوبية والمقاومة التهامية الموالية لطارق، الجميع ليلة 11 نوفمبر 2021م بانسحابها من اطراف مدينة الحديدة وكيلو 16 ومديريات الدريهمي والجاح وغيرها بكامل عديدها وعتادها، في وقت تتحدث عن انها "تسعى لتحرير صنعاء".

تفاصيل: اول موقف رسمي للشرعية يحسم جدل انسحابات الحديدة

وسبق أن كشف عسكريون وسياسيون عن دوافع خطيرة لهذا الانسحاب المفاجئ من جانب قوات طارق عفاش والوية "المقاومة التهامية" و"العمالقة الجنوبية" الموالية له في "القوات المشتركة"، بينها ما سموه عملية "القوس الذهبي" الهادفة للسيطرة على مساحة بشكل قوس تمتد من ريف تعز إلى باب المندب.

تفاصيل: الشرعية تكشف سر انسحاب طارق من الساحل الغربي (وثيقة)

جاء الانسحاب المفاجئ لقوات طارق عفاش وألوية "القوات المشتركة" الموالية له من مساحة 110 كم مربع في مديريات ومدينة الحديدة، تدشينا رسميا لاجراءات انشاء اقليم جديد، هو الاهم في اليمن، بالنظر لموقعه واهميته الاستراتيجية سياسيا واقتصاديا وعسكريا، محليا واقليميا ودوليا، باشراف مباشر من التحالف.

تفاصيل: شاهد .. تدشين الاقليم الجديد والاهم في اليمن

بالمقابل، استغل طارق عفاش، مخاوف التحالف بقيادة السعودية والامارات، وانتكاساته في الحرب على الحوثيين، للتشكيك في القوى الوطنية المنخرطة في مواجهة الانقلاب منذ 2014م، وظل حتى بعد التحاقه بتحالف دعم الشرعية 2018م، يناصب هذه القوى العداء، اعلاميا وسياسيا وعسكريا، ويجاهر بتمرده على الشرعية ممثلة بالرئيس هادي والحكومة اليمنية.

ومطلع ابريل 2022م توج التحالف بقيادة السعودية والامارات، تمرد طارق عفاش على الشرعية، عبر الضغط على الرئيس هادي ونائبه الفريق علي محسن، للتنحي وتفويض الصلاحيات ونقل السلطة لمجلس قيادة رئاسي، يرأسه احد رموز النظام السابق ويضم قيادات مليشيات السعودية والامارات في جنوب اليمن (الانتقالي الجنوبي والعمالقة الجنوبية) وغربه (طارق عفاش).

يشار إلى أن طارق عفاش يسعى إلى إعادة النظام العائلي السابق لعمه الرئيس الاسبق علي عفاش، واستعادة حكم اليمن، عبر الارتهان الكامل لاجندة اطماع التحالف بقيادة السعودية والامارات في اليمن والمنطقة عموما، وعرض خدماته للكيان الاسرائيلي، وامريكا وبريطانيا، في تأمين الملاحة البحرية لسفنها عبر مياه اليمن الاقليمية في باب المندب والبحر الاحمر.