العربي نيوز - متابعة خاصة:
دعا عضو البرلمان اليمني، القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح حميد الأحمر، الشيخ حميد الاحمر إلى تقويم الشرعية أو استبدالها، وتصحيح مسار التحالف العربي لدعم الشرعية بعد انحراف مساره" عبر توسيعه وتحويله لتحالف اسلامي يضم قطر وتركيا. مؤكدا ان معركة الشرعية باتت مع الامارات الداعم للانتقالي الجنوبي.
وقال الشيخ حميد، في حوار مع "الجزيرة نت" الخميس: إن الحرب المستمرة منذ 6 سنوات في اليمن شهدت انحرافا عن أهدافها بعد تحرير مدينة عدن، وتحولت إلى حرب استنزاف، وصل أذاها إلى كل اليمنيين، مخلّفة دمارا في البنية التحتية، وانهيارا اقتصاديا، وأزمة اجتماعية، ويتحمل التحالف مسؤولية ذلك.
مضيفا: "التحالف هو الذي يدير الحرب في اليمن، وهو من يتحمّل مسؤولية الانحرافات التي شهدتها الحرب طيلة السنوات الست بوعي منه، وأن الشرعية هي فقط واجهة، ولكنّها تتحمل مسؤولية عدم مقاومة هذا الانحراف". داعيا الرئيس هادي وقيادات الشرعية إلى العودة لليمن حتى "لا تتآكل بابتعادها" حد وصفه.
وتابع: لم يعد مقبولا بعد 6 سنوات من الحرب بقاء قيادة الدولة في الخارج، فشرعية القيادة تتآكل عندما تكون بعيدة ومقصّرة في تأدية مهامها السيادية. مردفا: النخبة السياسية اليمنية وانا واحد منهم، خارج اليمن بسبب غياب قيادة الدولة، لكنّهم في المقابل متمسكون بهذه الشرعية ويعملون على إلزامها بالقيام بأدوارها وتصحيح علاقتها مع التحالف وفرض سيادتها على كل المناطق المحرّرة".
معتبرا أن "الشرعية قادرة على إيجاد صيغة وطنية جامعة إذا عادت للداخل، لكن الضعف ليس فقط في الشرعية، بل في قيادة الأحزاب كذلك، وهناك أصوات في الشارع اليمني تدعو إلى آليات تشكيل قوة اجتماعية لتجاوز هذا الوضع السيء". في اشارة إلى الانهيار المتواصل للدولة اليمنية ومؤسساتها والاقتصاد الوطني والسيادة الوطنية.
ورفض تحميل ثورة الشباب في 11 فبراير 2011م ما آلت إليه الأوضاع في اليمن، قائلا: إن "ثورة الشباب هي ثورة خير، ولا تتحمل أخطاء غيرها ولا ما قام به الانقلابيون". وأضاف: "الشباب اليمني هم من أكثر الناس تضررا من ضياع المستقبل وانهيار الاقتصاد، وهم معنيون باستعادة الدولة وممارسة الضغط البنّاء على الشرعية للقيام بدورها أو استبدالها".
معلقا على تراجع إدارة بايدن عن تصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية، بقوله: إن إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لم تكن جادة في قرارها تصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية، لأنها لم تقم به سوى في آخر أسبوع من عمرها، وتراجع إدارة بايدن لم يكن مفاجئا ومقاربة الديمقراطيين للملف اليمني مرتبطة بالملف الإيراني".
ونوه بأن "تعيين بايدن لمبعوث خاص بالملف اليمني يعني أن إدارته ستتعامل مع الملف بشكل مباشر وليس عبر السعودية". وقال: "التحالف والشرعية اليمنية ليستا في حاجة لأميركا للتعامل مع الحوثي، وأن التحالف العربي يمكن أن يتحول إلى تحالف إسلامي تلعب فيه تركيا دورا مهما إذا دعت الحاجة".
مضيفا، بشأن الخلاف الخليجي-الخليجي: "كيمنيين تأذّينا منه، ووجود قطر سابقا في مظلة التحالف كان نوعا من التوازن، وخروجها من التحالف نتيجة الخلاف الخليجي ربما أسهم في زيادة حدة الدور السلبي لبعض الأطراف داخله. مردفا: اليوم، ومع عودة العلاقات الخليجية الخليجية التي نباركها، نأمل أن يعود الدور الإيجابي لقطر في مساندة الشرعيّة" حسب تعبيره.
لكنه أكد أن "الحكومة الشرعية قادرة على الحسم بمفردها إذا أزيلت العوائق من أمامها" حسب تعبيره. وقال: "الحل السياسي مع جماعة الحوثي صعب، واستبعد أن تكون الجماعة جادة وقادرة على الدخول في عملية سياسية سلمية، إلا أن تكون أمامها قوّة رادعة ممثّلة في الشرعية، ولكن الشرعية، حسب تعبيره، مُنعت من امتلاك هذه القوة".
وفي حديثه عن الحكومة اليمنية الجديدة، قال الشيخ حميد الاحمر: إنها جزء من اتفاق الرياض، الذي لم تف بقية الأطراف بشقّه الأمني والعسكري، وأن الهدف الأساسي من الاتفاق هو تجاوز الخلافات بين مكونات معسكر الشرعية، وأتى بعد تنازلات من الشرعية نتيجة الضغط على الرئيس هادي، والسعودية هي المسؤولة عن تنفيذ هذا الاتفاق".
مشيرا إلى أن "التحالف هو مَن منع مجلس النواب من ممارسة مهامه والاجتماع ليكون سندا وداعما للشرعية". وقال: "المعركة ليست بشكل أساسي مع المجلس الانتقالي بل مع من يقف وراء المجلس الانتقالي، وهي الإمارات، مضيفا أنه ليس صحيحا ما تعلنه الإمارات أنها انسحبت من اليمن، فالإمارات دورها أساسي في الوجود العسكري لقوات التحالف، وهي موجودة في عدة مناطق باليمن، وتدعم بعض المكونات السياسية".
وأكد الشيخ حميد الأحمر أن "الإمارات سعت عبر سفيرها في موسكو لتنسيق زيارة بعض القيادات الجنوبية لروسيا وعقد لقاءات لهم مع شركة فاغنر". معتبرا أن "إيران تسعى لتقسيم اليمن حتى يكون هناك كيان يتبعها، كما أن الإمارات لا تمانع في تقسيم اليمن حتى يكون هناك جزء من اليمن تحت قيادتها عبر أدوات تعتقد أنها قادرة على صناعتها وإدارتها حتى تمكنها من أن تسيطر على موانئ وجزر".
مختتما حديثه بقوله: أن الحل يكمن في ما ذهب إليه الحوار الوطني من وجود كيان وحدوي فيه نوع من الإدارة الذاتية للمناطق". داعيا إلى "إنهاء جذور الصراع الذي هو أكبر من الحرب الحالية، وإعادة مكونات المشهد السياسي في اليمن إلى حجمها الطبيعي". في إشارة إلى وقف الدعم الاماراتي العسكري والمالي والاعلامي للمجلس الانتقالي الجنوبي والتشكيلات العسكرية التابعة له في جنوب البلاد.