الاثنين 2024/04/29 الساعة 11:03 ص

الحكومة تكشف عن يمنيين عالقين في غزة 

العربي نيوز - مصر:

كشفت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، ولأول مرة، عن وجود يمنيين عالقين في قطاع غزة، جراء العدوان الاسرائيلي وحصاره المتواصلين على القطاع للشهر السادس على التوالي، وأعلنت عن بدء أول تحرك حكومي لإجلائهم من القطاع وإعادتهم إلى اليمن.

أكدت هذا وكالة الانباء الحكومية (سبأ) وذكرت أن سفير اليمن لدى جمهورية مصر، خالد محفوظ بحاح أنه، عقد الاثنين (25 مارس) لقاء في العاصمة المصرية القاهرة، كرس لبحث "جهود اجلاء يمنيين من قطاع غزة" في فلسطين الواقعة تحت الاحتلال الاسرائيلي.

وقالت: "بحث سفير بلادنا لدى جمهورية مصر العربية خالد محفوظ بحاح مع مساعد وزير الخارجية المصري للشئون القنصلية والمصريين في الخارج السفير اسماعيل خيرت وسفير دولة قطر لدى مصر طارق الانصاري جهود اجلاء العالقين اليمنيين من قطاع غزة".

مضيفة: "يأتي هذا اللقاء في اطار الجهود المشتركة التي يبذلها الأشقاء في جمهورية مصر ودولة قطر بهدف اجلاء الرعايا اليمنيين العالقين في قطاع غزة منذ بداية الاجتياح الاسرائيلي للقطاع". في اشارة إلى العدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ اكتوبر. 

وتابعت الوكالة الحكومية: "أعرب السفير بحاح عن تقدير حكومة بلادنا للجهود التي يبذلها الاشقاء في كل من مصر وقطر من اجل تخفيف المعاناة الانسانية التي يعيشها العالقين اليمنيين في القطاع، آملاً ان تتكلل هذه الجهود باتمام عملية الاجلاء في اقرب وقت ممكن".

شاهد .. الحكومة تكشف عن يمنيين عالقين بغزة

لكن الوكالة الحكومية للأنباء (سبأ) لم تفصح عن عدد اليمنيين العالقين في قطاع غزة، ولا ما إذا كانوا من المقيمين حديثا في غزة، أم من آلاف اليمنيين الذين شاركوا في الحروب العربية مع الكيان الاسرائيلي في اربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، أم من المهاجرين القدامى.

وأرسل حكام اليمن في عقدي الاربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، آلاف المجاهدين اليمنيين المجهزين بأسلحتهم وذخيرتهم ومؤنهم للمشاركة في القتال بالحروب العربية التي اندلعت في اعقاب الاعتراف الغربي وعبر الامم المتحدة بالاحتلال الصهيوني الاسرائيلي لفلسطين.

كما نزحت قبائل يمنية عدة، إلى الشام (سوريا والاردن وفلسطين ولبنان)، على مراحل متلاحقة، بينها في مواكب الفتح الاسلامي، ضمن الجيوش الاسلامية، ومنها هجرات يمنية واسعة، أقدم بكثير، تعود إلى ما قبل الميلاد، حسب ما تذكر المصادر التاريخية الغربية والعربية.

ويرد في هذا حديث شهير في السير النبوية وأسانيد الحديث النبوي، عن رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أنه رد على سؤال الصحابي اليمني فروة بن مسيك المرادي: ما سبأ؟ رجل أم امرأة أم أرض؟ بقوله: "بل رجل ولد عشرة من العرب، تيامن منهم ستة، وتشاءم منهم أربعة".

رُوي في هذا عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ورواه الترمذي وغيره، أن النبي قال: "فأما الذين تشاءموا فلخم وجذام وغسان وعاملة. وأما الذين تيامنوا فالأزد، والأشعريون، وحمير، وكندة، ومذحج، وأنمار. فقال رجل: يا رسول الله; وما أنمار؟ قال: الذين منهم خثعم وبجيلة".

شاهد .. حديث اولاد سبأ وهجرة اربعة للشام 

كما يستقصي طرق الحديث وألفاظه، ابن كثير في "البداية والنهاية"، الجزء الثاني، "قصة سبأ"، وفصل "إقامة ست قبائل من سبأ في اليمن". فيورده: "وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا ابن لهيعة، عن عبد الله بن دعلة، سمعت عبد الله بن العباس يقول: إن رجلا سأل النبي عن سبأ،..".

شاهد .. ابن كثير يستقصي طرق حديث اولاد سبأ

ويخلص المؤرخ الفلسطيني محمد محمد حسن شراب، مؤلف "معجم العشائر الفلسطينية، إلى القول: "والخلاصة فإن أكثر أهل فلسطين من اليمن، لخم وجذام، حتى كان يقال لفلسطين بلاد لخم وجذام. وانضم إليهم العدنانيون بعد الفتح. وقد تغيرت أسماء عائلات فلسطين بين حين وآخر لأسباب عدة".

مضيفا: "فبعضهم جعل نسبة إلى أحد أجداده، أو إلى من كان بارزا من بني قومه في الكرم والذكاء أو الشجاعة، أو نسب نفسه إلى البلدان التي نزلوها. ومن الملاحظ أنه ليس كل من ينتمي إلى عشيرة أو حمولة، يكون منها نسبيا وإنما في العشيرة والحمولة، من انضم إليها للحماية، والحلف والولاء". 

شاهد .. معجم العشائر الفلسطينية يرجع جلها لليمن 

ويواصل جيش الاحتلال الاسرائيلي شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محرمة الاستخدام دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مخلفا دمارا هائلا في البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين، جلهم من الاطفال والنساء، علاوة على حصاره الخانق للقطاع.

كما أججت أميركا الرأي العام اليمني والعربي باستمرارها في توفير الغطاء السياسي للكيان الاسرائيلي، وتعطيلها للمرة الرابعة، الاربعاء (21 فبراير) بالفيتو، صدور قرار عن مجلس الامن الدولي بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة، بعد تفعيل امين الامم المتحدة المادة 99 باعتبار الحرب على غزة "تهدد بانهيار النظام العام للامم المتحدة، والامن والسلم الدوليين".

من جانبها، استنكرت عدد من الدول العربية الموقف الامريكي. بينما أكد سياسيون وقانونيون "سقوط الشرعية الدولية". ونوهوا إلى أن "امريكا اختارت بنفسها هدم مؤسسات التشريع الدولي، ولم يعد لمجلس الأمن قيمة أو الأمم المتحدة". مشددين أن "وقوف واشنطن بوجه المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، يعني تقويضها لشرائع اكبر مؤسسة دولية في العالم".

يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت "32333 قتيلا فلسطينيا (بينهم 19000 طفل وامرأة ومسنا)، والمصابين 74694، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم نحو 1000 ضباط وجنود، ونحو 3000 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق "كتائب القسام"، ابو عبيدة