العربي نيوز :
افحمت النيابة العامة، ولأول مرة، المليشيا الانقلابية المتمردة على الشرعية اليمنية، برد رسمي غير مسبوق، يدحض مزاعم المليشيا وادعاءها ان عمليات مداهمتها المنازل والاعتقال للمواطنين تنفذ بموجب اوامر من النيابة، وأخرها اعتقال السياسي البارز في الحراك الجنوبي سامي باوزير في عدن.
جاء هذا في رد "مصدر مسؤول" في النيابة العامة بالعاصمة المؤقتة عدن، على بيان نشرته مليشيا "الحزام الامني" التابعة الى "المجلس الانتقالي الجنوبي" بموقعها، وأدعت فيه أنها "قامت باعتقال الناشط الحقوقي والسياسي في الحراك الجنوبي سامي باوزير، وفقًا لتوجيهات وإشراف النيابة العامة".
ونفى المصدر المسؤول "صدور أي من النيابة العامة بالقبض على الناشط سامي باوزير"، وقال: إن "النيابة العامة توجه وتتابع القضايا المضبوطة من أجهزة الضبط القضائي بطريقة قانونية ووفقًا لأمر ضبط قضائي صادر عنها". معتبرا ما أورده بيان مليشيا الانتقالي "مخالفًا لإجراءات الضبط القضائي".
مشددا على أن "الالتزام بتنفيذ الإجراءات القانونية والقضائية يتطلب من الحزام الأمني والأجهزة الأمنية، التي تعتبر أجهزة ضبط قضائي، تنفيذ أوامر الضبط الصادرة من النيابة العامة أو من النائب العام أو من وزير العدل، بناءً على شكاوى واضحة ومحاضر كتابية مثبتة بالأدلة على أي متهم".
وأفاد المصدر بالنيابة العامة في عدن بأن "بيان الحزام الأمني بشأن قضية سامي باوزير لم يوضح التهم الموجهة إليه"، واكتفى بالإشارة إلى أن "التحقيق لا يزال جاريًا"، في اشارة إلى أن الاعتقال استبق نتائج التحقيق في الشكوى المقدمة ضد الناشط سامي باوزير، في مخالفة لنصوص القانون.
مؤكدا أنه "لا يجوز القبض على أي شخص أو حبسه إلا بأمر من السلطات القضائية المختصة قانونًا، كما لا يجوز حبس أي شخص إلا في السجون الرسمية المخصصة لذلك، ولا يجوز لمأمور أي سجن قبول أي شخص فيه إلا بمقتضى أمر موقع من السلطة المختصة" وفق احكام القانون.
ونوه المصدر القضائي إلى أنه "لا يجوز إبقاؤه بعد المدة المحددة في هذا الأمر، ويجب معاملة المحتجزين بما يحفظ كرامتهم الإنسانية، ولا يجوز إيذاؤهم جسديًا أو معنويًا". موضحا أن "رفع الدعوى في القضايا الجنائية أو اتخاذ إجراءات فيها يجب أن يتم بناءً على طلب كتابي من وزير العدل".
مشيرا إلى أن "مأمور الضبط القضائي ملزم بسماع أقوال المتهم فورًا، وإذا لم يأت بما يبرئه، يجب تحويله في غضون 24 ساعة إلى النيابة العامة المختصة، لتستجوبه خلال هذه الفترة الزمنية ثم تأمر بالقبض عليه أو بإطلاق سراحه، وفقًا لمواد القانون، وهو ما لم يتم في قضية سامي باوزير".
مختتما تصريحه بالاشارة إلى أن "الحزام الأمني قد ارتكب في الآونة الأخيرة خروقات قانونية، حيث رفض تسليم بعض المتهمين من أفراده المتورطين في قضايا جنائية إلى النيابة العامة رغم التوجيهات والأوامر القهرية الصادرة من النيابة إلى قائد الحزام الأمني بتسليمهم". آملا "الالتزام بالقانون".
ودأبت مليشيا "الانتقالي" على تكميم افواه منتقدي فسادها وجرائمها ونفوذ الامارات وقمعهم بالقوة وتنفيذ المئات من عمليات الاغتيالات والمداهمات والاختطافات والاعتقالات في سجون غير قانونية وسرية أبرزها في كل من معسكر النصر بمديرية خور مكسر وسجن بئر احمد وقاعة وضاح، وغيرها، من السجون المكتظة بآلاف المعتلقلين والمخفيين قسرا.
اخر ضحايا اختطافات مليشيا "الانتقالي الجنوبي"، كان السياسي بالحراك الجنوبي سامي باوزير، السبت (24 اغسطس)،وقبله شيخا اخر من ابرز مشايخ قبائل طوق العاصمة المؤقتة عدن، هوالشيخ هيثم حسين البشيري، على خلفية رسائل صوتية له تدعو إلى تصحيح الأوضاع المعيشية الخدمية والاقتصادية والامنية التي يعاني شعب الجنوب من تدهورها المستمر.
تفاصيل: المليشيا تعتقل شيخا من مشايخ الطوق (اسم)
تزامن اعتقال السياسي سامي باوزير والشيخ هيثم البشيري، مع ظهور سفاح مليشيا "الانتقالي الجنوبي" الابرز، المتهم بجرائم اختطاف وتعذيب واغتيال مواطنين، يسران المقطري، رسميا، في الامارات، متحديا قرارات اللجنة الامنية العليا وأوامر الضبط القهري الصادرة بحقه من امن عدن والنيابة العامة، في جريمة اختطاف واخفاء المقدم علي عبدالله عشال.
تفاصيل: ظهور "يسران" رسميا في هذه الدولة (فيديو)
في المقابل، انطلقت على منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي، حملة واسعة، حملت وسم #سلم_يسران_يا_بن_زايد ، تطالب دولة الامارات الاسراع في تسليم يسران المقطري وجميع قيادات مليشيا "الانتقالي الجنوبي" الفارين من وجه العدالة على ذمة جرائم اختطاف وتعذيب واغتيال مواطنين يمنيين.
شاهد .. انطلاق حملة تطالب الامارات تسليم مجرمي "الانتقالي"
وعمَّدت مليشيا "الانتقالي" الانقلابية والمتمردة على الشرعية، إلى التغطية على تصاعد السخط الشعبي من اعتداءاتها وانتهاكاتها لكرامة وحرية المواطنين وتصاعد جرائم اختطافها واخفائها المعتقلين، بالحديث عن "مؤامرة لاسقاط عدن" زعمت ان "جماعتي الحوثي والاخوان تقفان وراءها".
تفاصيل: "الانتقالي" يبرر قتل المواطنين بـ "مؤامرة" (فيديو)
بدورها، أدانت "اللجنة التحضيرية لمليونية عشال"، والمجلس الاعلى للحراك الثوري الجنوبي، ولجنة اعتصام المهرة، في بيانات مستقلة "الاعتداءات والاعتقالات التي شهدتها عدن اثناء مليونية المطالبة بكشف مصير المختطف المقدم علي عشال الجعدني وجميع المختطفين والمخفيين قسرا في سجون المجلس الانتقالي الجنوبي".
تفاصيل: شاهد .. مجزرة جديدة للمليشيا على الهواء (فيديو)
من جانبها، أعلنت اسرة قائد كتيبة الدفاع الجوي في ابين، المقدم علي عبدالله عشال الجعدني، المختطف والمخفي قسرا في عدن من مليشيا "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات منذ منتصف يونيو الفائت؛ رفضها محاولات اغلاق ملف القضية بتسليمها أي جثة حتى ولو كانت بلا ملامح بزعم أنها لإبنهم، بالتوازي مع إعلان زمان ومكان "مليونية عشال" الثالثة.
تفاصيل: اسرة عشال ترفض جثة بلا ملامح !
وأعلنت إدارة أمن محافظة أبين، الخميس (1 اغسطس) أن "مهمة إحضار المسؤولين الرئيسين في قضية اختطاف المقدم علي عشال الجعدني، يسران المقطري" قائد قوات مكافحة الإرهاب بعدن ونائبه سامر الجندب، وخمسة اخرين تقع على عاتق المجلس الرئاسي وقيادة "الانتقالي"، لتنفيذ مهمة القبض القهرية عبر الإنتربول".
تفاصيل: امن ابين يصدم الجميع بهذا الاعلان (بيان)
جاء هذا بعدما كشفت إدارة أمن عدن، الخميس، أن سبعة من قيادات مليشيا "الانتقالي الجنوبي" المدعومة إماراتيا، في "جهاز مكافحة الارهاب" و"امن المنطقة الحرة" و"الحزام الامني"، ثبت تورطهم في جريمة اختطاف واخفاء المقدم علي عبدالله عشال، منذ 12 يونيو الفائت، بجانب متهمين مساعدين، وقالت "تجري ملاحقتهم عبر الانتربول".
شاهد .. امن عدن يدين "الانتقالي" باختطاف عشال (فيديو)
وأقرت اللجنة الأمنية العليا في (9 يوليو) إيقاف قائد وحدة مكافحة الإرهاب في قوات "الانتقالي الجنوبي" يسران المقطري، وإحالته للتحقيق مع آخرين في اختطاف وإخفاء المقدم عشال، وذلك بعد احتجاجات لقبائل أبين وقطعها للطريق الدولي واحتجاز ناقلات النفط الخام القادمة من مأرب لتشغيل محطة الرئيس الكهربائية في عدن.
كما أدلى احد ابرز المتهمين الرئيسيين في جريمة اختطاف واخفاء قائد كتيبة الدفاع الجوي، المقدم علي عبدالله عشال الجعدني، في عدن، الثلاثاء (16 يوليو) باعترافات خطيرة، عقب ساعات على وقوعه بقبضة اجهزة الامن. كشف فيها تفاصيل تورط "جهاز مكافحة الارهاب" واشراف شلال شايع ويسران المقطري على الجريمة.
تفاصيل: أول اعتراف للمتهم باختطاف عشال (فيديو)
من جانبه، أعلن "سفاح" مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" يسران المقطري، المتهم الاول باختطاف قائد كتيبة الدفاع الجوي في ابين المقدم علي عبدالله عشال الجعدني واخفائه؛ الجمعة (12 يوليو)، رفضه وتمرده على قرار اللجنة الامنية العليا بايقافه عن العمل واحالته الى النيابة العامة تمهيدا لمحاكمته.
تفاصيل: "سفاح" المليشيا بالعاصمة يعلن التمرد
واضطرت مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، أمام تصاعد غضب قبائل طوق العاصمة المؤقتة عدن، في محافظات ابين ولحج وشبوة، لتسليم عدد من المتورطين في اختطاف المقدم علي عشال الجعدني، والموافقة على قرار اللجنة الامنية العليا، بايقاف القيادي بالمليشيا يسران المقطري واحالته إلى التحقيق،
تفاصيل: نهاية شنيعة لـ "سفاح" المليشيا بالعاصمة
عُرف ما يسمى "قائد قوات مكافحة الارهاب" يسران المقطري، بعنصريته ودمويته، اختطافا وتعذيبا واعداما للمعتقلين. وجاء قرار اللجنة الامنية بإحالته للتحقيق، بعدما اثبتت تحريات امن محافظة ابين وتحقيقاتها مع المتهمين باختطاف عشال، تورطه واشرافه على الجريمة، بدوافع "عنصريته المناطقية وقضايا نهب اراضي".
قاد مدير امن ابين العميد علي ناصر باعزب الكازمي (ابو مشعل) عملية مداهمة لوكر يضم عناصر تابعة ليسران المقطري، اختطفت المقدم علي عشال في عدن واخفته (بتاريخ 12 يونيو)، وشهدت العملية اشتباكات اصيب فيها مرافق العميد الكازمي، وضبط عدد منهم، لتصدر وزارة الداخلية، تعميما بضبط المتهمين الفارين.
وجاءت عملية امن ابين، بعدما فضحت كاميرا مراقبة، مليشيا "الانتقالي الجنوبي" الانقلابية ، وأثبتت اعتراضها في حي التقنية بعدن، المقدم علي عشال الجعدني، واقتياده على متن سيارة نوع فوكسي، الى جهة غير معلومة، ورفضها الاستجابة لمطالب اسرته وذويه بإطلاق سراحه.
تفاصيل: كاميرا مراقبة تفضح المليشيا بالجرم (صور)
تتابعت هذه التطورات، بعدما استأنفت قبائل محافظة ابين، فجر الاربعاء (3 يوليو)، قطع الطريق الدولي بين حضرموت وعدن، بعد فشل الوساطات وتعنت مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، في الافصاح عن مصير المقدم علي عشال وتعمد تمييع قضيته.
تفاصيل: بدء حصار مسلح خانق للعاصمة (الجهات + صور)
وتصاعدت حدة التوتر في محافظة ابين، بعدما اعلنت قبائل الجعادنة، الاحد (17 يونيو) قطع الطريق الدولي بمنطقة لحمر شرقي مديرية مودية، وساندتها قبائل المراقشة، بقطع الطريق الرابط بين عدن والمحافظات الشرقية، بمنطقة "خبر المراقشة"، وبالمثل باقي قبائل ابين.
تفاصيل: قبائل الطوق تبدأ حصار العاصمة (الجهات + صور)
مولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.
وعقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.
بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.
ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم شبوة نهاية العام 2021م.
تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.
وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي".
تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)
عمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين والعيب الاسود، شملت اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء.
وأطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي عبداللطيف السيد.
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.