الجمعة 2024/05/10 الساعة 12:55 ص

اول تحذير دولي من اجتياح مناطق الحوثيين

العربي نيوز - نيويورك:

صدر أول تحذير دولي من اجتياح واسع وكاسح خلال الايام القليلة المقبلة، للعاصمة صنعاء ومناطق سيطرة جماعة الحوثي الانقلابية، وعدد من المحافظات الاخرى المحررة، متضمنا انذارا مما سماه "فيضانات مفاجئة" جراء استمرار هطول الامطار الغزيرة على اليمن.

جاء هذا في بيان صادر عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO) حذر من "تزايد خطر الفيضانات المفاجئة بسبب هطول الأمطار الغزيرة في أجزاء واسعة من اليمن خلال الأيام القليلة القادمة". داعيا الى اتخاذ الاحترازات والتدابير اللازمة لتجنب وقوع كوارث.

وقالت "الفاو" التابعة للامم المتحدة: "من المتوقع أن تشهد الأيام الأخيرة من شهر أبريل الجاري زيادة تدريجية في هطول الأمطار إلى ما بين 150 و200 ملم في المتوسط، مع توقع أعلى المستويات على محافظات المرتفعات الوسطى ذمار وإب وريمة وأجزاء من صنعاء والضالع".

مضيفة في نشرة الإنذار المبكر للأرصاد الجوية الزراعية، الخميس (25 ابريل): "إن مستويات هطول الأمطار المتوقعة تُعد أعلى مقارنة بما كانت عليه خلال نفس الفترة من العام الماضي". مشيرة إلى أن "الأيام الماضية شهدت حدوث فيضانات في محافظتي حضرموت والمهرة".

وتابعت المنظمة الاممية في نشرة انذارها المبكر، قائلة: إنه على ضوء ما شهدته محافظتا حضرموت والمهرة نتيجة منخفض "الطير" الجوي "فمن المحتمل جداً أن تؤدي الأمطار الغزيرة والمكثفة في نهاية الشهر الجاري إلى فيضانات واسعة النطاق في العديد من المواقع داخل البلاد".

موضحة أن "نماذج التنبؤ بالفيضانات تشير إلى هطول أمطار غزيرة وطويلة الأمد (أكثر من 80 ملم في بعض الأجزاء وأكثر من 100 ملم في أجزاء أخرى) حتى في المناطق التي عادة ما تكون بها فترات قليلة في مثل هذا الوقت من العام، ما يزيد من مخاطر السيول ذات التأثير الاكبر".

ونوهت إلى أن هذا التأثير "يكون أكبر على وادي مور (حجة والحديدة) ووادي سهام ورماح وسردود وزبيد (الحديدة وبعض أجزاء من إب وذمار)". وقالت: "من المتوقع حدوث سيول في وادي ذنة ما قد يؤثر على بعض المناطق في مأرب، وقد تهطل امطار اقل شدة على وادي بنا وتبن".

محذرة من أن "هذه الأمطار الغزيرة سيصاحبها انهيارات أرضية ستتركز في الغالب في المناطق ذات التضاريس شديدة الانحدار على طول الطرق الرئيسية في كل من مناخة (صنعاء) وسمارة (إب) وكحلان (حجة)". ومن أن استمرار تجمع المياه "يمثل خطراً متزايداً لانتشار الأمراض وتفشيها".

بالتوازي، توقع المركز الوطني للارصاد الجوية، الجمعة (26 ابريل) في نشرته الجوية التحذيرية للحالة الماطرة المتوقعة خلال الـ 24 ساعة القادمة، "هطول أمطار متفاوتة الشدة على مناطق متفرقة من محافظات (صعدة، حجة، عمران، الجوف، المحويت، صنعاء، ذمار، ريمة وإب)".

متوقعا "هطول أمطار خفيفة إلى متوسطة على أجزاء من محافظات (الضالع، البيضاء، تعز، شمال لحج، مأرب وهضبة حضرموت)، ورياحا نشطة تصل أقصى سرعة لها 28 عقدة في جنوب الساحل الغربي ومدخل باب المندب، وحرارات عظمى مرتفعة على الصحارى والسهول الساحلية الغربية".

وحذر المواطنين من "تدفق السيول في الشعاب والوديان" وقال: "ينصح بعدم عبورها أو التواجد في مجاريها وكذا اتخاذ ما يلزم للوقاية من ضربات الصواعق". كما حذر مرتادي البحر والصيادين وربابنة السفن في جنوب الساحل الغربي ومدخل باب المندب من اضطراب البحر وارتفاع الموج".

يأتي هذا بعدما أكد مركز أبحاث وبائيات الكوارث (CRED)، في تقريره السنوي حول الكوارث الطبيعية في العالم، الصادر الجمعة (5 ابريل): إنه "تم الإبلاغ عن وفاة 248 شخص في اليمن بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات خلال الموسم المطري بين مارس وسبتمبر 2023". حسب رصده.

وأفاد تقرير مركز ابحاث "كريد" المتخصص في الكوارث المناخية، والتابع لجامعة لوفان بالعاصمة البلجيكية بروكسل، بأن "اليمن احتلت العام الماضي المركز العاشر في قائمة أعلى معدل للوفيات الناتجة عن الكوارث الطبيعية، وذلك بسبب موسم الأمطار السنوي الطويل والمكثف الذي شهدته البلاد".

موضحا أن "قاعدة بيانات أحداث الطوارئ (EM-DAT) التابعة له سجلت ما مجموعه 399 كارثة تتعلق بالمخاطر الطبيعية (فيضانات، زلازل، عواصف وأعاصير، وجفاف)، نجم عنها 86,473 حالة وفاة، وتضرر 93.1 مليون شخص، فيما بلغت الخسائر الاقتصادية لها 202.7 مليار دولار".

ونوه إلى أن "الجفاف الإندونيسي في الفترة من يونيو إلى سبتمبر 2023، كان الأكثر تأثيراً على الأفراد، حيث تضرر منه 18.8 مليون شخص، فيما كان زلزال تركيا وسوريا الأكثر كارثية وتسبب بوفاة  56,683 وأضرار بقيمة 42.9 مليار دولار أمريكي، وأثر على 18 مليون انسان في كلا البلدين".

يشار إلى أن الأمطار تهطل - بمشيئة الله - على اليمن خلال موسمين احدهما شتائي والاخر صيفي، ويتسبب هطول الامطار المتوسطة الى الكثيفة، في وقوع حوادث مرورية وحوادث غرق، وأضرار مادية تلحق بالمنازل وبخاصة ذات البناء التقليدي (الشعبي)، والحقول الزراعية وخسائر بشرية أيضا.