العربي نيوز - مارب:
صدر بالتزامن، اعلانان ساران لجميع اليمنيين، عن الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والسلطات المحلية التابعة لها، وجماعة الحوثي الانقلابية، بشأن فتح الطرق المغلقة جراء الحرب المتواصلة للسنة التاسعة على التوالي.
واعلنت وكالة الانباء الحكومية (سبأ) عن أن "وكيل محافظة مأرب الدكتور عبدربه مفتاح ومعه مدير عام شرطة المحافظة العميد يحيى حُميد، قاما اليوم (الثلاثاء 14 مايو)، بزيارة تفقدية إلى نقطة الفلج" الواقعة في الطريق الرابطة بين مارب ومحافظات عدة بينها البيضاء.
موضحة أن "الوكيل مفتاح اطلع خلال الزيارة بحضور قائد قوات الأمن الخاصة بالمحافظة العميد عبدالله الصبري، وأركان المنطقة العسكرية الثالثة العميد عبدالرقيب دبوان، على مستوى التجهيزات والترتيبات اللازمة في النقطة لتسهيل عبور المواطنين المسافرين في الطريق".
ونقلت وكالة الانباء الحكومية (سبأ) عن وكيل مارب مفتاح قوله: "جاهزية الطريق للعبور منذ ثلاثة أشهر وفق الترتيبات التي أجرتها القيادات الأمنية والعسكرية، بموجب مبادرة عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء سلطان العرادة في فبراير الماضي بفتح الطرقات من جانب واحد".
مضيفا: "نحن ننتظر منذ إعلان المبادرة من جانبنا بفتح الطرقات قبل ثلاثة أشهر، أن تقوم مليشيا الحوثي بخطوة مماثلة وأن تنزل قياداتها إلى الطرقات وتعلن للمواطنين فتح الطرقات وتتحمل مسؤولية حمايتهم، ولكنها مازالت تراوغ وتتهرب من هذا الاستحقاق وتخادع بإرسال وسطاء".
وطالب مصدر مسؤول بالسلطة المحلية لمارب، السبت (11 مايو) بأن "يقوم من يمتلك القرار الفعلي لدى مليشيا الحوثي بالإعلان عن فتح الطريق بشكل رسمي وواضح وتحمل مسؤولياتهم لما من شأنه إلزام مجاميعهم بوقف إطلاق النار على امتداد الطريق وإثبات جديتهم بهذا الخصوص".
شاهد .. الشرعية تؤكد فتح طريق مارب -البيضاء
جاءت زيارة وكيل محافظة مارب عبدربه مفتاح، عقب اعلان جماعة الحوثي الجمعة (10 مايو) على لسان محافظ مارب المُعين منها، علي طعيمان، عمَّا سمته "زيارة لنقطة الفلج جنوبي مدينة مارب، وفتح طريق البيضاء - الجوبة - مدينة مأرب من طرف واحد واستكمال الترتيبات اللازمة".
شاهد .. جماعة الحوثي تعلن فتح طريق مارب-البيضاء
والخميس (22 فبراير)، دشن نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي محافظ مارب، الشيخ اللواء سلطان بن علي العرادة، فتح طريق (مأرب - فرضة نهم - صنعاء) وتسليمها لاجهزة الامن. مبديا "استعـداد القيادة لفتح الطـرق الأخرى (مأرب - البيضاء - صنعاء) وطريق (مأرب - صرواح - صنعاء) من جانب واحد.
شاهد .. اللواء العرادة يدشن فتح طريق مارب صنعاء (فيديو)
من جانبها، ردت جماعة الحوثي، على هذه الخطوة بإعلانها على لسان محافظها لمارب، علي محمد طعيمان، عن تدشين فتح طريق (صنعاء - خولان- صرواح - مأرب). وقال: أن "المبادرة سبق الاعلان عنها قبل تسعة اشهر واليوم ندشنها من الميدان، وتأتي كحسن نية ومرحلة أولى ستليها مراحل لفتح بقية الطرق". حسب زعمه.
شاهد .. الحوثيون يفتحون طريق صنعاء صرواح مارب (فيديو)
في المقابل، اطلق سياسيون واقتصاديون تحذيرا مما سموه "كارثة كبرى" تترتب على فتح طريق "مارب-صنعاء"، كاشفين عن انهيار اقتصادي كبير في مارب والمحافظات المحررة، سيكون لصالح جماعة الحوثي من هذه الخطوة، اقتصاديا وسياسيا، قبل ايجاد حل ومعالجات حاسمة لتدهور قيمة الريال اليمني وفارق سعر صرفه.
واتفق سياسيون وخبراء اقتصاديون في تعليقاتهم على مبادرة، الشيخ اللواء سلطان بن علي العرادة إلى فتح طريق "مارب- فرضة نهم- صنعاء" وتسليمها الى الاجهزة الامنية ونصبها نقطة امنية، بقولهم إن "هذه الخطوة ستعود على الحوثيين بمليارات الريالات من فارق سعر صرف الريال عندهم وفي مارب".
مؤكدين أن الواجب على الشرعية اليمنية ان "تعالج اولا تدهور قيمة الريال اليمني في مناطق سيطرتها حتى يتعافى الى مستوى مقارب من سعر صرفه في مناطق سيطرة الحوثيين، ومن ثم تبدأ في عمل فتح الطرق". وشددوا "عدا هذا فإن فتح الطرق سيفاقم معاناة المواطنيين اضعافا مضاعفة جراء غلاء المعيشة".
وأشاروا إلى أن "معالجات تداعيات الحرب الكارثية الانسانية والمعيشية والاقتصادية، ينبغي ان تكون منظومة متكاملة وبوعي وبصيرة حتى لا تنعكس سلبا على الشرعية والاوضاع الاقتصادية والمعيشية المتدهورة في المحافظات المحررة، وتقدم خدمات مجانية لصالح جماعة الحوثي وتوسيع حاضنتها الشعبية".
كما علق ناشطون يمنيون على تحذير السياسيين والاقتصاديين بأن "المستفيد هو الحوثي بفعل فارق سعر العملة ويصبح المواطن يبحث عن الافضل". منتقدين غياب هذه المسألة عن الشرعية بأنها "قامت بفتح الطرقات حاليا للتغطية على فشلها في المعالجات الاقتصادية التي ينتظرها المواطن مع قرب شهر رمضان بخفض اسعار السلع الغذائية".
تفاصيل: فتح طريق مارب الان ينذر بهذه الكارثة
تتزامن هذه التطورات مع إعلان المبعوث الاممي الى اليمن، هانس غروندبيرغ، في اخر احاطة قدمها الى مجلس الامن الدولي، الاثنين (13 مايو) أنه تلقى "تطمينات ايجابية من مختلف الاطراف" بشأن تدابير واجراءات تخفيف معاناة اليمنيين الانسانية، الواردة في "خارطة الطريق للسلام" التي اعلن اتفاق الاطراف عليها نهاية ديسمبر 2023م.
تفاصيل: تطورات سارة بخارطة الرواتب والسلام
يشار إلى أن اطراف الحرب تتفق في تأكيد "حرصها وسعيها لإعادة فتح جميع المنافذ للمدن والطرقات بين المحافظات" على خطوط التماس لانهاء معاناة ملايين اليمنيين من السفر عبر طرق وعرة وخطيرة. لكنها في الوقت نفسه تتبادل الاتهامات بالعرقلة، بينما تستمر معاناة ملايين اليمنيين من وعثاء السفر وعناء سلك طرق بديلة وعرة او صحراوية محفوفة بالمخاطر والسفر لعشرات الساعات المضنية.