العربي نيوز - عواصم:
بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، رسميا، الاعداد لهجوم بحري عسكري يستهدف تركيا، إثر اشتباك الجانبين لأول مرة، وتبادل التصريحات السياسية الهجومية، على خلفية استقبال تركيا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) اسماعيل هنية، في اسطنبول السبت (20 ابريل).
كشفت هذا "قناة 12" التابعة لكيان الاحتلال الاسرائيلي، وقالت: "تجري في ‘إسرائيل‘ الاستعدادات لإبحار "أسطول الحرية" من تركيا إلى قطاع غزة، والذي من المقرر أن يتم في بداية الأسبوع المقبل". مؤكدة أن جيش الاحتلال بدأ فعليا الترتيبات للاستيلاء على السفينة بغطاء سياسي دولي.
شاهد .. قناة "اسرائيلية" تكشف هجوما مزمعا على تركيا
وقالت القناة: "تجري في إسرائيل الاستعدادات لإبحار "أسطول الحرية" من تركيا إلى قطاع غزة، والذي من المقرر أن يتم في بداية الأسبوع المقبل. وفي الأيام الأخيرة، نفذت إسرائيل سلسلة من الإجراءات السياسية ضد دول مختلفة، وبدأت أيضًا الاستعدادات الأمنية لاحتمال الاستيلاء المسلح على السفينة".
مضيفة في تقرير بثته مساء السبت (20 ابريل) واعتبر تهديدا: "وتستعد الأجهزة الأمنية لاحتمال أن يكون من الضروري وقف الأسطول الذي يهدد بكسر الحصار المفروض على قطاع غزة. وفي إسرائيل، بدأوا سلسلة من الإجراءات السياسية ضد الدول الأوروبية، بمساعدة الولايات المتحدة". حسب تأكيدها.
وتابعت القناة الاسرائيلية: "وفي الوقت نفسه، بدأ الجيش الإسرائيلي أيضًا التدريب والتحضير لمداهمة السفينة. وبدأت مقاتلات الأسطول الثالث عشر التدرب على شن غارات على السفن، والاستعداد هناك لكل السيناريوهات المحتملة، وهو ما يذكرنا بأحداث العنف التي شهدها أسطول مرمرة عام 2010".
مشيرة إلى إنه "أصيب أحد مقاتلي وحدة ‘شايطيت 13‘ (وحدة النخبة في البحرية الإسرائيلية) بعد سقوطه من حبل يتدلى من مروحية هليكوبتر من ارتفاع عدة أمتار، وأصيب بجروح طفيفة، وذلك اثناء تدريبات الاسطول الثالث عشر" على مداهمة أسطول الحرية لغزة 2024م، المزمع تنفيذه من جانب الكيان.
ونوهت إلى أنه "من المهم التأكيد على أن أيا من السفن الثلاث المقرر أن تبحر إلى غزة لم يتم بناؤها للرسو أو الاقتراب من رصيف المساعدات الانسانية في قطاع غزة، والذي يتوقعون في الولايات المتحدة الانتهاء من بنائه بداية شهر مايو". وأردفت: "والمؤسسة الأمنية تعترف بذلك باعتباره استفزازا في حد ذاته".
شاهد .. الكيان يكشف استعداداته للهجوم على تركيا
ويستعد "أسطول الحرية الدولي، للإبحار خلال الأيام المقبلة من ميناء اسطنبول إلى قطاع غزة، لكسر الحصار المفروض عليه، حاملا على متن ثلاث سفن احداهن "مرمرة 2" نحو 5500 طن من المساعدات الإنسانية، بمشاركة نشطاء من ألمانيا وماليزيا والنرويج والأرجنتين وإسبانيا وكندا وجنوب أفريقيا.
شاهد .. استكمال تحضيرات اسطول لكسر حصار غزة (فيديو)
يأتي هذا بعدما عُقد مؤتمر صحفي، الجمعة (19 ابريل) في حوض خاص لبناء السفن بمنطقة توزلا في إسطنبول، لتقديم معلومات عن "أسطول الحرية" المزمع انطلاقه قريبا بمشاركة نحو 1000 شخص، من دول عدة، بينهم الضابطة الأمريكية المتقاعدة والدبلوماسية السابقة آن رايت، التي افتتحت الحملة.
وأعلنت الضابطة والدبلوماسية السابقة آن رايت في كلمتها بالمؤتمر الصحفي عن افتتاح حملة "أسطول الحرية لغزة 2024م". مشيرة إلى مشاركتها في الحملة عام 2010 عبر سفينة "مافي مرمرة" التي انطلقت برفقة 7 سفن مختلفة بمشاركة أشخاص من عشرات الدول، وتعرضت لهجوم من الكيان الاسرائيلي.
وفقا لوكالة انباء الاناضول" فقد أكدت الامريكية آن رايت في كلمتها أنه "يجب على الضمير الدولي وجميع الناس التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية، وممارسة الضغوط من أجل وقف إطلاق النار وإنهاء الإبادة الجماعية" في غزة". ولم تستبعد اقدام كيان الاحتلال الاسرائيلي على "ارتكاب خطأها مرة اخرى".
مضيفة: في حال تعرض الأسطول لهجوم إسرائيلي فإنه "وفقًا للقواعد الدولية وحقوق الإنسان الدولية في هذه القضية، فإن سجل إسرائيل حافل جدا، وارتكابها خطأ مرة أخرى ليس بالوضع الجيد بالنسبة لأمنها". وأردفت: إن "الاستعدادات مستمرة وسيتم تزويد الرأي العام بمعلومات حول انطلاق السفينة قريبًا جدًا".
وشن الكيان الاسرائيلي في 31 مايو 2010، هجوما على سفينة "مافي مرمرة" التي شقت طريقها من تركيا عبر البحر المتوسط لإيصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة المحاصر، اسفر عن استشهاد 10 ناشطين وجرح أكثر من 50 آخرين، كانوا على متن السفينة عند اعتراضها في المياه الدولية.
شاهد .. مؤتمر صحفي لتحالف اسطول الحرية لغزة
يتزامن هذا التصعيد، مع اشتباك كيان الاحتلال الاسرائيلي، لأول مرة، مع جمهورية تركيا الاسلامية، وشنه السبت (20 ابريل) أول هجوم مباشر وسافر على تركيا قابلته انقرة بقوة، وسارعت للرد بالمثل، معلنة انحيازها لفلسطين وشعبها ورفضها العدوان الاسرائيلي وجرائم الحرب والابادة بحقه.
حدث هذا على خلفية استقبال تركيا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) اسماعيل هنية، والاحتفاء به من جانب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في مدينة اسطنبول عقب ايام على تصريحات نارية للرئيس اردوغان.
وخرج الكيان الاسرائيلي عن طوره حيال لقاء الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مع إسماعيل هنية ووفد من حركة حماس في قصر دولمة بهشة، على ضفاف مضيف البوسفور بمدينة إسطنبول، ليطلق وزير خارجية الكيان تصريحات مسيئة.
جاء هذا بنشر وزير خارجية الكيان الاسرائيلي، يسرائيل كاتس، صورة للرئيس اردوغان مع هنية، معلقا باللغة التركية قائلا: "الإخوان المسلمون: اغتصاب ومجازر وتدنيس الجثث وحرق الأطفال". وأردف مخاطبا اردوغان: "يجب عليك أن تخجل".
ومن جانبها، سارعت الخارجية التركية للرد، وأدانت على لسان متحدثها أونجو كتشالي، هجوم وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس، على الرئيس رجب طيب أردوغان. وقال: إن "المسؤولين الإسرائيليين هم الذين يجب عليهم الشعور بالعار".
مضيفا: إن مسؤولي الكيان يجب ان يشعروا بالعار "فهم الذين قتلوا ما يقرب من 35 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء". وأردف في بيان: إن "محاولات أعضاء الحكومة الإسرائيلية الرامية إلى تغيير صلب الأحداث القائمة لن تنجح".
ووفقا لوكالة انباء "لأناضول"، فقد شدد كتشالي، على أن أولوية بلاده تتمثل في "إنهاء المجزرة في غزة وإحلال السلام الدائم في المنطقة من خلال إقامة الدولة الفلسطينية، موضحا أن أنقرة ستواصل العمل في هذا الإطار، وكشف حقيقة الجرائم الإسرائيلية".
كما نقلت الوكالة عن المتحدث باسم حزب "العدالة والتنمية" التركي الحاكم، عمر تشيليك، قوله: إن "التصريحات التي أطلقها وزير الخارجية الإسرائيلي ضد رئيسنا (أردوغان) ما هي إلا محاولة للتغطية على المجازر التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية".
مشيرة إلى أن تشيليك مضى قائلا في تدوينة على حسابه بمنصة التدوين المصغر إكس (تويتر سابقا): إن "قتلة الأطفال (الاحتلال الإسرائيلي) معادون لأي مبادرة تهدف إلى وقف إطلاق النار وتحقيق السلام". في اشارة لمساعي تركيا لانهاء الحرب.
وتابع متحدث حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا، قائلا: "ولذلك، فإننا نعلم أن السياسة التي ينتهجها رئيسنا لوقف إطلاق النار مستهدفة من قبل شبكات مرتكبي المجازر هذه. ولكن مهما فعلوا، فقد أدينوا أمام الإنسانية وسيحاسبون أمام القانون يوما ما".
شاهد .. اول رد تركي على هجوم اسرائيلي سافر
ويواصل جيش الاحتلال الاسرائيلي شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محرمة الاستخدام دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مخلفا دمارا هائلا في البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين، جلهم من الاطفال والنساء، علاوة على حصاره الخانق للقطاع.
يحظى العدوان الاسرائيلي بدعم امريكي مباشر، وبجانب الدعم العسكري بالاسلحة والاقتصادي بالاموال، أججت أميركا الرأي العام اليمني والعربي باستمرارها في توفير الغطاء السياسي للكيان الاسرائيلي، وتعطيلها للمرة الرابعة، الاربعاء (21 فبراير) بالفيتو، صدور قرار عن مجلس الامن الدولي بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة، بعد تفعيل امين الامم المتحدة المادة 99 باعتبار الحرب على غزة "تهدد بانهيار النظام العام للامم المتحدة، والامن والسلم الدوليين".
من جانبها، استنكرت عدد من الدول العربية الموقف الامريكي. بينما أكد سياسيون وقانونيون "سقوط الشرعية الدولية". ونوهوا إلى أن "امريكا اختارت بنفسها هدم مؤسسات التشريع الدولي، ولم يعد لمجلس الأمن قيمة أو الأمم المتحدة". مشددين أن "وقوف واشنطن بوجه المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، يعني تقويضها لشرائع اكبر مؤسسة دولية في العالم".
يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت "33843 قتيلا فلسطينيا (بينهم 26500 طفل وامرأة ومسنا)، والمصابين 76575، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم نحو 1000 ضباط وجنود، ونحو 6800 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق "كتائب القسام"، ابو عبيدة.