العربي نيوز - صنعاء:
فاجأت جماعة الحوثي الانقلابية، جميع المراقبين للشأن اليمني، بإصدار اعلان رسمي بشأن فتح جميع الطرقات والمنافذ في عموم البلاد والمطارات والموانئ، المغلقة جراء الحرب المتواصلة للسنة التاسعة على التوالي، في سياق نداء وجهته إلى الامم المتحدة ومبعوثها الخاص الى اليمن.
جاء هذا على لسان وزير النقل في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، عبدالوهاب الدرة، في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة صنعاء الاثنين (1 ابريل)، بمناسبة الذكرى التاسعة لما تسميه الجماعة "يوم الصمود الوطني"، في اشارة إلى ذكرى انطلاق "عاصفة الحزم".
وقال الدرة: "إن العدوان (يقصد التحالف بقيادة السعودية) ألحق أضرارا وخسائر كبيرة في ميناء الحديدة ومطارات صنعاء وتعز والحديدة وصعدة، والمنافذ البرية شملت البنى التحتية والمنشآت والأجهزة والمعدات الثقيلة الخفيفة ومولدات الكهرباء وغيرها والطرقات والجسور".
مضيفا: إن "حجم الأضرار والخسائر المباشرة وغير المباشرة التي لحقت بوزارة النقل والهيئات والمؤسسات التابعة لها، منذ مارس 2015م وحتى مارس 2024 جراء العدوان (الحرب) والحصار، والتي بلغت 13 مليارا و644 مليونا و37 ألف دولار". حسب زعمه.
وتابع: إن التحالف "لا يزال يفرض حصاره على اليمنيين". وأردف: "عدد المسافرين عبر مطار صنعاء قبل العدوان بلغ أكثر من مليون مسافر في العام إلى كافة الوجهات، وخلال 2023م لم يبلغ عدد المسافرين عبر الوجهة الوحيد (الأردن) سوى 100 ألف مسافر".
زاعما أن وزارته وهيئاتها ومؤسساتها "عملت على النهوض بهذا القطاع الحيوي، وحققت إنجازات وتمكنت من إعادة تأهيل موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى لاستقبال كافة السفن والحاويات التجارية فضلا عن استعادة جهوزية مطار صنعاء بتمويلات ذاتية".
كما زعم القيادي المؤتمري، الدرة، أنهم "نعمل حاليا بتضافر جهود جميع الهيئات والمؤسسات على التطوير والتحديث لموانئ مؤسسة البحر الأحمر اليمنية، والعمل على فتح وجهات جديدة عبر مطار صنعاء فضلا عن إعادة تأهيل مطاري تعز والحديدة الدوليين".
وطالب الوزير بحكومة الحوثيين، عبدالوهاب الدرة الامم المتحدة ومبعوثها الخاص الى اليمن بـ "فتح جميع الطرق البرية الرئيسية والفرعية بدون استثناء في عموم المحافظات بما يسهم في تخفيف معاناة الشعب اليمني والمسافرين". حسب ما نقلته وكالة (سبأ) بصنعاء.
معبرا عن "رفض عسكرة البحرين الأحمر والعربي من أمريكا وبريطانيا"، وزاعما أن الملاحة تسير بصورة طبيعية عدا سفن الكيان الاسرائيلي والامريكية والبريطانية، وقال: "أبحرت في البحر الأحمر خلال الربع الأول من ٢٠٢٤م أكثر من خمسة آلاف و500 سفينة".
واختتم حديثه وفقا لوكالة (سبأ) التابعة لسلطات الحوثيين في صنعاء بـ "تجديد التأكيد على موقف الجمهورية اليمنية الثابت والواضح والإنساني تجاه أبناء الشعب الفلسطيني حتى يتوقف العدوان ويرفع الحصار والسماح بدخول المواد الغذائية والدوائية لقطاع غزة".
كما طالب بيان صادر عن الفعالية والمؤتمر الصحفي، بـ "الفتح الكامل لجميع الموانئ والمطارات، .. وفتح كافة الطرقات الرئيسية بما يسهم في تخفيف معاناة الشعب اليمني عامة والمسافرين خاصة. مشيدا بالجهود المجتمعية ولجان الوساطة الخاصة بفتح الطرق".
وتحدث عن جهود "اللجنة الرئاسية والعسكرية التي تنفذ توجيهات رئيس المجلس السياسي الأعلى بفتح الطرقات المغلقة منذ بداية العدوان لتخفيف معاناة المواطنين والحفاظ على أرواحهم وسلامتهم من التقطعات والنهب والسلب الذي يتعرضون له في الطرق الوعرة".
مطالبا بـ "توفير الأجهزة الملاحية المطلوبة لمطار صنعاء التي التزمت بها الأمم المتحدة بدلاً عن الأجهزة التي دمرها العدوان، وإعادة تأهيل ميناء الحديدة حسب ما التزمت به الأمم المتحدة في اتفاقية ستوكهولم وفي مقدمتها الرافعات الجسرية البديلة للتي دمرها التحالف".
كما زعم البيان، أن سلطات الجماعة "مستمرة في التزامها بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين وسلامة الملاحة البحرية في البحرين الأحمر والعربي، عدا السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية، حتى وقف العدوان الصهيوني الأمريكي على غزة". حسب تعبيره.
وقال: "الوجهات البحرية إلى أي ميناء في العالم آمنة عبر البحرين العربي والاحمر، ولا يوجد أي تهديد من اليمن على السفن، باستثناء سفن الكيان الإسرائيلي أو المتجهة اليه والسفن الأمريكية والبريطانية التي تورطت حكوماتهما في العدوان على اليمن".
شاهد .. جماعة الحوثي تصدر اعلانا بشأن فتح الطرق
وقابلت جماعة الحوثي مبادرات الشرعية عبر السلطات المحلية في كل من مارب وتعز، إلى اعلان فتح طريق "مارب- نهم-صنعاء" وطريق "تعز-الحوبان-صنعاء"، من جانب واحد، بالاعلان عن فتح طريق "صنعاء-صرواح-مارب"، وفتح طريق "الخمسين-الستين-مدينة النور- تعز"، وطريق "تعز- حيفان- لحج"، والمطالبة باتفاقات مسبقة لرفع الثكنات العسكرية ومعالجة ما يترتب على فتح الطرقات وضمانات سلامة المسافرين مابعد فتح الطرق.
شاهد .. مخاوف حوثية حيال فتح طريق مارب صنعاء
تتزامن هذه التطورات مع إعلان المبعوث الاممي الى اليمن، هانس غرونبيرغ، في اخر احاطة قدمها الى مجلس الامن الدولي، الخميس (15 فبراير) أنه تلقى "تطمينات ايجابية من مختلف الاطراف" بشأن تدابير واجراءات تخفيف معاناة اليمنيين الانسانية، الواردة في "خارطة الطريق للسلام" التي اعلن اتفاق الاطراف عليها نهاية ديسمبر 2023م، واعلان وزير الخارجية السعودي "استعداد المملكة لرعاية التوقيع على خارطة السلام في اليمن فورا".
يشار إلى أن جميع اطراف الحرب المتواصلة في اليمن للسنة التاسعة على التوالي، تؤكد "حرصها وسعيها لإعادة فتح جميع المنافذ للمدن والطرقات بين المحافظات" على خطوط التماس لانهاء معاناة ملايين اليمنيين من السفر عبر طرق وعرة وخطيرة، لكنها في الوقت نفسه تتبادل الاتهامات بالعرقلة، بينما تستمر معاناة ملايين اليمنيين من وعثاء السفر وعناء سلك طرق بديلة وعرة او صحراوية محفوفة بالمخاطر والسفر لعشرات الساعات المضنية.