الاثنين 2024/05/06 الساعة 07:42 ص

رحيل الماسح بالحكومات البلاط من دكان !

العربي نيوز - عدن:

فجع اليمنيون برحيل صحافي وأديب يمني، شهير رفض ان يكون مساح جوخ المسؤولين واختار ان يكون مساح قلوب المشردين، الذين شاركهم التشرد والحرمان وظل يقارع الظلم ويمسح بالحكومات البلاط من دكان للإيجار طوال مسيرة صحفية تجاوزت خمسين عاما من مقاومة الظلم وشظف العيش وضنكها.

ونعت وزارة الإعلام في الحكومة اليمنية السبت (20 ابريل) "وفاة الاديب والكاتب الكبير محمد المساح، مشيدة بمسيرة الفقيد المهنية في العمل الأدبي والصحفي وكتابة الأخبار والتقارير والقصص الصحفية، حيث يُعد أحد أعمدة الصحافة اليمنية وممن أسهموا في تطوير العمل في مؤسسة الثورة ومطبوعاتها".

وقالت الوزارة في بيان نعيها إن المساح "كان صاحب خلق رفيع وحضور كثيف وتأثير واسع وحس رفيع في علاقته بالمهنة وزملائه. خلد اسمه كواحد من أبرز الأعلام الصحفية اليمنية الذين برزوا في مرحلة سبعينيات القرن العشرين، وتولى رئاسة تحرير صحيفة الثورة في العام 1972م". بحسب وكالة "سبأ".

مضيفة: "واستمر في الكتابة في صحف متعددة وله اعمدة متنوعة أبرزها عموده الصحفي (لحظة يازمن) في صحيفة الثورة، والذي توقف العام 2016م" بعد اندلاع الحرب بقرابة العام والنصف. مؤكدة أن "الخسارة كبيرة التي خلفها رحيل قامة بحجم الفقيد المساح في هذا الظرف الاستثنائي الذي تمر به بلادنا".

https://sabanew.net/story/ar/109680

ونقلت وكالة الانباء الحكومية (سبأ) أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، "بعث ببرقية عزاء ومواساة الى عائلة الكاتب والصحفي الكبير محمد المساح، الذي وفاه الاجل، امس الجمعة، بعد مسيرة حافلة بالنضال، والعطاء الصحفي، والثقافي، والادبي".

قائلاً : "ان الوطن خسر برحيله احد ابرز رموزه الصحفية، واعلامه الثقافية والإبداعية المناضلة الذين كان لهم بصماتهم المتميزة، تاركاً خلفه إرثًا صحفيًا ثريا، تميز بالجرأة والصراحة، والانحياز الى جانب مصالح البسطاء، وتنويرهم على مدى خمسة عقود".

وأشاد الرئيس رشاد العليمي، في برقة عزائه بمناقب الفقيد وسيرته الطيبة، واسهاماته الجليلة في المجال الصحفي والثقافي والادبي، والحركة الوطنية، سائلاً الله العلي القدير، ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وان يعصم قلوب أهله ومحبيه بالصبر والسلوان.

https://sabanew.net/story/ar/109682

كما نعى رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، ببالغ الحزن والأسى وفاة الاديب والصحفي الكبير الأستاذ محمد المساح، الذي وافته المنية عن عمر يناهز 75 عاما، إثر أزمة صحية مفاجئة، لتفقد الصحافة اليمنية علماً من أعلامها ورمزاً وطنياً أصيلا.

وأكد في برقية عزاء ومواساة بعثها الى أولاد وأسرة الفقيد والوسط الصحفي والأدبي، ان "اليمن خسرت بغياب المساح واحداً من الصحفيين وكتاب الرأي الكبار الذين تتلمذ على أيديهم أجيال عديدة من الصحفيين، بعد ان جسد على مدى اكثر من نصف قرن هموم وقضايا الناس".

موضحا أن المساح "أعطى صاحبة الجلالة من حياته الكثير، فكان مثالاً للالتزام بصدق الحرف، وقدسية الكلمة الشريفة النزيهة، وقدم مدرسة صحفية متفردة في كتاباته من اجل الناس البسطاء الذين ناضل من أجل إيصال همومهم وقضاياهم بشجاعة، منذ أوائل السبعينيات".

ونقلت وكالة الانباء الحكومية عن رئيس الوزراء أنه "استذكر صولات وجولات الأستاذ محمد المساح، في الصحافة ورحاب الفكر والابداع، ونضاله المهني لإعلاء سلطة الكلمة، بقلم لا يهادن ولا يستكين دفاعاً عن الحق والمبادئ، وان مواقفه وكلماته ستظل منارات مشعة تنير الدروب".

https://sabanew.net/story/ar/109683

وعُرف الفقيد محمد المساح بلسانه اللاذع وروحه المرحة الساخطة والساخرة من الحال بدءا بحاله التي لم تعرف الاستقرار والرغد، وظلت غارقة بالعوز والحرمان، حتى حين عين بهيئة تحرير صحيفة الثورة وتولى رئاستها لأشهر، وجرى اعتقاله مرارا في الأمن الوطني، ظلت حياته خارج وداخل المعتقل سيان.

يشار إلى أن الصحفي والاديب محمد المساح، من مواليد محافظة تعز في اربعينيات القرن الماضي، وعُرف ببساطته في هيئته وارتدائه القميص والمعوز وفي معيشته، إذ ظلت اسرته تقيم في القرية، بينما ظل يقيم في دكان بالعاصمة صنعاء، ومنه يكتب مقالاته وقصصه القصيرة ومختاراته الادبية الناقدة للظلم والحرمان.