العربي نيوز - حضرموت:
تفصل اليوم النيابة العامة في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، في قضية عارضة الازياء المودل خلود باشراحيل وزوجها يحيى الشيخ علي، المتهمان بقضية "ارتكاب فعل فاضح" لنشرها صورهما في حفل الزفاف دون حجاب او عباءة، وصفت بأنها "صور خادشة للحياء والاداب العامة".
وأفرجت شرطة المكلا بمحافظة حضرموت اليمنية، الثلاثاء، عن خلود باشراحيل، وزوجها يحيى الشيخ، "بضمانة حضورية"، تُلزمهما "استكمال إجراءات القضية" أمام النيابة العامة، اليوم الأربعاء، وبعد الزامهما بحذف الصور المثيرة للجدل من حساباتهما على منصات التواصل الاجتماعي.
كما الزمت شرطة المكلا، خلود وزوجها بـ "كتابة تعاهد خطي عدم مزاولة مهنة عرض الأزياء، أو التسويق لها"، وكذا "عدم تكرار نشر صور خادشة للحياء والاداب العامة ومخالفة لقيم وتقاليد المجتمع المحافظ في حضرموت، واحترام خصوية المجتمع" إثر اثارة صورها موجة استنكار واسعة.
ونقلت وكالة رويترز" للانباء، عن مقربين من خلود وزوجها أنهما "خضعا لجلسة مناصحة على ايدي رجال دين في مدينة المكلا"، عقب اسبوع على اعتقالهما من شرطة مدينة المكلا، بعد اثارة صورهما موجة استنكار وسخط شعبي واسعة لما اعتبر دعوة وترويجا للتفسخ والانحلال والتعري".
يأتي هذا بعدما كانت نقطة امنية تابعة لادارة شرطة المكلا، أعادت اعتقال خلود باشراحيل وزوجها، وهما على متن دراجتهما النارية في الطريق الى المنزل، الاثنين (24 يونيو)، بعد ساعات على اطلاق سراحهما بموجب التعهد الخطي وجلسة المناصحة، بدعوى "استيفاء بعض الالتزامات".
ونشرت عارضة الازياء العشرينية خلود باشراحيل على حساباتها بمنصات التواصل الاجتماعي صورا من حفل زفافها وزوجها يحيى الشيخ تظهر فيها بشعرها وكامل زينتها وعارية الكتفين والصدر ودون حجاب او عباءة. ما أثار موجة انتقادات واسعة، ردت عليها بقولها أنها "حرة في جسدها".
وقالت خلود في مقطع فيديو (بث مباشر): أنا حرة في جسدي وتفكيري، مادمت لا اتكلم عن احد او اسيئ الى احد، فلا يحق لأي احد ان يعترض على ما انشره واقوله". معتبرة أن ما تنشره من صور لها "حرية شخصية"، وأن ما تنشره من افكار وأراء "حق شخصي ضمن حرية الرأي والتعبير".
في المقابل، رد ناشطون على طرح خلود بأنها "حرة في جسدها وأفكارها ولكن دون تعدي على حرية المجتمع في الاحتفاظ بقيمه وتقاليده وعاداته"، وذكروها بقاعدة "حريتك تنتهي عند حرية الاخرين". مشيرين إلى التزام الفنانة اروى وكذلك الفنانة انجيلا بالحجاب والعباءة عند زيارتهما اليمن".
واعتبر ناشطون مؤيدون للانفتاح الزام عارضة الأزياء العشرينية خلود باشراحيل بالتوقيع على تعهد مكتوب تلتزم فيه بعدم مزاولة مهنة عرض الأزياء، أو التسويق لها، ضمن إجراءات أخرى شملها التعهد "انتهاكا للحريات الشخصية وتقييدا لحقوق التعبير والنشر على وسائل التواصل الاجتماعي".
برزت، خلود باشراحيل، طالبة العلوم السياسية، عارضة ازياء ومودل، بجانب كونها بلوجر يمنية، تنشر تسجيلات فيديو وتدوينات تتناول قضايا تهم شباب اليمن عموما وحضرموت خصوصا، تدعو إلى "التحرر ورفض الافكار التقليدية والمتشددة" و"العادات والتقاليد المتخلفة والمتحكمة بالمجتمع".
وأعلنت خلود باشراحيل، مؤخرا في سياق دعم توجهها "الانفتاحي والتحرري"، عبر تسجيلات مصورة على منصات التواصل الاجتماعي، قرارها بـ "خلع الحجاب"، واعقبتها بنشر صور ومقاطع فيديو لها كاشفة شعرها وبملابس رياضة اليوجا، وحفل زفافها، ما أثار حفيظة قطاع واسع من الناشطين.
من جانبهم، رأى مثقفون وناشطون أن "خلود باشراحيل في مقتبل العمر، وليست ذات جمال طبيعي بارع وتبحث عن الشهرة وتصدر الترند". مشيرين إلى أنها "تستطيع الاقامة خارج اليمن والعيش كما تريد دون قيود ارتداء عباءة او حجاب، لكنها تعمتد استفزاز مجتمعها بهذا الظهور طلبا للشهرة".
يشار إلى أن سلطات جماعة الحوثي الانقلابية، كانت اعتقلت في العام 2021م عارضة الأزياء والممثلة اليمنية انتصار الحمادي، وثلاث نساء أخريات، للاسباب نفسها، واخضعتهن للمحاكمة بتهمة "ارتكاب فعل فاضح"، والترويج لافكار تتنافى مع آداب المجتمع اليمني المحافظ وقيمه وتقاليده.