العربي نيوز :
صدمت المملكة العربية السعودية، من جديد، الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة المعترف بها دوليا، بقرار وموقف جديدين، يؤكد تسريبات ابرام المملكة اتفاقا مع ايران والحوثيين، على حساب الشرعية.
كشف عن هذا دبلوماسيون وسياسيون يمنيون، بينهم رئيس مؤسسة الشموع للصحافة والطباعة والنشر، الإعلامي والسياسي المعروف سيف الحاضري، في تدوينة جديدة نشرها على حسابه الرسمي بمنصة إكس (توتير سابقا).
وقال الحاضري: "شهدت الرياض خلال الـ24 ساعة الماضية حراكًا دبلوماسيًا غير مسبوق، تضمن لقاءات سفراء الاتحاد الأوروبي في اليمن والسفير الأمريكي، وكذلك المبعوث الأمريكي الخاص بشأن اليمن مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي".
مضيفا: "كما التقى المبعوثون بعضو مجلس القيادة الرئاسي عبدالله العليمي، وكان من أبرز تلك اللقاءات اجتماع سفراء الاتحاد الأوروبي والسفير الأمريكي ومعهم المبعوث الأمريكي الخاص بالسفير السعودي". لدى اليمن محمد ال جابر.
وتابع الحاضري معلقا على هذا التحرك السعودي اللافت: "هذا الحراك الدبلوماسي، وفقًا لمصادر سياسية متعددة، يأتي في سياق دعم تسريع وتيرة المفاوضات بهدف التوقيع على ما يسمى ‘خارطة الطريق‘ التي يمكن وصفها بأنها جريمة سياسية".
مردفا في تأكيد تسريبات التفاهمات السعودية الايرانية: "لم يعد مهمًا الاطلاع على تفاصيل تلك المشاورات أو اللقاءات، فكل ما يجري إنضاجه في مطابخ الرياض ومسقط لا يمتلك أحد من قيادات الشرعية الحق الدستوري أو القانوني للتصديق عليه".
وقال: "إن الأمر هنا لا يمكن تمريره من خلال ما يسمى مؤتمرات أو مشاورات الرياض. القضية ليست ترفًا سياسيًا يرعاه ‘سعادة السفير‘، بل هي مسألة تتعلق بحاضر ومستقبل الجمهورية اليمنية، أرضًا وشعبًا. والقرار في هذا الشأن يعود للشعب وحده، فهو صاحب الكلمة الفصل".
مضيفا: "المساعي السياسية المتسارعة التي تُعد امتدادًا لمشاورات بدأت في طهران منذ عام 2017، تؤكد يقينًا أنها لن تمر ولن يتم المصادقة عليها. فمن يمتلك الشرعية الدستورية للتصديق على ما يمكن اعتباره ‘جريمة سياسية‘ تُرتكب بحق الشعب اليمني باسم ‘خارطة الطريق‘؟".
وتابع: "ما يجري على الأرض اليوم ليس إلا مزيدًا من الحصار الاقتصادي، ومزيدًا من الضغط على العملة الوطنية لتزداد تدهورًا، مما يوسع دائرة الفقر والجوع، في جرائم ترتقي إلى مستوى جرائم الحرب. تتحمل الحكومة، وقبلها مجلس القيادة الرئاسي، المسؤولية الدستورية والقانونية عن هذا الوضع".
مختتما: "إن كسر هذا الحصار هو قرار يمني بامتياز، ويجب استعادته واتخاذه دون تأخير. النخب السياسية تدرك ذلك جيدًا، وتعي الطرق الكفيلة بتمكينها من تحقيقه إذا ما أرادت أن تتجرد من حب الذات لصالح حب الوطن ومصالحه العليا واعادة بوصلة المعركة نحو تحرير صنعاء".
شاهد.. تأكيد انقلاب جديد للسعودية على الشرعية
وأكد الحاضري بهذه التدوينة الجريئة والصادمة، تسريبات دبلوماسية عن تفاهمات سعودية ايرانية حوثية على حساب الشرعية، لفرض اتفاق "خارطة السلام" التي توصلت اليها المفاوضات السعودية الحوثية طوال عامين بوساطة عمانية، وشروط جديدة للجماعة بينها تغيير المجلس الرئاسي وصرف الرواتب.
يأتي هذا غداة الكشف عن تمكن ايران، من ابرام اتفاق بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي الانقلابية، بشأن ترتيبات التوقيع على اتفاق "خارطة الطريق الى السلام في اليمن" التي افضت اليها مفاوضات الجانبين المباشرة وغير المباشرة، في مسقط وصنعاء والرياض طوال عامين بوساطة عمانية.
كشفت هذا الاحد (23 نوفمبر)، مصادر دبلوماسية متطابقة، أفادت بأن المملكة وبعيدا عن الشرعية، أرسلت رسالة إلى إيران طلبت فيها من طهران إقناع الحوثي بالدخول في مفاوضات مباشرة بين السعودية وحكومة صنعاء من تحت الطاولة، واستعدادها لتنفيذ كل مطالب حكومة صنعاء بشرط واحد".
مضيفة: "اشترطت المملكة أن يكون الظاهر أمام الجميع ان توقيع الاتفاق بين حكومة صنعاء ومجلس القيادة الرئاسي". وأردفت: "لكن صنعاء رفضت أن يتم ذلك مع أعضاء المجلس الرئاسي الحالي، وتحفظت على بعض اعضائه، والسعودية أبدت مرونة وموافقة على الدفع بتغيير في الرئاسي لإنجاح الاتفاق".
وتابعت: "الحوثي رفض التفاوض مع البعض في المجلس الرئاسي، بزعم أن هذا المجلس سيكون عائقا ولن يقبل بخارطة الطريق، ومن ثم عرضت السعودية على الحوثي موافقتها تغيير بعض اعضاء المجلس الرئاسي، وطلب الحوثي صرف المرتبات قبل التفاهم على تغيير بعض اعضاء المجلس".
أكد هذه التسريبات الدبلوماسية، نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين والمؤتمر الشعبي جناح الرئيس الاسبق علي عفاش، القيادي البارز حسين العزي، في تصريح مثير للجدل نشره مساء الاحد (24 نوفمبر)، على حسابه الرسمي بمنصة إكس (توتير سابقا).
وقال القيادي الحوثي حسين العزي، وهو رئيس دائرة العلاقات الخارجية في المكتب السياسي لجماعة الحوثي، قال في تصريحه: "قطعت صنعاء والرياض شوطاً مهماً على طريق السلام وتظهران تصميماً تضامنياً مشتركاً على إنجاز هذه الغاية النبيلة". حسب تعبيره.
مضيفا في تعزيز مباشر للتسريبات الدبلوماسية بشأن التفاهمات المبرمة بين المملكة والجماعة عبر ايران: "لذلك لن تسمحا لأي طرف فرعي داخل التحالف بمواصلة عرقلة هذا المسار". وأردف: "واعتقد من المهم أيضا أن تتخلى امريكا عن موقفها المعيق للسلام".
شاهد .. ايران تبرم اتفاقا بين المملكة والحوثيين
وشرعت المملكة العربية السعودية، الاسبوع الفائت، في تنسيق سياسي وعسكري مع ايران، على ارفع مستوى، في سياق استكمال "ترتيبات مريبة للاعتراف بجماعة الحوثي رسميا، على حساب التخلي عن الشرعية اليمنية". حسب ما كشفه سياسيون بارزون، سعوديون ويمنيون، ليل الخميس (14 نوفمبر).
متحدثين في تصريحات متفرقة عن ما سموه "صفقة كبرى" قالوا ان السعودية ابرمتها مع ايران والولايات المتحدة الامريكية على حساب الشرعية اليمنية والتخلي عنها، لصالح جماعة الحوثي الانقلابية وايقاف هجماتها المتصاعدة على الكيان الاسرائيلي وسفنه وسفن الشركات المتعاونة معه والدول الداعمة له.
جاء بين هؤلاء السياسيين، رئيس مؤسسة الشموع للصحافة والنشر، السياسي البارز، سيف الحاضري، في تدوينة على حسابه بمنصة إكس (توتير سابقا)، علق فيها على تنفيذ رئيس هيئة الاركان لقوات الجيش السعودي زيارة رسمية إلى إيران لإجراء مباحثات مع رئيس أركان الجيش الإيراني، وبحث سبل التعاون المشترك.
وقال: "يمر هذا الخبر مرور الكرام على النخبة السياسية اليمنية والإعلام اليمني، رغم أن زيارة بهذا المستوى العسكري تحمل تداعيات وتأثيرات مباشرة على القضية اليمنية. والحقيقة أن القيادة الشرعية اليمنية لم تدرك بعد أن المملكة العربية السعودية قد أغلقت ملف دعم الحسم العسكري في اليمن لهزيمة مليشيات إيران.
مضيفا: "من حق السعودية أن تؤسس علاقاتها وفق ما تقتضيه مصالحها، ومن الواضح أنها لم تعد ترى في هزيمة إيران في اليمن مصلحة لها، وذلك شأن سعودي خالص. إلا أن ما يجب علينا التمسك به، مهما كانت مستويات الخذلان والخيانة التي نتعرض لها من أطراف تحالفاتنا الإقليمية والدولية، هزيمة مليشيات إيران في اليمن".
وتابع الحاضري في تدوينته التحذيرية، قائلا: "عندما نتمسك بمصالحنا ونجعلها قاعدة في تأسيس علاقاتنا وتحالفاتنا الإقليمية والدولية، لن يكون من المنطقي أن يظل مصيرنا بالكامل مرتبطًا بتحقيق مصالح أطراف التحالف، بينما تُلقى مصالح بلادنا خلف الظهر. الأمر لا يحتاج إلى معجزة، فالمعطيات والمتغيرات كلها لصالحنا".
مردفا: "ولكن ما نحتاجه هو قيادة تربط على بطونها، وتضع أرواحها على أكفها، لتخوض معركة استعادة السيادة والسيطرة على مسار معركتنا الوطنية، تحرير صنعاء وهزيمة الميليشيات الإيرانية". منوها بأن "ما يتعرض له اليمن، من أدوات القهر التي يعاني منها الشعب اليمني، يعد بمثابة حرب إبادة حقيقية".
وقال: "نحن شعب يتعرض لقهر سلاح المليشيات وبطشها ونزعتها الطائفية، وفشل قيادة الشرعية، وخيانة الحلفاء وبيع النخب السياسية لماضيه وحاضره ومستقبله، لتأتي المجاعة والفقر والموت جوعًا كإتمام لمعاناته. نحن بحاجة ماسة إلى استعادة الضمير السياسي، وإلى قيادة تربط على بطونها من القمة حتى القاعدة".
مختتما: "ومع كل هذا الإحباط القاتل، لن نفقد الأمل، وسنظل متشبثين بأهداف قضيتنا المقدسة، هزيمة مليشيات إيران الحوثية الطائفية. فهذه عقيدة نؤمن بها، ونثق بأن الله معنا وناصرنا بإذن الله".
شاهد .. سياسيون يكشفون تخلي السعودية عن الشرعية
وأكد سياسيون سعوديون واقليميون أن "السعودية ماضية في تعزيز علاقاتها مع ايران، على المستوى العسكري". لافتين إلى "زيارة رئيس اركان جيش السعودية الى ايران ومباحثاته مع نظيره بهذا الشأن". وإلى "ادانة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في قمة الرياض الاخيرة، الهجمات الاسرائيلية على ايران".
مشيرين إلى تأكيد الولايات المتحدة الامريكية مرارا في الاشهر الاخيرة، على لسان مسؤوليها في الخارجية الامريكية ووزارة الدفاع (البنتاغون) "تحفظ السعودية ورفضها استئناف الحرب في اليمن بزعم انه ليس في صالح المملكة الان". وإلى "تمسك الرياض بخارطة السلام التي توصلت اليها مع جماعة الحوثي".
ويتوافق هذا مع ما كشفه سياسيون في الولايات المتحدة الامريكية عن نوايا الرئيس الامريكي دونالد ترامب بشأن حرب اليمن، وتجاه جماعة الحوثي الانقلابية، وأنه "لا ينوي خوض حرب في اليمن" لكنه "سيلجأ الى خيارات اخرى بينها مسار دبلوماسي واقتصادي" لكبح تصعيد الحوثيين هجماتهم على الكيان الاسرائيلي وسفنه.
تفاصيل: كشف نوايا ترامب بشأن حرب اليمن
تأتي هذه التطورات، عقب اعلان المبعوث الاممي إلى اليمن، هانس غروندبيرغ، السبت (23 ديسمبر)، توصل مختلف الاطراف إلى الاتفاق على خارطة طريق للسلام في اليمن، والتزامهم بتنفيذ تدابير إنسانية واقتصادية، ذكر بينها استنئاف صرف الرواتب جميع الموظفين وفتح المطارات والموانئ والمنافذ والطرقات.
تفاصيل: حصريا .. موعد توقيع اتفاق السلام والمرتبات
وعقدت المملكة العربية السعودية منذ سبتمبر 2022م مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
تفاصيل: احتفاء سعودي بلقاء سلمان بهذا القيادي الحوثي !
يشار إلى ان السعودية دفعت بالوساطة العُمانية، نهاية 2021م، عقب تمادي مليشيا الحوثي الانقلابية في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها